Search This Blog

Sunday, December 4, 2011

عفوًا دكتور راغب السرجانى وجماعة الأخوان ليس فى الإسلام كهنوت


فى البداية اعترف لدكتور راغب السرجانى بأنه من أكبر علماء التاريخ الإسلامى وقد استفدت شخصيَامن محاضراته ومقالاته
ولكن "كل يؤخذ منه ويرد ألا رسول الله صلى الله عليه وسلم"  ولذلك وجب التنويه فى هذا المقال لشىء ذكره د. راغب فى أحدى محاضراته أجده فى منتهى الخطورة


ففى هذه المحاضرة 
http://www.youtube.com/watch?v=wrmEULITR2g&feature=related
كان يشرح د. راغب وجهة نظر الأخوان المسلمين فى عدم مناصرة المتظاهرين فى التحرير عقب أحداث العنف الأخيرة
وهى وجهة النظر التى تقول أنهم لم يريدوا أن يستدرجوا لفخ 54

وفى هذا المقال لن أتحدث عن وجهة النظر هذه ولن أناقشها ولكنى ساتحدث عما ذكره دكتور راغب خلال الخطبة 
ليدعم ثقة الشباب فى العلماء الذى اتخذوا هذا القرار فقال فيما معناه
ضعوا ثقتكم فى علمائكم الذين يقيمون الليل ويقرأون القرآن فيكونون مؤيدين بنور الله ويرون ما لا يراه سكير أو غير ملتزم

وهنا كان لابد من وقفة..لأن هذا الكلام فى منتهى الخطورة فالقرار الذى نحن بصدده قرار سياسى وليس دينى
فمن قال أن علماء الدين أو حتى علماء السياسة المتدينين سيتخذون القرار السليم وغيرهم من غير الملتزمين أو غير المسلمين سيكون قرارهم خطأ؟

ولننظر لهذه الواقعة
"عندما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم, أن يتخذ موقعا استعدادا لحرب غزوة بدر, سأله الصحابي الحباب المنذر رضي الله عنه, بما معناه, أهو منزل انزلكه الله,فليس لنا ان نتقدم أونتأخر, ام هي الحرب والمكر والخديعة يارسول الله, قال المصطفى بل هي الحرب و المكر والخديعه, فقال ليس هذا بمنزل, فلننزل ببئر بدر, يشرب المسلمون ولا يشرب المشركون."

فهل هناك من هو أكثر عبادة وقربًا من الله عز وجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومع هذا كان الرأى السليم فى الحرب لأحد الصحابة منافيًا لرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يتردد الصحابى فى معارضة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تأكد أن الأمر ليس بوحى من السماء...ولكننا عندما حدثت الأحداث الأخيرة وجدنا شباب الأخوان يكتبون عبارات مثل هذه
"
أتأدب مع قرار جماعتي المخلصة في عدم النزول بأدب موسي مع الخضر حين رآه يخرق السفينة و لكنى يحترق قلبي كما كان حال موسي على السفينة ومن فيها مدرك تماما أنه سيأتي اليوم الذي أعلم فيه الحكمة فأنحني لجماعتي و ألوم نفسي...."

وعندما قرأت هذه العبارة قلت ومصيباتاه....ما هذا الخلط؟
سيدنا موسى أرسله الله إلى الخضر ليتعلم منه العلم وقال الله تعالى له أن الخضر أعلم أهل الأرض...فبذلك كان لابد لسيدنا موسى أن يتأدب مع الخضر ليتعلم حكمة الله فى حدوث أشياء نراها شرًا وهى فى الواقع خيرًا

ما علاقة هذا بأعضاء جماعة مع مرشدهم ولا أعضاء حزب مع رئيسهم؟
هل هذا المرشد أو الرئيس مؤيد من المولى عز وجل؟

