Sailing through life بحر الحياة
Dina Said's Blog: مدونة دينا سعيد
Search This Blog
Friday, November 2, 2012
Thursday, November 1, 2012
الحمد لله نجحت!!
الحمد لله رب العالمين حققت الهدف الأول من سلسلة استعادة النفس وهو أن امتنع عن الفيس بوك نهائيًا لمدة شهر
وبتحقيق هذا الهدف -الذى يبدو بسيطًا- رجعت إلى بعض من ثقتى فى نفسى وإرادتى وهو ما كنت أبحث عنه فى أول مقالة من هذه السلسلة "نقطة التحول"
لم اكتسب فى هذا الشهر بعضًا من الوقت لإداء أعمالى الهامة فقط
فلم يكن هذا هو الهدف من أساسه
ولكن كان الهدف هو أن اثبت لنفسى أنى أقدر وأن أخرج نفسى من حالة الإحباط التى صحبتى لمدة طويلة وخاصة بعد انتكاسة الثورة
والتى يسميها البعض "محمد محمود"
هذه الحادثة والتى نقترب الآن من ذكراها السنوية كسرتنى بشدة وأسميها انتكاسة ﻷن النكسة الحقيقة لا يتم حسابها بعدد الجنود والخسائر المادية ولكن يتم حسابها بآثارها فى الناس وتقديرى الشخصى أن ما خلفه "محمد محمود" فى الكيان المصرى من فرقة وتخوين بين كل الأطراف سنظل نعانى منه طويلًا
ما علينا بالطبع لم تكن السياسة وحدها هى المشكلة بل صاحبتها عدة مشاكل وانكسارات تجمعت فوق بعضها البعض وأخرجت كثيرًا من آلام الماضى ﻷدخل فى دوامة محترمة من الإحباط...التى لم يخرجنى منها حتى ذهابى لمصر فى الصيف ولا تخلصنا من شبح شفيق الذى كنا سنشيع بعده الثورة (وربما أنفسنا ) إلى مثوانا الأخير
ولكن يبدو أن الله عز وجل ما زال يريد خيرًا بنا برغم كل ما فعلناه وما زلنا نفعله بأنفسنا ...لذا كان على أن أحاول أن استجمع جزءًا من إرادتى ﻷخذ خطوة حقيقة فى طريق تغيير نفسى لعل الله يغير ما بى وما بوطننا
فى هذا الشهر: كتبت 21 مقالة وهذا دليل إنى كنت أفكر كثيرًا ولو تركت لنفسى العنان لكتبت أكثر بكثير
فى هذا الشهر: عملت دومين جديد باسمى
ونقلت عليه هذه المدونة بالكامل
فى هذا الشهر: هدانى الله أنا وصديقة لفكرة مشروع نتمنى ان يكون فيه الخير لكثير من الناس إن شاء الله
فانتظرونا
فى هذا الشهر: حققت المستهدف الذى كنت أريده فى إنقاص وزنى...رغم أنى لم أكن متبعة ريجيم بالمعنى الحرفى
ولكن اعتقد أن مجرد إحساسى بالنجاح ولو فى شىء بسيط مثل الفيس بوك جعلنى أقدر على أن أقول لا فى كثير من الأحيان للأطعمة عالية السعرات
فى هذا الشهر: تعبت على فكرة نفسيًا من الوحدة والعزلة بعيدًا عن الفيس بوك
وكتبت عن هذا
وكان العيد صعب جدًا ولكن ربنا يسيرها
فى هذا الشهر: شعرت أن الإنسان ممكن يجد السعادة إذا أرادها
وأن السعادة ليست مرتبطة بشىء معين يوهمك مخك أنك ستكون تعيس من غيره
لقد كانت تجربة مثيرة بحلوها ومرها ..تجربة جعلتنى أغير نظرتى لأشياء كثيرة
منها على سبيل المثال المدمنيين الذين دائمًا ما كنت اعتبرهم أشخاص فاشلين ضعيفى الإرادة
واكتشفت أن هذا غير صحيح ولهذا حديث آخر إن شاء الله
ولكن على أى حال أنا سعيدة إن ربنا وفقنى ونجحت
أما عن الخطوة التالية فقد فكرت فيها كثيرًا
فى البداية قررت أن أجعل قواعد صحية للتعامل مع الفيس بوك والتزم بها لمدة شهر لتصبح عادة
ثم مع اقتراب نهاية الشهر شعرت بالخوف من الرجوع مرة آخرى
وقلت ﻷصدقائى لا أريد أن أرجع لشهر آخر
اعتقد أنه خوف من أن يجرفنى الأمر ثانية ولا أقدر على التحكم فى نفسى
والآن لا أدرى ما أفعل..أريد أن أعود ﻷنى أدرك مزايا الفيس بوك جيدًا
وفى نفس الوقت خائفة من التجربة
أوبمعنى أصح خائفة من مواجهة نفسى بأن أفشل فى الاختبار
لا أشعر أنى جاهزة بما يكفى
ولا أشعر أنى عودت نفسى على أشياء كافية أقدر استغنى بها
عن المواقع الاجتماعية فى غير الوقت المخصص لها
لا تنسوا إنى كنت أغش فى هذا الشهر وأدخل على تويتر وجود ريدز والبلوج
ويوتيوب
ويوتيوب
طبعًا بصورة لا تعادل 1 على 20 من استخدامى السابق للفيس بوك
ولكنه أيضًا لم يكن فى وقت محدد ولمدة محددة كما أريد أن أفعل
لذا فقد قررت الآتى
سأجرب فى شهر نوفمبر الصيام عن الكلام الالكترونى
ألم يصم سيدنا زكريا عن الكلام؟
اعتقد أنى محتاجة أصوم بعض الوقت
وسأجعله كصيام شهر رمضان من الفجر إلى المغرب
ولكنى لن أفعل كبعض المسلمين وأظل أكل قصدى أتكلم الكترونيًا من المغرب إلى الفجر
ولكن يمكنى الفطار لمدة ساعة بعد المغرب وساعة قبل الفجر (سحور بأه وتمر وحركات
وﻷنى فى شهر الصيام الالكترونى فسأركز أن أعود نفسى على ركعتى قيام الليل بإذن الله تعالى
وإن شاء الله العيد أول ديسمبر
:(
وممكن تضرب فى دماغى وأعمل العشر الأواخر صيام الكترونى تام
على فكرة أنا وبعض الناس كنا ناويين على الصيام الالكترونى هذا فى شهر رمضان الماضى
