Search This Blog

Wednesday, May 30, 2012

حكاوى التاريخ

حكاوى التاريخ

by Dina Said on Wednesday, May 30, 2012 at 9:03am ·
دار فى رأسها شريط غريب: بداية من القصة الشهيرة للرجل الذى علم أبنائه الاتحاد بأعطائهم عصا واحدة فكسروها ثم مجموعة عصا فلم يقدروا على كسرها مرورًا بقصة الثور الأبيض ورواية مزرعة الحيوانات ..تذكرت حكاوى التاريخ من هزيمة أحد بسبب ترك الرماة لمواقعهم طمعًا فى الغنائم ثم غزوة حنين إذ أعجبتهم كثرتهم فلم تغن عنهم من الله شيئًا ...تذكرت مقتل سيدنا عمر بن الخطاب وفتح باب للفتنة لن ينغلق إلى يوم القيامة ومقتل سيدنا عثمان وانقسام المسلمين بسبب دم عثمان...موقعة الجمل وما تلاها ... كل ما قرأته عن انهيار الدولة الأموية والعباسبة والعثمانية..عن انهيار دولة الأندلس بسبب انقسام ملوكها واعتقاد كل منهم أن المهم هو ملكه حتى ذهب ملكهم جميعًا...وانتقل الشريط إلى العصر الحديث سريعًا ..نكسة 67...حرب 73...الثغرة....معاهدة السلام..8 سنوات من حرب العراق وإيران ضاع فيها خيرة شباب البلدين....غزو صدام للكويت بتغزير من أمريكا مع جنونه أنه بذلك سيوحد العرب ضد إسرائيل وعدم إداركه الفخ الذى ضاع ضحيته العراق
هجمات 11 سبتمبر واعتقاد القاعدة أنهم بذلك يذلون أمريكا التى تساعد إسرائيل فكانت تلك الهجمات السبب المباشر فى تبرير غزو العراق وأفغنستان واضطهاد ملايين المسلمين حتى وقتنا الحالى....

وتوقف الشريط ومعه انطلقت تنهيدة فمن الواضح أنه لم يستوعب أحد شيئًا من كل هذه الحكاوى ....وتفجرفى ذهنها عشرات بل مئات الأسئلة:

لماذا فرحنا بتنحى مبارك وشغلنا الفخر عن شكر الله أولًا وحماية الثورة ثانيًا؟
لماذا لم يحتضن المجلس العسكرى الثورة ولماذا اجهضها بكل ما يملك من قوة ومكر؟
لماذا تفرق الثوار وانقسموا إلى 6000 ائتلاف وحركة وحزب؟
لماذا يوجد الكثير من الأحزاب فكرها واحد أو متشابه ولكنها لا تستطيع الاتحاد فى كيان كبير؟
لماذا انشغلنا بقضايا غير ذات أولوية وأختلفنا حولها فازداد انقسمنا وتفرقنا؟
لماذا كره معظم الثوار معظم المصريون فى الثورةا؟
لماذا ترك الأخوان المسلمون الثورة فى منتصف الطريق واعتقدوا أن انتخابات البرلمان هى الأهم ؟
لماذا لم يتحد حمدين صباحى مع عبد المنعم أبو الفتوح؟
لماذا لم ينضم خالد على لحمدين صباحى وكلاهما اشتراكى؟
لماذا يقول معظم مرشحى الرئاسة أنهم لا يريدون أى منصب رسمى مع الرئيس القادم (هو نظام يا اما رئيس يا مش لاعب)؟
لماذا انسحب البرادعى من الحياة السياسية ثم عاد بحزب جديد؟
لماذا أسس عمرو خالد اليوم حزب سياسى جديد فى هذا التوقيت بالذات بدلًا من الحشد ضد شفيق؟
لماذا نشوه بعضنا وننقسم ويكون الناس إما ملاك وإما شيطان؟ إما معى أو ضدى؟
لماذا نبدو جميعًا كدمى يحركها لاعب ذكى ماهر يتلاعب بنا؟ أم أننا من نتلاعب بأنفسنا؟

أسئلة وأسئلة لا يوجد لها أى إجابة ولكن أهم سؤال فيهم هو لماذا تبدو فكرة إعلاء مصلحة الوطن فوق المصلحة الشخصية فكرة خيالية لم ينفذها أى فصيل سياسى من يوم 12 فبراير 2011 حتى يومنا هذا؟

أنها تؤمن أن الله سبحانه وتعالى لن يغير قومًا حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم
ربما كان كل ما يحدث حتى نتعلم درسًا ما...الدرس الذى يبدو أننا لم نتعلمه من حكاوى التاريخ التى يبدو أننا أضفنا لها حكاية جديدة عن ثورة أطاحت بفرعون
  ولكن يبدو أن الانقسام والفرقة سيعيدونه من جديد

لا أريد أن أقول توتة توتة خلصت الحدوتة ولا أريد أن أسدل ستار النهاية..فحكاوى التاريخ تقول لنا أن الحياة لا تنتهى بخسارة جولة وأن هناك دائمًا فرصة آخرى لمن يستوعب الدرس جيدًا ....وحتى ولو فاز شفيق فهذه ستكون خسارة لجولة آخرى فى معركة طويلة
ولكنها لن تكون النهاية بإذن الله تعالى


دينا سعيد