أفهم أنهم أصحاب خبرة وتجربة ولكن هذا لا يعنى أنه لا يمكنك أن تعارضهم أو حتى تناقشهم
هذا لا يعنى أن رأيك ربما كان هو الصواب ورأيهم هو الخطأ
"كما حدث فى غزوة بدر من الحباب بن المنذر"

أن مجرد أحساسك أنهم يعرفون ويفهمون بواطن الأمور وأنك غير متاح لك أن تعترض أو تأتى باى قد يكون أصوب يجعل عقلك لا يفكر 
كمثل طالب فى الجامعة يرى أن أستاذه أعلم منه ولا يناقشه ولا يجادله...هل نتوقع أن يكون هذا الطالب عالمًا فى يوم من الأيام؟

أنى أرى فى خطورة هذا المفهوم لو انتشر سيأخذنا إلى الدولة الثيويقراطية وهى الدولة الغير موجودة فى السنة
ولكنها موجودة فى الشيعة وعانت منها أوروبا الأمرين عندما كانت للكنيسة المرجعية الأولى

ألا يعتقد الشيعة أن الخمينى متصل بالمهدى المنتظر وأن قرارته مؤيدة من الله تعالى؟
هل نريد أن ننجرف لهذا؟
وبمرور الوقت نعتقد أن هناك مجموعة من الأشخاص مؤيدين بنور من الله لأنهم يقومون الليل ويقراون القرآن

أنا أسفة مهما بدا من شخص ما من مظاهر تدين...ما علمى أنا بإخلاصه حتى اعتقد أنه مؤيد بنور من الله؟
أليس عندنا فى السنة
"يُعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال"
؟
بمعنى أن كون فلان هذا رجل..لا يجعل كل ما يقوله حقًا

ألم تصب المرأة ويخطأ سيدنا عمرو بن الخطاب؟ وقامت هى بمعارضته فى الخطبة وعلنًا أمام كل الصحابة
وإلى الآن نحن لا نعلم اسم هذه المرأة بالمناسبة
أى أنها ليست من مشاهير الصحابيات ولكنها لم تتردد فى قول كلمة حق ومعارضة أمير المؤمنين

وإذا كنا نرى هذا الآن فى الأمور السياسية فهل سنراه قريبًا فى الأمور العلمية؟

بمعنى أنه عندما تكون عندى مشكلة علمية وألجأ لدكتورين متخصصيين لحلها وأرى أن أحدهما متدين ضائم قائم والآخر غير متدين أو حتى غير مسلم...هل سيجعلنى هذا أخذ براى المتدين لأنه يرى بنور الله؟

بالطبع لا...إذن فما الفرق بين هذا الأمر وبين السياسة؟

ألم يقل الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا"...ربما كان غير المتدين أز غير المسلم أكثر اجتهادًا وعلمًا وذكاء من المتدين وبذلك يفتح الله عليه ولا يفتح على المتدين

ألم يقل الله تعالى "يؤت الحكمة من يشاء"...ولم يقل  يؤت الحكمة المؤمنين أو يؤت الحكمة العابدين؟

أنها إرادة الله عز وجل أن يجعل شخص مثل الدالاي لاما -على كفره- حكيمًا
وأن يحرم آلاف بل ملايين من المسلمين من الحكمة

ما دامت القضية التى نبحثها ليست دينية بل هى سياسية أو حربية أو علمية...فلا فضل لملتزم على غير ملتزم او حتى لمؤمن على كافر...فى هذا الحالة نسمع كل الآراء وحجة كل رأى ...بدون النظر إلى الأشخاص وتقواهم
فمن يتق فإنما يتق لنفسه

وصدق من قال
"العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول المتوسطة تناقش الحوادث والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص"
ملحوظة: قائل هذه المقولة غير مسلم ولكنها صحيحة

أتمنى من الله أن يكون فهمى لكلام د. راغب ولكلام أصدقائى من الأخوان خطأ...وأتمنى ألا يجعلنا الله ننزلق فى هذه الهاوية
لنخلق مجتمع من المنافقين الذى يتأخذون من الدين مظهرًا حتى يصدقهم الناس
أتمنى

دينا سعيد
4-12-2011

Tuesday, October 18, 2011

خطط لمستقبلك!