ولكننا لم نفلح فى المقاومة فى الانقطاع التام أو حتى الجزئى ليوم واحد
وهذه من الأشياء التى جعلتنى أتأكد أنى قد أصبحت مدمنة فيس بوك بحق وحقيقى
كما أنى لن أفتح الفيس بوك ولا تويتر ولا أى موقع اجتماعى من على البلاك بيرى مهما كانت الظروف..ﻷن هذا يجعلهم فى متناول اليد فى أى لحظة...وكان عامل كبير فى إدمانى لهم
بالمناسبة أنا اشتريت الساعة التى كنت وعدت نفسى بها مكافأة عن هذا الشهر
وأنا اشتريها جائتنى كل الأفكار أن أوفر النقود واشترى أشياء آخرى
ثم قلت لنفسى فى النهاية أنا استحقها ولابد أن احتفل بنجاحى هذا
أما بالنسبة لمكافأة خطة شهر نوفمبر فلن تكون كتاب ستيف جوبز ﻷنى ساشتريه فى كل الأحوال...قررت أن ستكون هذه
أشكر كل أصدقائى المجانين الذين كانوا اضطروا أنهم يستخدموا الاختراع القديم المسمى بالايميل ليتواصلوا معى بدلًا من الفيس بوك
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
دينا سعيد
1-11-2012
-----------------
-----------------
Monday, October 29, 2012
انتحار طالب دكتوراة
جائتنى اليوم فتاة مسلمة...وأخبرتنى أنها قلقة على صديقة لها تدرس دراسات عليا وتبدو مكتئبة للغاية وسبب قلقها الأساسى أن قريب لها كان طالب دكتوراة فى جامعة مرموقة بكندا قد انتحر فجأة بسبب إحساسه بالفشل وهى تخاف أن تفعل صديقتها المثل
أخبرتنى أن قريبها هذا كانت معظم العائلة تعتبره نابغة وأنهم قد صعقوا عندما علموا بانتحاره وأنه يعتبر نفسه فاشل خاصة وأنه لم يكن هناك سوى شهور قليلة على مناقشته للرسالة وبعد أن توفى -رحمه الله- تم نشر بحثين له كان قد قدمهما قبل وفاته...ولم يفهم أحد من أهله حتى الآن لماذا كان يشعر بالفشل؟ وهى تشعر أن صديقتها عندها نفس الأحاسيس ولا تدرى كيف تنقذها
أولًا: قد أن تصدروا أى أحكام دينية على الشخص المنتحر وتقولون أنه فى النار أو أى شىء آخر..أحب أن أنوه أن الله تعالى وحده هو الذى يعلم السرائر ولا يدرى أحد ما الذى كان يمر به هذا الشخص من معاناة نفسية قد يمر أى منا بها فى أى لحظة
وقد يكون تاب قد وفاته بلحظات وتقبل الله منه التوبة
وﻷن الله سبحانه وتعالى عليم رحيم حكيم فهو وحده الذى له سلطة محاسبتنا وإن كان المنتحر كافر قطعًا كما يقول البعض..إذن فلماذا نصلى عليه؟
ثانيًا:
دعونا نتكلم عن طلبة الدرسات العليا ولماذا هم أكثر الناس عرضة للإصابة بالاكتئاب والإحباط ويتكلمون دائمًا عن الإحساس بالفشل والعجز حتى وإن كانوا يدرسون فى أفضل الجامعات ولهم أبحاث منشورة فى أفضل المنشورات العلمية؟
الموضوع هو ببساطة المجموعة التى تقارن نفسك بها...عندما كان هولاء الطلبة فى تعليمهم الجامعى أو المدرسى غالبًا كانوا الأوائل على صفهم ..وكانوا دائمًا ما يحصلون على أعلى الدرجات ..وكان الكل ينظر إليهم على أنهم قدوة ومثل أعلى
لم يحتاج أحد أن يقول لهم ذاكروا هذا أو بطلوا لعب...بل ربما كان الناس يقولون لهم ارحموا نفسكم من المذاكرة شوية
ولكن عندما ذهبوا للدراسات العليا وجدوا الأمر مختلف...ﻷن المجموعة التى يقارنون نفسهم بها الآن تحوى الأوائل على الجامعات من كل أنحاء العالم.. وطالما كانت الجامعة أفضل عالميًا كلما كان الطلاب الذين يدرسون فيها دراسات عليا أشطر
هنا تحدث الصدمة
إحساس الشخص بأنه لم يعد الأول ولا الأفضل بل هو متوسط وأحيانًا أقل من المتوسط
وهنا يشعر أن فى أعماقه بالفشل
الذى يزداد كلما أرسل بحثًا علميًا لجريدة أو مؤتمر وتم رفضه
هذا الشخص لم يتعود على الرفض طوال عمره..لم يتعود أن يقول أحد له أن العمل الذى أنهك نفسه فيه لا يصلح
أتذكر أن مشرفى فى الماجستير كان يقول لى كلما تم رفض بحث أنها خبرة جيدة أن تتعودى على الرفض
ولكنه نسى أن يقول لى أنى لابد أن استمتع بطعم النجاح عندما يحدث أخيرًا بعد 4 أو 5 مرات من الرفض المتكرر
بصراحة كنت وقتها أشعر أن البحث قد تم قبوله بالصدفة وأنه لا يستحق النشر أصلا ..وهو شعور طبيعى بعد كل هذا الإخفاق
أضف إلى هذا شعورك العظيم أن رسالتك ليس لها معنى أو فائدة وأن كل ما يحدث حولك هو مسرحية سخيفة وأن
Science is crap
فى معظم الأحيان وليس كلها للأمانة
Science is crap
فى معظم الأحيان وليس كلها للأمانة
بجانب الأبحاث العلمية هناك المنح والجوائز المختلفة التى يقدم عليها طالب الدراسات العليا باستمرار سواء على مستوى جامعته أو الولاية التى فيها الجامعة أو على مستوى الدولة كلها...يقولون لنا أن التقديم فى هذه المنح خبرة جيدة للبحاث ولكن فى العادة نسبة الرفض تكون كبيرة جدًا ...وهنا عليك أن تتعامل مرة آخرى مع إنك متوسط أو أقل من المتوسط
