Search This Blog

Monday, May 31, 2010

الاعتدءات الصهيونية على أسطول الحرية و خواطر شتى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثناء تصفحى للفيس البوك وما يرسله الأصدقاء من أخبار الاعتداءات و كلمات الحزن والأسى
من البعض و كلمات التنديد بالحكومة المصرية والحكومات العربية المتخاذلة من البعض الآخر، أجد بداخلى صوت يصرخ

أحنا لأمتى هنفضل كده؟

استعيد ذكريات العدوان على العراق و أتذكر كيف كانت الأكفف ترتفع عقب كل أذان بالدعاء أن يحفظ الله العراق
وكيف كنا نجلس نتابع الأنباء لحظة بلحظة
حتى قضى الله أمره وسقطت العراق

استعيد ذكريات الانتفاضة الأولى و الثانية لفلسطين

وربما لو كنت أكبر فى السن لاستعدت ذكريات النكسة وحرب أكتوبر
وحرب 48
أيضا

كلنا بداخلنا شعور بالمرارة

مرارة الضعيف
مرارة المقهور
مرارة الظلم

ربما نرمى اللوم على معاهدة السلام
ربما نرمى اللوم على حكوماتنا المتخاذلة
وربما تمادى البعض فعاتب الله سبحانه و تعالى

ولكن غالبا ما ننسى أن نوجه اللوم إلى المجرم الحقيقى
إلى أنفسنا

نعم لنكن صرحاء مع أنفسنا
نحن المجرم الحقيقى

نحن من لا نتقن عملنا و نضيع أوقاتنا فما لا يثمر ولا يفيد
نحن من نرتشى و ندفع الرشوة و نلجأ للمحسوبية فى كل كبيرة و صغيرة
نحن من لا نربى أولادنا و نتركهم للاعلام الهادم أو حتى الشارع ليربيهم
نحن من لا نقول للظلم لا و نكبر دماغننا و نقول عاوزين نعيش وخلاص
نحن من لا نقيم العدل حتى بين أنفسنا فنظلم أهلنا و نظلم أصدقائنا
ونتحاسد و نتباغض حتى أصبح الأخ يخاف من أخيه
نحن من نبذر و ننفق أموالنا فى الفاضية والمليانة
نحن من ننشغل فى قضايا فرعية ونتجادل فيها ليل نهار ( النقاب- الأغانى - الخ ) وننسى أن لدينا ما يقرب من نصف الشعب المصرى أمى و ما يقرب من النصف أيضا يعيش تحت خط الفقر

ننسى أن هناك أولويات
كلنا ننسى الأولويات سواء على مستوى الحكومات ..سواء على مستوى الاعلام..سواء على مستوى الأفراد

نحن قبل أى أحد المسئولون عن ضعف الأمة الاسلامية و العربية

فما الحكومات ألا أفرادا
ما الحكومات ألا شعوبا

إن هناك قانونا كونيا وضعه الله تعالى
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

فكم غيرنا من أنفسنا حتى نطالب بالتغيير؟

كل واحد يسأل نفسه
بعد حرب العراق ما الذى تغير فى حتى أنفع الأمة؟
ومع كل عدوان مع الذى أغيره فى نفسى و فيمن حولى
لكى أرد على العدوان بشكل ايجابى؟

ستقول لى وهل تغييرى لنفسى هو الذى سيحل المشكلة و يرفع الظلم عن الأمة الاسلامية؟

سأقول لك بالتأكيد لا و لكنك غير محاسب ألا على نفسك

أقرأوا معى هذه الآيات

( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ( 165 ) )
سورة الأعراف

تحدثنا هذه الآيات عن قوم كانوا منقسمين لثلاث فئات
1- فئة ظالمة باغية
2- فئة ايجابية تقاوم الظلم و تعظ الظالم
3- فئة سلبية غير ظالمة و لكنهم لا يفعلوا شيئا لمحاربة الظلم

ودار حوار بين الفئة السلبية و الفئة الايجابية عن جدوى مقاومة الظالم فى حين أن ربنا سيهلكهم أو يعذبهم فى الآخرة
فقالت الفئة الايجابية نريد أن نعتذر إلى ربنا أننا فعلنا شيئا
وجايز ..يمكن .. يجوز.. تنفع و نقدر فعلا على دحر الظلم