حضرت اليوم محاضرة بالجامعة عن التخطيط لمستقبلك المهنى...مهم قوى تقعد مع نفسك وتتخيل أنت شايف نفسك إزاى بعد 5 أو 10 سنين...تتخيل كل حاجة شكل بيتك، مين هيكون معاك، هتكون بتشتغل إيه، وبتعمل إيه فى الأجازات وبتقضى وقت فراغك إزاى...ومن هنا تقدر تكتب الرؤية التى تعبر عن طموحك خلال ال5 أو 10 سنين القادمين والتى يجب أن تكون متسقة مع قيمك والحاجات اللى بتحبها
بعد ما تكتب الرؤية بتاعتك، تقعد تستخرج منها أهد...اق طويلة المدى لحياتك وبعدين تمشى بالراجع وتطلع الأهداف قصيرة المدى...إزاى؟ يعنى مثلًا رؤيتك أنك تمتلك شركة مساهمة بعد 10 سنوات، ممكن يكون هدف لك أنك تاخد ماجسيتر فى إدارة الأعمال فى خلال 3 سنين، يبقى أنت لازم فى خلال سنتين تكون بتدرس فعلا فى جامعة.. يبقى لازم فى خلال ستة شهور تكون مخلص امتحان التقديم وهكذا
موضوع الرؤية والأهداف هذا مهم جدًا ولا توجد شركة ولا جامعة ولا مؤسسة فى الغرب ليس لديها رؤية وأهداف مكتوبة على الويب سايت بتاعهم ومنشورة فى المؤسسة ويحفظها عن ظهر قلب المديريين فيها وهذا ما يسمى التخطيط الاستراتيجى
غالبًا فى الشركات والمؤسسات، المديرون بيسافروا مع بعض خارج المدينة ويحبسوا نفسهم فى مكان بعيد عن كل الضوضاء عشان يكتبوا الخطة الاستراتيجية للمكان الذى يديرونه "أنا نفسى مريت بهذه التجربة مع المؤسسة التى أشارك فى إدارتها" وبعدها يفتحوا المجال لبقية الموظفين والعاملين فى الشركة للتعليق على الخطة الاستراتيجية ويتم التعديل فيها حتى يصبح الكل راضى عنها...وبعدين تتحرك المؤسسة كلها بكل ما فيها من قوة لتنفيذ هذه الخطة.
أنت كمان على مستواك الشخصى لازم تخطط لنفسك استراتيجيُا...خد أجازة يوم وأطلع فى مكان بعيد لوحدك واكتب رؤيتك (على فكرة لو مش عارف أنت عاوز إيه بالظبط عادى ممكن تكتب أكتر من رؤية وتعمل أكتر من خطة)...وبعد ما تخلص ممكن تستشير فى هذه الرؤية أهلك وأصحابك المقربين وشريك حياتك وبعدين تعيش وتحلم وتتحرك عشان تحقق الرؤية دى
قد يكون الأمر صعبًا فى البداية ولكن بالتعود عليه هتلاقى أنه مفيد جدًا فى حياتك ولا تنسى قبل أى شىء الاستخارة والتوكل على الله تعالى...فاحلم أحلامًا كبيرة وخطط لمستقبلك بهمة وعزيمة أخذًا نية لله فى كل هدف تريد تحقيقه وسترى أن الله سيوفقك بأفضل مما كنت تخطط وتحلم
دينا سعيد
18 اكتوبر 2011

Sunday, October 16, 2011

لو عندك فكرة عن البرمجة هتعرف أن مصر بخير!!!