وهناك أيضًا التدريس إذا كان طالب الدراسات العليا يقوم بالتدريس..وقد يطلع لك طالب شاطر يسألك سؤال لا تعرف إجابته أو يصحح لك معلومة خاطئة ...ثم فى نهاية الترم يقيمك الطلبة وقد تفاجىء بأن رئيس القسم يطلبك ﻷن تقييمك أقل من المتوسط وهنا عليك أن تتعامل مع الفشل مرة آخرى وأن تحاول أن تتعلم من أخطائك فى المرة القادمة
أما رسالتك نفسها ففى كثير من الأحيان تكتشف أن ما قضيت فيه سنة كاملة قد سبقك شخص ونشره وعليه عليك أن تجد شيئًا آخر لتبحث فيه وكثيرًا ما تكتشف أن هناك أخطاء فى التجربة أو المنهج وعليك أن تعيد كل شىء من الأول ..ولكن فى نفس الوقت عليك أن تنتهى من رسالتك فى وقت معين حتى لا ترفدك الجامعة
وطبعًا كلما كنت باحث شاطر كلما زاددت توقعاتك وتوقعات مشرفيك من رسالتك
فقد تجد طالب دكتوراة مصنف على أنه أفضل الطلاب فى كندا يحلم أن يحصل يومًا على جائزة نوبل لذا فتعريف الفشل بالنسبة له مختلف تمامًا عن تعريفه بالنسبة لطالب دكتوراة على قده مثلى أو عن طالب دكتوراة فى مصر
أضف إلى ذلك إنه قد يكون مشرفك من النوع الذى لا يقدر الفروق الفردية والذى يقف بين طلبته ليعقد مقارنات..فلان نشر وعمل وسوى ...لابد أن تكونوا مثله...بالطبع هو يعتقد أنه هكذا يحمسك ..ولكنه لا يدرى أنك أصلا مش ناقص حد يشعرك أنك أقل من غيرك ﻷن عقلك يترجمها أنك فاشل
الحمد لله إن مشرفى ليس من هذا النوع ولكن أعرف ناس كده وألعن من كده ألف مرة)
لدرجة أنى أشعر أن هناك بعض المشرفين عندهم نوع من السادية والتلذذ بتعذيب ضحاياهم من الطلاب وقد يسعدون إذا انتحر أحد طلبهم (قصة حقيقة))
لدرجة أنى أشعر أن هناك بعض المشرفين عندهم نوع من السادية والتلذذ بتعذيب ضحاياهم من الطلاب وقد يسعدون إذا انتحر أحد طلبهم (قصة حقيقة))
أما المشكلة الكبرى التى تواجه طالب الدرسات العليا وبالذات الدكتوراة أنه يرى زملائه فى الجامعة الذى سلكوا طريق العمل فى الشركات وقد أصبحوا خلال هذه العشر سنوات
team leaders and project managers
وأحيانًا أصحاب شركات رغم أنهم كانوا جايبن مقبول فى الجامعة
(طبعًا هو كله رزق)
وأحيانًا أصحاب شركات رغم أنهم كانوا جايبن مقبول فى الجامعة
(طبعًا هو كله رزق)
لكنه ما زال يدرس ..وعادة يأخذ مرتب بالكاد يكفيه
ولو فكر أن يترك الدراسات العليا بعد كل هذا المشوار فسيكون بلا أى خبرة عملية
وقد تفضل الشركات عليه خريج جديد مرتبه قليل
من الآخر يشعر أنه رقص على السلم فلم ينجح فى دراسته "حسب تعريفه للنجاح"
وفى نفس الوقت لم يعمل فى شركة ويريح باله من كل هذا القرف
يشعر أنه
stuck
وأنه مستمر فقط ﻷنه طريق وسلكه ولا يوجد أى منفذ للخروج منه سوى أن يكمل ما بدأه ...وفى وسط كل هذا ينسى استمتاعه بعمله وبحثه الذى ربما كان الشىء الأساسى الذى جعله يدخل هذه الكلية ويتفوق فيها
إذن فما الحل؟
فى كل الأحوال لا تخجل من طلب المساعدة ..فى كل جامعة (فى الغرب) هناك مستشارون نفسيون سيخبرونك أنك لست الوحيد
الذى يشعر بذلك وأن نسبة كبيرة من طلبة الدراسات العليا تشعر بالظبط بما تحس به
سيعطوك كتبًا وأفكارًا ويساعدونك لتبلغ هدفك بالطريقة المناسبة لك
الحل أن تواجه الحقائق ...أنت لست فاشل أيا كان تعريفك للفشل
ولكنك لست فاشل
أنت لست هذا البحث أو المنحة أو حتى الرسالة
حياتك ونظرتك لنفسك لا ترتبط باى حال من الأحوال ببحثك أو مشرفك أو طلابك أو زملائك فى العمل أو رسالتك
تقييمك لنفسك وكيف تراها لا تستمده من هولاء ولا تستمده حتى من عائلتك التى تراك نجم عال فى السماء
لذلك بدلًا من أن تهرب مما تعتقده فشلًا عليك أن تبحث عن نفسك
وعندما تجدها ستعرف ما عليك ان تفعله
إذا كان أن تترك الدراسات العليا فافعل
إن كان أن تستمر فافعل
إن كان أن تغير مجالك كله فافعل
إن كان أن تغيره بعد الدكتوراة فافعل
فى كل الأحوال أنت من يعيش حياتك وليس الآخرين
ولكن أرجوك ألا تفعل أى من هذا ﻷنك فقط تعتقد أنك فاشل "بحسب تعريفك للفشل
ولكن أفعله ﻷنك تريده من داخلك
وبالنسبة لقصة الخوف على صديق لك أن يكون يفكر فى الانتحار فسأخبركم بما تفعله لاحقًا إن شاء الله ولكن حتى لا أنسى فمبدئيًا يجب أن تسأل
فلان هو أنت أحيانُا بتفكر تنهى حياتك؟
ويجب أن تهيئ نفسك أن الإجابة قد تكون بنعم حتى لو كان الشخص متدين جدًا
وصدقنى أن تسأل هذا السؤال حتى لو كان سيغضب صديقك أفضل مائة مرة أن تلوم نفسك أنك لم تسأله ولكن بعد فوات الأوان
ملحوظة1: إذا كان طالب الدكتوراة رجلًا فسيجد مشكلة أكبر فى تقبل الهزيمة والاعتراف بوجود مشكلة واللجوء للمساعدة مما يجعل الأمر أصعب بكثير.
