Search This Blog

Tuesday, February 22, 2011

للمتخوفين من المجلس الأعلى للقوات المسلحة


اعتقد أنه من الممكن أن نحل كثير من هذه الألغاز 
لو اعترفنا بحقيقة أن شبكة الفساد فى مصر كبيرة ومتشابكة لدرجة فوق تصور أى إنسان

 ولكى يحاول شخص أن يفك خيوط هذه الشبكة بدون انفجار الوطن لابد أن يتصرف بحذر قد يراه آخرون بطء
ولكنه ضرورى جدًا حيث أنه من الممكن أن يكون من المتورطين فى الفساد عناصر من الجيش نفسه وقد يكون هناك صراع قوى داخل الجيش
ولو لم يتصرف القائمون على الأمور بحذر من الممكن أن يحدث انقلاب داخلى فى الجيش...وهذه فى حد ذاتها كارثة

شخصيًا أرى أن الجيش يسير بخطوات معقولة ..فعلًا هناك الكثير من الغموض ولكن هذه طبيعة العسكريين وخاصة عندما يكون ما يُقال مضر أكثر مما هو مفيد..هناك أطراف فى الوزارة ربما تكون فاسدة (وأكيد هم يعلمون أنها فاسدة) ولكن ربما يكون وجودها مطلوب لغرض ما...قد يكون الإيقاع بفاسدين آخرين على سبيل المثال

شخصيًا أرى أن ما يفعله الجيش مطمن للغاية لو افترضنا فقط حسن النية....ولن يحدث شىء لو أعطينا لهم مهلة معقولة لنعرف إذا كانوا جاديين فى وعودهم أم لا

ولكى نكون موضعيين...لن يحكم مصر شخص لا تريده القوات المسلحة ولكن ربما لن يفرضوا علينا شخصًا بعينه ...ولتشبيه ذلك....الأب مثلا من حقه أن يعترض على زواج ابنته ممن لا يريده ولكن ليس من حقه أجبارها على الزواج بشخص معين...وهذا الموضوع ليس بدعة
فحتى فى أمريكا لا يستطيع الرئيس  أن يحكم بدون موافقة القوى السياسية العليا عليه بصرف النظر عن الحرية والديمقراطية والكلام الذى يتشدقون به

وفى رأيى  تمسكهم وإصرارهم على أحمد شفيق ربما يكون من أجل أن يقولوا نحن لنا الكلمة العليا...وقفنا بجواركم ولبينا الكثير من الطلبات ولكن فى النهاية لابد ان تعرفوا أننا أصحاب القرار وأن ليس كل مطلب مجاب ..ولنعرف الحكمة من ذلك دعونا فقط نتأمل مع حدث عند ترشيح الصاوى لوزارة الثقافة...جروبات تؤيد وجروبات تعارض وجروبات تشكك....لو استمع ولى الأمر لكل صوت يريد إقالة فلان أو علان فلن نجد من يحكمنا فى أى منصب كان أكثر من أسبوع...العقل يقول أن نترك لفلان هذا فرصة معقولة ثم نحاسبه
(ملحوظة للمعترضين على الصاوى، أتمنى أن تتذكروا أن سلفه هو فاروق حسنى يعنى لو جابوا بياع بطاطا هيكون أحسن)
وبالنسبة للاعتراض عليه حتى لا يتم حرقه...أكيد هو ليس بأبله..ويمكنه الاستمرار فى الوزارة حتى بعد مجىء الرئيس الجديد خاصة عندما يوجد تمسك من الشعب بشخصه...فماذا سيفيد الرئيس الجديد من إقالة شخص تريده الناس؟

بالنسبة لأحمد شفيق: قيادات الجيش أكدوا أن هذه الحكومة ليست من ستقوم بالانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية ..أى أن أحمد شفيق ماشى خلال شهرين...ولكن لابد أن هناك حكمة فى وجوده حاليًا

فلماذا لا نهدأ قليلًا ونترك فرصة للناس أن يعملوا ثم نحاسبهم بعد ذلك؟ وخاصة مع وجود هذه التوترات على الحدود مع ليبيا 
ووجود فلول النظام القديم بما معهم من مليارات وبلطجية وتجار سلاح...بمعنى أن الوضع فعلا خطير

ولابد أن نتذكر أن الجيش من البداية كان يشجع الناس على التظاهر ..فعندما يطلب الآن منع التظاهر مؤقتًا ..من المؤكد لأن لديهم معلومات أن الأمر قد يخرج خارج نطاق السيطرة

أرى الكثير من الناس لديهم أحلام وردية كثيرة أن الفساد سيقتلع من جذوره وأن البلد ستتحول 180 درجة وتصبح المدينة الفاضلة بين يوم وليلة...وهذا الكلام كلام ساذج للغاية....فلم ولن توجد المدينة الفاضلة على مر العصور...حتى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بها المنافقين واليهود (صانعى المؤامرات) والمثبطين وضعاف النفوس....لا نقول ألا نحاسب الفاسدين وبالذات رؤوس الفساد ولكن نقول الصبر..كل شىء لابد أن ياخذ وقته لأن العملية متشابكة أكثر من اللازم