بما يكون العنوان مثير للدهشة! فما العلاقة بين البرمجة وبين ما يحدث فى مصر؟


هأقولك يا سيدى...لو كانت لك سابقة خبرة فى عمل برامج الكمبيوتر أو اخدت كورس كده على ما قُسم فى الجامعة ستلاحظ أنه بعد كتابة البرنامج يقوم المبرمج بعمل شىء يسمى
compilation
وهو اختبار ما إذا البرنامج يحتوى على أخطاء وغالبًا ما تكون هناك أخطاء
وهنا يقوم المبرمج بعمل عملية تسمى
debugging 
وهى عملية البحث عن الأخطاء أو بلغة البرمجة ال
bugs

وهنا قد يقضى المبرمج ساعات وأيام طويلة لاكتشاف وتصحيح كل الأخطاء الموجودة فى البرنامج الذى ربما يتجاوز طوله آلاف السطور

ومما يدعو للعجب ويجعل أى مبرمج يخبط رأسه فى أجدعها حيطة أنه ربما يقوم ال
compiler
باستخراج 3 أخطاء
على سبيل المثال
ويسارع المبرمج بتصحيح خطأ منهم....ويعيد الاختبار فيفاجىء بظهور 100 خطأ آخر

وهذا لا يعنى أنه أخطأ بتصحيحه الخطأ الأول ﻷن كده كده البرنامج مكنش شغال
ولكنه يعنى أن هذا التصحيح أدى لاكتشاف أخطاء كثيرة آخرى كانت مخبأة بسبب وجود هذا الخطأ الكبير

طيب مش ده اللى بيحصل دلوقتى فى مصر؟

حسنى مبارك وأحمد عز والحزب الواطى لا يختلف أى أثنان أنهم كانوا أخطاء وأن البلد مكنتش واقفة بس لا دى كانت بتجيب لورا
وأنه لم يكن هناك أى حل سوى التخلص من هذه الأخطاء بالثورة
خاصة بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وتيقنا جميعًا بأن المسرح يستعد لاستقبال جمال مبارك
لذا فالثورة كانت ضورة حتمية للتخلص من هذه ال
bugs
القاتلة
(وأرجو ألا نقضى الثلاثين عامًا القادمة نبحث إذا كانت الثورة ضرورة أم لا...خلاص حصلت وانتهينا
نشوف اللى جاى)

المهم بعد الثورة ظهرت أخطاء كثيرة لم نكن نراها من قبل أو كنا نراها ولكننا لا نستطيع حلها بسبب وجود شلة الأنس فى السلطة وتحكمهم فى كل شىء
أما الآن وقد رحلوا من سدة الحكم فنستطيع أن نعالج هذه الأخطاء واحد واحد كما يفعل المبرمج بعد التخلص من الخطأ الكبير الذى كان يجعله غير قادر على اكتشاف الأخطاء الآخرى ومعالجتها

كمثال: جزء كبير من الأخطاء التى تظهر الآن على السطح سببها الجهل ونحن نعلم أن لدينا فى مصر 40% أمية حقيقة ....فى عهد بابا مبارك السعيد لم يستطيع أحد أن يعمل جهودًا حقيقة لمحاربة هذه الظاهرة وذلك ﻷن مجلس محو الأمية كان تابع لحرم الرئيس بشكل أو بآخر...ومن هنا كان يحبط المسئولون عن المجلس أى محاولة جادة لمحو الأمية  خارج المجلس حتى لا يظهر أن هناك من يستطيع أن يحل المشكلة بطريقة أفضل من خططهم الفاشلة
وهكذا حكم على 40% من سكان مصر بالأمية بسبب شوية مصالح شخصية ومجاملات وعدم الرغبة فى ظهور بعض الناس اللى عندها كاريزما عالية على الساحة عشان لا يغطوا على جمال