ملحوظة 2: تبلغ نسبة المنتحرين من الرجال 84% من إجمالى المنتحرين
طبقًا لهذه الدراسة
http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1353113104000598
ولهذا أسباب عدة سنتكلم عنها فيما بعد
دينا سعيد
Mental Health First Aider and Community Helper
PhD Student, Computer Science Dept, University of Calgary, Canada
PhD Student, Computer Science Dept, University of Calgary, Canada
29-10-2012
Sunday, October 28, 2012
مواقع الشبكات الاجتماعية والشعور بالوحدة
ولكن أتصور من خبرتى فى هذا المجال أن الغالبية العظمى منهم ستكون من
العزاب والمطلقين والأرامل والمتزوجين المنفصلين عن أزواجهم جسديًا بسبب العمل أو الدراسة أو المنفصلين عن أزواجهم نفسيًا بسبب عدم وجود تفاهم بينهما
وأتصور أنه إذا كان شخص من هذه المجموعة يعيش بمفرده فإن نسبة إدمانه للمواقع الاجتماعية قد تقترب من ال90 فى المائة
لماذا؟
ﻷن ببساطة الإنسان كائن اجتماعى..يحتاج لمن يشاركه حياته
وقد وفرت هذه المواقع للناس أن يشاركوا بعضًا من حياتهم الخاصة مع غيرهم ويشعرون بنوع من الرضا عندما يتفاعل الآخرون معهم ومع أخبارهم حتى ولو بلايك
كمثال بسيط:
تخيل أنك تشاهد فيلم مع أختك...وأثناء الفيلم تتحدثان...الممثل ده دمه تقيل...هى عاملة فى نفسها كده...بس تفتكر الحاجات دى ممكن تحصل بجد..وتأتى ألشة فى الفيلم فتضحكان سويًا ..وقد تبكى هى على موقف مؤثر وأنت تقعد تتريق عليها
تخيل أنك تشاهد -ربما نفس الفيلم- بمفردك...ما إحساسك؟
شىء ما فى تركبية الإنسان يجعله يريد أن يسمع صوت ضحكات أحد ما ضحكاته وأن يتكلم مع شىء آخر فى انطباعته ليس عن الفيلم فقط بل عن كل ما يحدث حولنا
وإذا لم يتوافر هذا الشخص..فما الحل؟
ستجد بوستات على الفيس بوك وتويتر من نوعية
يا جماعة الفيلم ده جامد جدى...أحمد حلمى وهمى فيه
ومناقشات بين الأصدقاء المختلفين -اللى ممكن كل واحد فيهم يكون فى بلد- عن الفيلم
وقد تجد أن البعض يتعاطف مع الفيلم لدرجة أنه يغير صورة البروفايل ﻷفيش الفيلم
لو تتبعت هولاء الناس الذين يتحدثون فستجد أن هناك واحد منهم على الأقل شاهد الفيلم بمفرده
هذا أكثر شخص سعيد بهذا الحوار ويحاول أن يدفع الآخرين أن يتكلموا أكثر
وكأنه يعوض إحساسه بالألم أنه كان بمفرده
قس على ذلك شىء مثل الطبيخ
لا أتذكر من الذى قال أن أقصى لحظات الوحدة لا تكون عندما ينام الإنسان بمفرده بل عندما يتناول طعامه بمفرده
وهذا حقيقى خاصة إذا كنت أنت من طبخت الأكل
صعب أن تقف لتطبخ ساعة أو ساعتين ثم تأكل بمفردك فى النهاية
وقد لاحظت هذا فى نفسى ...عندما أعمل عزومة قد أظل أطبخ فيها يوم أو يومين
فعادى لا أذكر الموضوع على الفيس بوك
ولكن عندما أطبخ بمفردى فإنى أريد أن أعوض أنه لم يكن هناك من يشاركنى الطعام
فأكتب مثلًا:
جربت النهاردة الأفوكاتو مع الجمبرى والفلفل الأخضر وطلع تحفة
مجرد اللايكات والكومنات على هذا البوست تسعدنى وكأنى أعوض إحساسى بالوحدة ﻷنى أكلت هذا الطعام بمفردى
نفس الموضوع يحدث عندما تخرج ﻷى منتزه أو مكان جديد
لقد ركزت ووجدت أن معظم أصدقائى المتزوجين لا ينشرون صور خروجاتهم وإن نشروا فتكون صورة واحدة
ولكن غير المتزوجين من الجنسين دائمًا ما ينشرون صورهم
واعتقد أن الفئة العمرية والمهنية التى منها أصحابى لا تنشر صورها بغرض لفت انتباه المعجبين من الجنس الآخر
ولكن الأمر غالبًا يكون مشاركة اجتماعية
تعويض للإحساس بالألم الخفى أنك كنت بمفردك هناك وكأن مع كل كومنت ولايك ستشعر بأن هذا الشخص -حتى لو كان صديقًا
بعيدًا- معك بشكل أو بآخر
لماذا من المهم أن نعرف هذا؟
ﻷنك لكى تحل أى مشكلة لابد أن تعرف أسبابها
فمثلُُا هناك أشخاص عندهم حاجة اسمها الأكل العاطفى
Emotional Eating
تجعلهم يأكلون فى حالة التوتر أو الحزن الشديد ويشعرون أن الأكل يخفف من الآمهم
هولاء الأشخاص يجدون صعوبة فى التفرقة بين حاجتهم للأكل بسبب الجوع الحقيقى أو بسبب التوتر
وغالبًا ما يتركز علاجهم على معرفة هذا الفرق
فعندها عندما يريدون أن يأكلوا يسألوا أنفسهم يا ترى أنا أريد أن أكل الآن ﻷنى جوعان فأكل
أم ﻷنى متوتر فعندها يحاولون أن يعالجوا توترهم بأى شىء آخر غير الأكل
كذلك الأمر بالنسبة لفرط استخدام الفيس بوك
من المفيد أن يسأل الإنسان نفسه
لماذا أشعر الآن بالإلحاح الشديد لأفتح الفيس بوك أو تويتر؟
لماذا أريد أن أرسل هذه الأغنية أو الخبر أو الصورة أو اى ما كان؟
لا توجد مشكلة أن تأتى الإجابة ﻷنى أشعر بالوحدة وأريد أن أتونس بمن هناك
ولكن أكيد دخولك على الفيس بوك وتويتر الآن ليس هو العلاج الوحيد لهذه المشكلة
وليس هو الحل الأمثل لتعالج شعورك بالوحدة
هناك مئة طريق آخر تستطيع أن تفكر فيهم بعيدًا عن شاشة الكمبيوتر
لن أخبرك بهم ﻷنك يجب أن تجدهم بنفسك
وستجدهم إن شاء الله إذا قررت أن تبعد عن المواقع الاجتماعية لفترة
سيبحث مخك عن حلول آخرى لعلاج مشكلتك بدلًا من هذه المسكنات
قد تجد نفسك تفكر فى مشروع جديد مثلًًا
(هذا ما حدث معى فى هذا الشهر)
قد تجد نفسك تحل مشاكلك مع زوجك أو عائلتك بدلًا من الهروب منها
قد تجد نفسك تركز أكثر فى عملك
قد تجد نفسك أكثر جدية فى الإقبال على الزواج إذا كنت عازبًا
عشرات الحلول التى ستتقافز إلى ذهنك ﻷنك لا تجد شيئًا تهرب إليه
وعندما تعود بعد فترة من الإنقطاع إن شاء الله
ستكون قد عرفت كيف تستطيع التغلب على الوحدة بدون هذه المواقع
وعندها ستدخلها وتشارك اجزاء من حياتك الخاصة عليها
ولكن ليس بإفراط كما كنت تفعل من قبل
سيكون الريموت كنترول فى يديك لتفتحها متى شئت وتغلقها كما شئت
بالمناسبة هناك اليوم واحدة كتبت على تويتر أنا مضطرة أغلق الموبايل ال 6 ساعات ﻷنى فى الطائرة..يا رب صبرنى
واعتقد أنها لم تكن تهرج...