ومن يقول أن هكذا الثورة لم تحقق أهدافها؟
من قال هذا؟ على الأقل أصبحنا نتحرك للأمام ولو ببطء أفضل من جرينا للخلف مع نظام مبارك وابنه

فلندعو الله أن يتممها على خير 

وطبعًا كل ما سبق بافتراض حسن نية القيادات العليا للقوات المسلحة...وربنا يجعلهم عند حسن ظننا

ملحوظة: هذه المقالة نتيجة لمناقشة بينى وبين صديقة وبما أن والدى ووالدها ضباط جيش سابقيين وتقريبًا عمرهما فى نفس عمر قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة...فلم يكن من الغريب أن تكون لنا نفس الرؤية تقريبًا فى الأحداث

والله الموفق

22 -2- 2011


Tuesday, February 8, 2011

الدرس الأول: عدم تأليه الأشخاص


أحاول أن أستخلص بعد الدروس المستفادة مما يحدث فى حياتنا الشخصية أو السياسية أو حتى التاريخية...

أعتقد أن الدرس الأول الذى يجب أن نتعلمه جميعًا "لا لتأليه أى انسان مهما كان"...أى انسان مهما كان جيدًا ومحترمًا له أخطاء لأنه بشر...وأخطاؤه لا تعنى أنه فاسد أو منافق...ولكن تأليه هو الذى يجعلنا نتصور أنه لا يخطىء ولا يجب أن يخطىء فنظل نبرر أخطاءه ونتأخر فى نصيحته حتى إذا تحول الأمر فيما بعد لشبه كارثة فبدأنا بالنصيحة 
عند وتكبر فمن ذا الذى ينصحنى وأنا من عملت وعملت وعملت وبدونى لم يكن ليقوم لهذا الكيان قومة؟ وربما كان هذا صحيحًا ولكنه لا يعنى أنه ليس معرضًا للخطأ ولا يعنى أن الله تعالى هو لم من يوفقه طيلة هذه السنين لإنجاز ما أنجزه. وبدون توفيق الله تعالى لم يكن ليفعل شيئًا....فلينسب الفضل لصاحب الفضل...


أى واحد منا يصل لموقع من مواقع المسئولية يومًا ما لابد أن يحرص ألا يستمع لكلمات التمجيد والمدح حتى ولو كانت صادقة....وليقل كما قال سيدنا عمرو بن الخطاب "اللهم لا تؤأخذنى بما يقولون واجعلنى خيرًا مما يظنون واغفر لى ما لا يعلمون"...

.وفى مقابل ذلك يحرص على الاستماع إلى النقد باستمرار ولا تأخذه العزة بالأثم...وليشكل بيده لجنة تتكون ممن ينقدونوه ويبصرونه دائمًا بالحقيقة...بل يؤدب نفسه قبل أن يؤدب من حوله ويقول كما قال سيدنا أبو بكر الصديق "أطيعونى ما أطعت الله فيكم
فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم"

...يقولها الرجل لزوجته 
والأب  والأم لأولادهما
نقولها لكل من لنا ولاية عليه
أنا لست بشرًا معصومًا ولست نبيًا
فأرجوكم بصرونى بالحقيقة دائمًا ولا تتركونى لنفسى الأمارة بالسوء ولا تتركونى للشيطان

أننا عندما نقول ألا نؤله الأشخاص لا يعنى هذا ألا نحترمهم ولا نجلهم ولا نعترف بفضلهم
بل يجب أن ننزل الناس منازلهم...وكلنا نعلم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما بعث بخطابه للمقوقس قال فيه
"إلى عظيم مصر"

ولكن احترامهم وتوقيرهم لا يعنى ألا نقدم لهم النصيحة ايضًا....ولكن لابد أن نتخير الوسيلة المناسبة  التى لا تجرح كبرياءهم وكرامتهم فيزدادوا عندًا حتى تغرق السفينة بمن فيها
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"

فى الواقع أن الموضوع لابد أن يأتى من طرفين وليس من طرف واحد
طرف عنده استعداد للسماع والحوار ولم يسمح لأحد أن يؤله وجاهد نفسه حتى لا يصيبها الكبر والغرور
وطرف آخر عنده استعداد لتقديم النصيحة بالشكل المناسب وفى نفس الوقت يعرف كيف ينزل الناس منازلهم

طرف يضع حديث سيدنا إبراهيم مع أبيه آزر صانع الأصنام الكافر أمام عينه
" يا أبت إنى أخاف أن يمسسك عذابٌ من الرحمن فتكون للشيطان وليًا"

صحيح أن آزر تكبر ولم يستمع لكلمة الحق لأن الطرف الأول كان غائبًا
ومن هنا يمكن أن نتحدث عن الدرس الثانى ...ماذا لو لم يستجب من أنصحه؟

إنى لا اتكلم عن الأزمة المصرية الحالية فهذه لها فقه آخر
ولكنى كنت أفكر فى كثير من الأمثلة التى نراها فى حياتنا المعاصرة
التى قد تكون لأشخاص نحسبهم على خير

ولكن بسبب عدم وجود طرفى المعادلة ...حدثت العديد من الكوراث وستحدث الكثير من الكوارث

"لنتذكر دائمًا المقولة: " يُعرف الرجال بالحق ولا يٌعرف الحق بالرجال