فماذا فعل الله تعالى؟
أنزل عذابه على الظالمين و نجا الايجابيين

وماذا عن السلبييين؟
لم تذكرهم الآية لأنهم لا يستحقوا الذكر وهناك من العلماء من قال أن الله عذبهم مع الظالمين
لأن الآية واضحة أن الله نجى من كانوا ينهون عن السوء
فى حين أنه أخذ الظالمين
أى أن هولاء السلبيين وٌضعوا فى خانة الظالمين لأنهم كانوا ظالمين بسلبيتهم

ماذا نفهم من هذا؟
نفهم أننا يجب أن نفعل شيئا نعتذر به لله تعالى يوم القيامة

حتى وإن كان هذا الجهد ضعيفا جدا مقارنة بالفساد المستشرى من حولنا
حتى وإن كان جهدنا كجهد نملة فى مقاومة ديناصور

لكن لو تجمع النمل سويا ربما هزم الديناصور
وحتى وإن لم يتجمع

يكفى شرف المحاولة

يكفى أن هناك شىء تعتذر به النملة لله تعالى

لا أدعو للثورة
ولكن أدعو لجلسة حساب مع النفس

ليسأل كل منا نفسه
ما الذى سأغيره فى نفسى هذه المرة؟


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"

هذا هو ديننا
أعمل حتى آخر لحظة
حتى ولو لم يكن هناك أى بادرة أمل
حتى ولو لم ترى أى ثمار لعملك




فقط أعمل وتحرك
وأوقد شمعة بدلا من أن تلعن الظلام

Sunday, May 16, 2010

الاستعداد للمارثون


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخى فى الله



تخيل أنك قد طُلب منك أن تستعد لدخول سباق مارثونى تجرى فيه 10 كيلو وهذا السباق بعد ثلاثة أشهر فقط.. يا ترى ماذا ستفعل؟

ستنتظر حتى يوم السباق لتجرى كل هذه المسافة وتنافس أبطال العالم. طبعا لا

هل ستبحث عن مدرب كفء و تشترى ملابس رياضية و حذاء رياضى مريح جدا و تبدأ التدريبات بأسرع ما يمكن؟ أكيد.

وعندما تبدأ التدريبات، هل ستجرى من أول يوم العشرة كيلو مترات ؟ طبعا لا

ما سيفعله مدربك أو أى مدرب فى العالم هو أن يعمل لك نظام لكى يتعود جسمك على التدريبات شيئا فشىء

فمثلا أول أسبوع تجرى كيلو واحد ربما يوم ويوم ليترك عضلاتك تستريح

ثم ثانى أسبوع تزيد المسافة و هكذا حتى تكون قبل المارثون بأسبوع تجرى فعلا ال10 كيلو كل يوم







أخى بعد ثلاثة أشهر إذا أعطنا الله العمر سيهل علينا أهم مارثون فى السنة..سيهل علينا شهر رمضان الكريم

ولكننا اذا انتظرنا حتى أول يوم من رمضان لنبادر فيه للطاعة ونبدأ بالقائمة المعتادة
هأصلى كل السنن....هأصلى كل الصلوات فى الجامع .. هأصلى التراويح ..هأقرأ كل يوم جزء بل جزئين من القرآن .. طبعا مش هاتكلم على حد .. و هأغض بصرى و و و
فبالتأكيد و كما نعلم جميعا لن نصمد أكثر من يومين لنجد أن رمضان قد انتهى فجأة دون أن نفعل شىء

بل والأسوأ أن كثيرا مننا يرجع بعد رمضان أسوأ مما كان قبله

وذلك لأننا لم نتعود على الطاعة لتكون عادة فنستطيع أن نمارسها دون مشقة فى رمضان و بعد رمضان

أخى اذا ذقت حلاوة طاعة الله فى رمضان فأكيد قلبك الآن يطير شوقا إلى رمضان ولكن تذكر أيضا أنه كان هناك عدة رمضانات
قد حُرمت فيها حلاوة الطاعة فأرجوك لا تجعل رمضان هذا العام واحد منهم

الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه العزيز

"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"

فاذا دربت نفسك من الآن على الطاعة سيرى الله ذلك منك و سيذيقك حلاوة عبادته فى رمضان و الأكثر أنه سيوفقك لليلة القدر بحوله و قوته