والسؤال هو هل تريد أن تترك نفسك لتصل إلى هذه المرحلة إن لم تكون قد وصلت إليها بالفعل؟
أما بالنسبة لمن يستخدم المواقع الاجتماعية بإفراط بغرض الدعوة ونشر الوعى والعلم
فلهذا حديث لاحق إن شاء الله
دينا سعيد
28-12-2012
أسوار الوهم
سألتنى صديقة لى من حوالى أسبوع تعليقًا على مقالة "إليك عنى"
http://dinasaid.blogspot.com/2012/10/blog-post_22.html
بالنص:
"هل بتفتكري نفسك زمان او بشكل عام ذكريات كنت نستيها وخصوصا مثلا لو في لحظات القرب من ربنا بتفتكري لحظات قديمة كانك بتستعيدي نفسك من خلال الذكريات
ولمدة أسبوع لم أفكر فى الأمر ولكن فجأة عادت إلى ذاكرتى
تذكرت قصة كاظم المذكورة هنا
http://dinasaid.blogspot.com/2012/10/blog-post_4516.html
وقصص آخرى كثيرة...تذكرت أول التزامى بالصلاة وأول مرة أصلى التراويح ومجلة الحائط الأسبوعية التى كنت أعلقها فى بيتنا وأنا صغيرة ..تذكرت انقطاعى التام عن مسلسلات رمضان بعد سماع شريط "كيف نستقبل رمضان لعمرو خالد" وكان من أول الخطب الدينية التى استمعت إليها...تذكرت عندما كنت أطلع الأولى على المدرسة..وعندما كنت أذاكر من خمسة كتب خارجية وأعمل مذكرات وملخصات أذاكر منها ﻷنى لم تكن تعجبنى مذاكرات الدروس...تذكرتنى وأنا فى أولى إعدادى وقد سألونى فى حوار مع صحيفة المدرسة ماذا تريدين أن تكونى فقلت لهم مهندسة كمبيوتر ..وتذكرت عندما رأيت فى الشارع إعلان لأول مركز فى دمياط يعطى كورسات انجليزى وكمبيوتر ..تذكرت عندما قلت ﻷهلى إنى أريد أن أخذ هذه الكورسات وظللت كل أجازة صيفية أحضر كورسات فى فصول معظمها طلبة جامعة أو خريجيين..تذكرت أول مرة عرفت أسرة رسالة ومراحل تحويلها لجمعية رسالة وأول مرة رأيت أختى هناك...تذكرت وتذكرت
أين ذهبت كل هذه الذكريات؟ كيف لم أعد أرى فى نفسى سوى كتلة من الفشل المجسد
الفشل الذى اختبرته ﻷول مرة فى حياتى وأنا فى العشرين من عمرى
ولم استطع تحمله
فقد تعودت أن الخطأ البسيط يعنى كارثة
فكيف استطيع أن أتعايش مع شعورى بالفشل؟
كنت أفكر آلاف المرات لماذا حدث ما حدث؟
وما الذى كنت استطيع أن أفعله حتى لا يحدث ما حدث؟
وكانت الإجابة فى معظم الأحيان لا شىء
وكالنار فى الهشيم..انتقل الفشل إلى كل شىء آخر
كأنك ضربت قطعة دمينو فتهاوت معها باقى القطع
ومع كل قطعة تسقط ..كانت يتكسر جزء منى ..من إرادتى ..من إيمانى بنفسى
أحيانًا كان أصدقائى يقولون لى ..لماذا تفعلين فى نفسك هكذا؟
تجربة ومرت وتعلمت منها..ما المشكلة؟
وهم لا يدرون إنى لا أبكى فشلى فى هذه المرة فقط
بل استعيد مرارة كل الفشل الذى مررت به فى حياتى وبالذات الفشل الأول
كما قالت أحدى الكاتبات "كل شىء يعيدك إلى حرمانك القديم
وكان الحل الوحيد لكى أهرب من هذا الفشل المتكرر ألا أحاول
أن أبطىء محركات إرادتى ﻷقل قدرة ممكنة
وهى القدرة التى تجعلنى استمر بالحياة والتى يبدوعندها أن كل شىء طبيعيًا وعلى ما يرام
ثم فجأة أقرر أن أحاول فى شىء آخر وأعطيه كل نفسى وإرادتى فقط ﻷشعر بطعم النجاح
ولكن للأسف يصفعنى الفشل صفعة آخرى
تلقى بى إلى هاوية الذكريات
وتعود المحركات لتعمل مرة آخرى بأقل قدرة ممكنة
اكتشفت إنى أصبحت أفعل كل شىء بلا روح
أدعو الله بالنجاح وأنا فى أعماق نفسى غير موقنة به
أدعوه وأدعوه
دعاء المتواكل الذى لا يعمل ليس ﻷنه لا يريد العمل
بل ﻷنه لا يستطيع العمل ..فقد فقد الثقة من داخله أن هذا العمل سيوصله ﻷى شىء
حتى فى الأوقات القليلة التى كانت أنجح فيها..كنت أشعر أن نجاحى هذا مجرد صدفة وأنى لا استحقه
وكان أصدقائى يسألوننى لماذا لست فرحانة؟
فلا استطيع أن أرد عليهم..بل أدور على أى شىء أعكنن به على نفسى
حتى لا أترك نفسى للفرح بنجاح أثق داخليًا أنه ليس من حقى
يبدو وكأن تجارب الفشل المختلفة قد شيدت أسوارًا شاهقة من الوهم بينى وبين نفسى..وعندما كنت أتحدث عن قوة الإرادة وضرورة امتلاك عزيمة قوية أبدو وكأنى أريد أن أغير نفسى ﻷصبح شخص آخر ولم أدر أنى أريد أن أرجع للشخص الذى كنته والذى يبدو أن جدارن الوهم قد حجبتنى حتى عن رؤيته فنسيته.
حتى إنى لم أدر بما أجاوب عندما سألتنى صديقتى سؤال مباغتًا "عرفى نفسك"
كان كل ما أراه بداخلى هو بقايا حطام سفينة أمل تكسرت على صخور الفشل
وبعض من الأهداف والأمانى التى أعلقها على جدار منزلى ولم أنجح فى تعليقها على جدار قلبى الذى ما زال يمتلىء بمرارة الهزيمة
.وعندما أمسكت بمعول إرادتى فى هذا الشهر تحطم جزء كالشراع من سور الأوهام واستطعت أن أرى من كنت..وعادت إلى ذاكرتى بالأمس فقط...والحقيقة إنى لم أصدق..أهذه حقًا أنا؟
أو بمعنى أصح أهذه كانت أنا؟
ولكن للأسف طاقة النور التى فُتحت فى السور لا تكفى لعبور جسدى المترهل ..ويبدو أننى بحاجة لتكسير المزيد من هذا السور حتى أصل إليها..إلى نفسى!!وعندها قد يحدث الاتحاد بيننا مرة آخرى
وربما استعيد الروح التى كانت تجعل محركاتى تعمل
بأقصى طاقة
ربما استعيد بوصلة فطرتى التى كانت توجهنى للحق
واستعيد النفس التى كان يكفيها أن تعرف الحق لتلزمه
ربما آمن مرة آخرى من داخلى أنى قادرة على النجاح والحب والحياة
دينا سعيد
27-10-2012
لا تفقد الريموت كنترول
أصدقائى الأعزاء الذين يحدثوننى باستمرار عن أهمية الفيس بوك وأنهم يستخدمونه فى الدعوة وأنهم من خلاله عرفوا الكثير من الأشياء وجعلوا غيرهم يعرفون الكثير
أصدقائى الأعزاء الذين يحدثوننى عن أنهم أصبحوا لا يعرفون شيئًا عن الدنيا عندما ابتعدوا عن الفيس بوك قليلًا
أصدقائى الأعزاء الذين يحدثوننى عن أن العيد بدون الفيس بوك كئيب وأنهم كانوا يتبادلون مع أهلهم وأصحابهم التهانى من خلاله
أما الآن فلا يتذكرهم أحد
أولاً: لماذا تقولون لى هذا الكلام؟
هل طلبت منكم أن تبطلوا الفيس بوك..أنا أتحدث عنى أنا...عن رحلتى...عن تجربتى
ثانيًا: مبروم على مبروم ميلفش
كل هذه التبريرات التى تقولونها وأكثر كنت أقولها لنفسى ولغيرى
حتى لا أشعر بالذنب بسبب فرط استخدامى له
وإذا كان الأمر على الدعوة ونشر العلم والوعى
فكما تعلمون أنا أدمن لجروب فيها حوالى 30 ألف مشترك...غير أن صفحتى الخاصة عليها 2000 مشترك
هذا بخلاف الكتابة فى الجزيرة توك والتى اعتقد أن عدد المشتركين فيها يزيد عن 100 ألف واحد
بمعنى آخر أن الله سبحانه وتعالى قد أعطانى تحت يدى وسيلة للدعوة ونشر الوعى قد تفوق بكثير ما بين أيديكم
وهذا فى حد ذاته شكل إغراء كبير لى وكان عامل كبير فى إدمانى الفيس بوك
بخلاف الغربة والوحدة التى قد تكونوا أو لا تكونوا تشعرون بها مثلى
تانى يا جماعة:
أعلم والله العظيم مزايا الفيس بوك جيدًا ولست فى حاجة ﻷحد أن يذكرنى بها
ولكن الحكاية ببساطة إنى أريد أن استعيد الريموت كنترول
:سأقص لكم حكاية بسيطة
وأنا فى ثانية ثانوى بزغ نجم (كاظم الساهر) ورأيت فيه أمل لاستعادة الطرب الأصيل وكنت غير مقتنعة بمعظم مطربى جيلى وبالذات عمرو دياب ومصطفى قمر..المهم كانت مواعيد حفلات كاظم مقدسة وكنت أسجلها وعندما توقف الفيديو عندنا عن التسجيل كنت أطلب من خالتى أن تسجل الحفلة وأظل أذكرها بالأمر حتى لا تنسى
وكنت أتتبع أغانيه فى التليفزيون والراديو واشترى شرائطه أول ما تنزل السوق
ثم وقفت وقفة مع نفسى..شعرت أن هناك شىء خطأ... لا يجوز لى أن أتعلق بمطرب هكذا (رغم أن هذا كان أمر عادى فى عمرى)...لا ليس الأمر أن الأغانى حرام لم أكن سمعت بهذا وقتها
فقط شعرت أنه ليس صحيح أن يستوهينى أمر هكذا
فما كان منى ألا أن صممت ألا أشاهد الحفلة القادمة له أو تسجيلها (اعتقد أنى حلفت على نفسى ) وعندما جاءت الحفلة دخلت حجرة أمى البعيدة عن حجرة الجلوس وأغلقتها على بالمفتاح واخذت أقرأ قرآن بصوت عال حتى انتهت الحفلة وأخبرنى أهلى أنى يمكننى الخروج
بعدها أصبح كاظم بالنسبة لى مطرب مميز فقط..أحيانًا أتابعه وأحيانًا لا أتابعه...قد تكون له أغنية فى التليفزيون فأقلب المحطة ﻷنى أريد أن أشاهد شيئًا آخر أو أدخل حجرتى ﻷن ورائى مذاكرة
من الآخر استعدت الريموت كنترول
هذا ما أفعله الآن فى حوار الفيس بوك..وعلى فكرة عندما قررت الانقطاع عنه لشهر لم أكن أتذكر وقتها قصة كاظم هذه كمثال محلول أطبقه.... بالعكس لسبب ما نسيت هذه القصة تمامًا من ضمن الأشياء الآخرى التى نسيتها والتى كانت إرادتى قوية فيها
ولسبب ما -ربما أتحدث عنه فيما بعد - صرت لا أرى فى نفسى سوى كتلة من الفشل المجسد