فلتستعد للمارثون الرمضانى من الآن







أنت أكثر من تعرف نفسك.. وتعرف أين أنت الآن فى كل عبادة أو طاعة و ما الذى تريد أن تكونه فى رمضان

أجلس مع نفسك جلسة مراجعة شاملة لحالك مع الصلاة، مع القرآن، مع الصيام، مع الصدقة، مع المعاصى

ثم أعمل جدول تدريجى حتى تصل من الوضع الحالى للمستهدف متمثلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

(إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"

وتذكر أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل فلا تضع أهدافا كبيرة جدا فتجد نفسك لا تستطيع أن تنفذها و لا حتى تنفذ الأهداف البسيطة

فاذا كنت الآن لا تقرأ القرآن مطلقا لا تقل سأقرأ كل يوم جزء ابتداء من الغد بل قل صفحة فى الأسبوع الأول وهى لن تأخذ أكثر من 5 دقائق كما تعلم فحاول أن تلزم نفسك بذلك ثم زد المعدل تدريجا حتى تدخل رمضان وأنت تقرأ مثلا نصف جزء فى اليوم وهكذا فى بقية الطاعات

وأود أن أنوه ألا تنسى المعاصى أيضا درب نفسك من الآن على عدم الغيبة و غض البصر و غيرها و أيضا ضع الموضوع تدريجى حتى لا تقع مرة واحدة

أود أيضا التنويه أن رمضان هذا العام سيأتى فى أغسطس و سيكون اليوم طويلا حتى مع تغيير الساعة لمن يعيش فى مصر أما من يعيشون خارج مصر فربنا معاهم هولاء سيصومون ما يقرب من 19 ساعة، لذا يجب تعويد النفس على الصوم من الآن..أعرف أن الدنيا حر لكن على قدر المشقة يكون الأجر. ولنتذكر كيف كان آبآؤنا يعودوننا على الصوم ونحن صغار..كنا نصوم سنة حتى الظهر يوم ويوم و السنة التالية حتى العصر و هكذا..فلنفعل مع أنفسنا كذلك حتى ندخل شعبان فنكثر الصيام فيه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل و يكون ذلك بدون مشقة ان شاء الله لأننا عودنا أنفسنا فى هذين الشهرين على الصيام التدريجى

ويا حبذا لو تعاهدت مع أخ لك فى الله على أن تساعدا بعضكما البعض فى تنفيذ هذا الجدول
وبذلك عندما يقصر أحدكما يساعده الآخر على النهوض ثانية ولا تقل أنى الآن مرائى وأنى لابد أن أخفى طاعاتى بل خذ النية أن تعين أخاك فى الله على طاعة الله
وربما جعلت لنفسك عملا أو اثنين بينك و بين الله تعالى لا يعرفه أحد من باب الاخلاص

ومما يعينك على الثبات أن تخصص كل يوم خمس دقائق قبل ان تنام تكتب فيها ما وٌفقت إليه من طاعات حامدا الله عليها و ما عملته من ذنوب مستغفرا لله منها كما يمكنك عمل جدول بالطاعات التى تريد التى تعملها كل يوم و تعلم علامة صح أو خطأ امام كل عنصر

و اقترح عليك أخى أن تخصص كراسة خاصة تطلق عليها كراسة العتق من النار تكتب فيها فى البداية فضائل الصيام و القيام ثم تضع فيها الخطة العريضة من الآن حتى أول رمضان ثم كل أسبوع و ليكن يوم الجمعة مثلا تحاسب نفسك على الأسبوع السابق و تراجع خطة الأسبوع التالى.

أخى بالله عليك تعال نتفق أن نجعل رمضان هذا العام مختلفا
نجعله بداية جديدة مع الله..ننقى فيه قلوبنا مما علق بها من المعاصى و الذنوب طيلة العام
فانك لا تعرف أخى الكريم متى سينتهى عمرك و ربما كان رمضان هذا العام هو آخر رمضان فى حياتك

وتذكر معى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " ألا أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة الله هى الجنة"
نعم فربنا لا يبيع لنا شىء رخيص بل هى الجنة و لأنها غالية قلابد أن نتعب له


--------------------------

---
للتعليق و قراءة
آيات و أحاديث فضائل رمضان