ولسبب ما -ربما أتحدث عنه فيما بعد - صرت لا أرى فى نفسى سوى كتلة من الفشل المجسد
واعتقد أننى عندما قاربت على الشفاء من إدمان الفيس بوك واستعادة السيطرة على نفسى..عندها فقط بدأت أتذكر نفسى
التى كنت ابحث عنها فى أول مقالة من هذه السلسلة "نقطة التحول"
لا لم أكن أريد أن أكون شخًصًا آخر كما توهمت..بل كنت أريد الرجوع إليها..إلى الشخص الذى كنته يومًا
وما زال الطريق طويلًا
أعاننا الله وإياكم
دينا سعيد
28-10-2012
Friday, October 26, 2012
استنتاج القواعد الصحية لاستخدام الفيس بوك
لم يتبق سوى 4 أيام على انتهاء شهر أكتوبر إن شاء الله ومعه ينتهى الشهر الذى حددته لمقاطعة الفيس بوك..والسؤال هو ما الذى سأفعله بعد هذا الشهر؟
لا أنكر أن الفيس بوك له مزايا كثيرة منها الدعوة وتحقيق الانتشار للكاتب ومناقشة الأفكار والتواصل مع الأهل والأصحاب
الفيس بوك أصبح أحد أساليب الحياة مثله مثل الموبايل والايميل
ولكنه أيضًا له عيوب إذا لم أسأنا استخدامه وقد تكلمنا عن هذا من قبل فى هذه المقالة
أريد أن أرجع لاستفيد من مزاياه ولكن لا أريد فى نفس الوقت أن أدمنه وأن أفقد بوصلة التحكم مرة آخرى
أريد أن أوقفه متى أريد وأفتحه متى أريد ..تبعًا ﻷولياتى
لقد وصلت لدرجة أن حياتى كلها فيس بوك يتخللها أشياء بسيطة تحدث فى اليوم
والمفروض هو العكس أن تمتلىء حياتى بأشياء كثيرة من ضمنها الفيس بوك أو قد لا يكون ضمنها حسب الظروف
تعرفون كيف علمت أنى وصلت للإدمان؟أ
عندما لم استطع أن أبعد عنه ولو ليوم واحد
وإذا ابتعدت عنه فإنه يكون يوم كئيب للغاية لا أنجز فيه أى شىء
(على فكرة لو أنت متعود تشرب كل يوم قهوة فى الصباح وبطلت يوم ممكن تشعر بنفس الإحساس)
عرفت أنى وصلت للإدمان عندما لم يفلح معى حتى أن أحلف على نفسى ألا أفتحه اليوم
وأجدنى أذهب إليه رغمًا عنى مرات عديدة
لذلك كان يجب أن أخذ هذه الوقفة
وللآن بعد أن مضيت فى هذه الرحلة وجدت أنى أفضل كثيرًا والحمد لله وشعرت أن عضلة إرادتى قد قويت كما كتبت من يومين
صحيح مرت على أيام صعبة كما كتبت فى مقالة "تعبت"
ولكن كنت أشعر أن هذا طبيعى وأنها مرحلة وهتعدى
الآن أريد أن استنتج القواعد الصحية للتعامل مع الفيس البوك
وهى القواعد التى سألزم نفسى بها طوال شهر نوفمبر إن شاء الله
لأتأكدت أنها قد أصبحت عادة
لم أكن استطيع أن انتقل من الإدمان إلى الاعتدال...حاولت ولم أقدر
أتعملون عندما تركن سيارتك فى وضع رأسى..هل تستطيع أن تجعلها تتحرك لليمين قليلًا بعد أن ركنت؟
لابد أن ترجع بالسيارة إلى الخلف وتبدأ من الأول حتى تظبط الركنة
الوضع الذى كنت فيه مشابه لحد ما..السيارة تم ركنها فى وضع خاطىء..لابد أن نبدأ من البداية
نبطل خالص ونركن مظبوط
إذن فما هى القواعد الصحية التى يجب أن أعود نفسى عليها فى استخدام الفيس بوك؟
1- لا فيس بوك مع بلاك بيرى
اعتقد أن من أكثر الأشياء التى ساعدت على إدمانى للفيس بوك أنى كنت أتصفحه أحيانا من البلاك بيرى
لذا كنت أفتحه من البلاك بيرى إذا كنت انتظر الأتوبيس، أشعر بالملل، لا استطيع النوم، عندما استيقظ فى الصباح، تقريبًا فى كل وقت ليس معى كمبيوتر
كان هذا شيئًا مرهقًا جدًا لأعصابى..طول الوقت مشحونة بالأخبار والبوستات والتعليقات
آلاف الأشياء التى تنهال على رأسى
بدون أن أجد وقتًا ﻷفكر فيها أو أفكر بحياتى وعملى
2- سيتم فتح الفيس بوك مرة واحدة فقط فى اليوم
مشكلتى أن عملى على الكمبيوتر ..لذا فمن السهل أن أجدنى أتصفح الفيس بوك كلما مللت من العمل أو أردت الهروب منه
لو كان عملى طبيبة مثلًا لقضيت طوال اليوم فى المستشفى ورجعت البيت ﻷتصفح الفيس بوك
ولكن عملى مرتبط بالكمبيوتر والكمبيوتر فقط فى معظم الأحوال
وﻷن عملى يتطلب قدرًا عاليًا من التركيز والتفكير..أكيد بأفصل
ولكن بدلًا من أريح مخى..كنت أذهب للفيس بوك فأتعبه أكثر هو وعينى وظهرى
لذا قررت أن يتم فتح الفيس بوك مرة واحدة فقط فى اليوم
وبعدها سأقوم بعمل
log-out
حتى اليوم التالى
ومهما حدث لو مرسى تنحى عن الرئاسة حتى لن يتم فتحه حتى اليوم التالى
3- متى سأفتح الفيس بوك؟
مشكلتى أنى أحيانًا أعمل من البيت وأحيانًا من المكتب وأحيانًا أسهر وأحيانًا أصحو مبكرًا
لو كان عندى جدول ثابت لقلت من الساعة كذا للساعة كذا
ولكن على كل الأحوال لن يتم فتح الفيس بوك قبل انجاز 4 ساعات من العمل على الأقل
ما لم يكن يوم قررت أنه راحة مسبقًا
4- مدة استخدام الفيس بوك
هناك كمية محددة من الكافين معروفة علميًا يجب ألا يتجاوزها المرء فى اليوم حتى لا يدمن الكافيين
وكذلك هناك عدد محدد من أكواب الخمر المسموح بها يوميًا وأسبوعًا كحد أقصى حتى لا يدمن من يشرب الخمر إياها
بل أن العلماء ينصحون شارب الخمر بأن يخطط على الأقل ليوم أو يومين فى الأسبوع بدون خمر حتى لا يتعود عليها
واتساقًا مع هذا النموذج يجب أن يكون هناك عدد أقصى من الساعات اليومية والأسبوعية لاستخدام الفيس بوك
وقد فكرت فى الأمر ووجدت أنه يجب ألا تزيد الساعات اليومية عن ساعتين حتى لو كان اليوم عطلة
ويجب ألا تتجاوز الساعات الأسبوعية 7 ساعات
وذلك لمدة 5 أيام فى الأسبوع
بمعنى أن هناك يومين بدون فيس بوك كل أسبوع
وأيضًا ﻷنى أحيانًا أعمل فى الويك أند وأحيانًا أخذ يوم فى وسط الأسبوع أجازة فلن استطيع تحديد هذه الأيام مسبقًا
كل أسبوع بظروفه
ومن الممكن استخدام موقع
مثل
لضبط التوقيت
ولتسهيل استباع هذه القواعد سيتم عمل الآتى:
1- المقالات سيتم كتبتها على البلوج ونشرها على الفيس بوك فى الوقت المخصص له
حتى لا يختلط زمن الكتابة مع زمن الفيس بوك
2- إذا جائتنى أى خاطرة أو أغنية أو مقالة أريد أن أرسلها على الفيس بوك فى غير وقته المخصص
فسيتم وضعها فى ملف مؤقتًا حتى ياتى وقت الفيس بوك
3- سيتم تصفح الأخبار من موقع الشروق كما كنت أفعل طوال هذا الشهر
وليس من على الفيس بوك
4- عندما سأفتح الفيس بوك سأضع قائمة أصدقاء فيها أصدقائى المقربين وأفراد عائلتى
وهم من يهمنى معرفة أخبارهم فى المقام الأول
وكذلك ساضع فى مجموعة خاصة الفان بيج المهمة مثل كلنا خالد سعيد والجزيرة توك وغيرها
5- ماذا سأفعل عندما أفتح الفيس بوك؟
سيكون كل ما لدى ساعة أو ساعتين بالكثير لذا يجب أن يكون هناك أولويات
1- تصفح التنبيهات من تعليقات والرد عليها حسب الحاجة
2- تصفح الرسائل الخاصة والرد عليها حسب الحاجة
3- وضع الأشياء التى جمعتها للنشر على الفيس بوك إذا كان هناك شىء
4- تصفح بوستات الأصدقاء المقربين من القائمة الخاصة بهم
5-بوستات المجموعات المهمة
6- كأدمن فى من أوروبا البلد...الذهاب للجروب والرد على تعليقات الزوار حسب الحاجة
7- إذا كان هناك وقت فيمكننى تصفح باقى التايم لاين
6- بالمناسبة ينطبق على تويتر نفس ما ينطبق على الفيس بوك
من قواعد ويشترك معه فى نفس الوقت المخصص
وﻷنى أصلا لا أحبه فلا اعتقد أنى سأفتحه إلا لضرورة ملحة
هذا ما فكرت أن أعود نفسى عليها طوال شهر نوفمبر إن شاء الله
أكيد أول يوم فى استخدام الفيس بوك سيكون صعبًا ﻷنى متوقعة أن يكون لدى كم كبير من الرسائل التى سأظل اعتذر للناس عن عدم الرد عليها ألا إنه من الوارد أن يحدث للإنسان أى شىء ويبتعد عن الكمبيوتر كله لمدة شهر
الدنيا مخربتش يعنى
المكافأة:
وكما تكلمنا من قبل فى مقالة شحذ الهمة
فإنى سأضع مكافأة لنفسى
عن كل أسبوع 5 دولار توضع فى ظرف
ليتم شراء فى آخر الشهر هذا الكتاب
العقاب:
فكرت أن أجعل لنفسى عقوبة أسبوعية ولكنى أعرف أن نفسى إذا تجاوزت الحد الأقصى اليومى مثلُا وعرفت إن الأسبوع خرب فغالبًا سأظل على الفيس بوك إلى آخر الأسبوع
لذا فالعقوبة كالآتى:
فى حالة تجاوز الحد الأقصى اليومى (ساعتين)..يتم وضع 2 دولار فى صندوق الصدقات عن كل ساعة أضافية
(يتم احتساب الجزء من الساعة كساعة)
فى حالة تجاوز الحد الأقصى الأسبوعى (7 ساعات) ...يتم انقاص عدد الساعات الأضافية من الحد الأقصى فى الأسابيع التالية
ووضع 5 دولار فى صندوق الصدقات بدلًا من مظروف المكافأة
كذلك إذا تجاوزت عدد الأيام المسموح بها فى الأسبوع (5 أيام) ..يتم انقاص هذا اليوم من الحد الأقصى فى الأسابيع التالية
ووضع 5 دولار فى صندوق الصدقات بدلًا من مظروف المكافأة
إذا تم فتح الفيس بوك أو تويتر من على البلاك بيرى فسيتم الامتناع عنهما تمامًا لمدة أسبوع
إذا تم فتح الفيس بوك قبل إنجاز 4 ساعات من العمل فسيتم الامتناع عنه ليوم إضافى
هذا وبالله التوفيق
دينا سعيد
26-10-2012
Subscribe to:
Posts (Atom)