أما الآن وقد ذهبت حرم الرئيس والرئيس نفسه...فتستطيع الجمعيات الأهلية والشباب أن يقوموا بجهود حقيقة لحل المشكلة وهى  المباردة التى تنباها الدكتور عمرو خالد مع صناع الحياة
والتى بالتأكيد ستأخذ سنوات طويلة حتى نستطيع التخلص من هذه المشكلة..ولكننا بدأنا أخيرًا والحمد لله

مثال آخر البلطجية وما يفعلونه فى المظاهرات...من الذى ربى البلطجية؟ الحزب الواطى ووزارة الداخلية للاستعانة بهم فى الانتخابات وعند اللزوم...وهولاء الناس مرتزقة تعودوا أن يفعلوا كل شىء وأى شىء من أجل الأموال....هناك جزء منهم ممكن تقويمه بتوفير حياة كريمة وفرص عمل جيدة وهناك جزء آخر لا حل له سوى السجن...فى الحالتين نحن أمام مشكلة كبيرة
مرتبطة بمشكلة آخرى وهى العشوائيات التى يعيش فيها معظم هولاء البلطجية والتى كان يبدو أن النظام السابق سعيد بها ﻷنها مخزن تفريغ للبلطجية

الآن بأمكاننا إصلاح هذه العشوائيات ..وبدل ما ندفع صدقات أموالنا وزكاتنا فى الطعام والشراب وموائد الرحمن (وفى الآخر كل هذا يكون مصيره دورات المياه) فلنوجه أموالنا لعلاج المشكلة من جذورها وهناك مثل صينى شهير يقول (لا تعطنى سمكة وعلمنى الصيد)
 وهى المبادرة التى تبناها الفنان محمد صبحى
وبالتأكيد ستأخذ سنوات هى الآخرى لعلاجها ولكننا بدأنا

لا ده أنا هأقولك على حاجة أفظع! طبعًا حضرتك عارف أن القانون بتاعنا مليان ثغرات عشان تحمى الفساد والفاسدين....وبذلك صعب قوى تمسك كل مصلحة حكومية فى مصر وتطلع الفاسدين فيها يعنى كأنك عندك
compiler
بايظ مش شايف اى أخطاء رغم أنك عارف كويس قوى ومتأكد ان البرنامج مش شغال وأن فيه حاجة غلط
يعنى محتاجين نعدل القوانين واللوائح الداخلية وده برضه سيأخذ سنين

الأمثلة لا تعد ولا تحصى وإذا فكرنا فى معظم المشاكل التى ظهرت الآن على السطح لوجدنا أنها مشاكل كانت موجودة أصلا من
قبل...والثورة لم تخلق مشاكل جديدة
حتى المتظرفين الذين يتضايق معظم الناس الآن من كلامهم ...هولاء لم يولدوا اليوم...كل ما حدث أن المناخ الجديد لحرية الرأى جعلنا نرى أن فى بلادنا متطرفين مسلمين ومتطرفين مسيحيين وملحدين وعلمانيين وشواذ إلى آخره

عاوز تسكت كل هولاء وتفرض رقابة على حرية الرأى والتعبير براحتك ولكن لتعلم أن هذا لا يعنى عدم وجود المشكلة...أنه يعنى فقط أنك لا تريد أن تراها...ولتعلم يا شريكى فى الوطن أنك لن تستطيع إيجاد أى حل ﻷى مشكلة ما لم تعترف بوجودها أولًا...فأرجوك لا تدفن رأسك فى الرمال..ولا تنزعج من كل ما تراه حولك من مشاكل ومصايب

أن ظهور هذه المشاكل وشعورنا بها الآن يعنى أننا نسير فى الإتجاه الصحيح واننا فقط فى مرحلة ال
Debugging

مصر تكتشف نفسها

دينا سعيد
13-10-2011


Monday, October 10, 2011

ابحث عن نقطة الضعف !!


هناك جملة مأثورة لرجل مستحيل "لا يوجد نظام أمنى خال من الثغرات" وهناك جملة مأثورة آخرى "لا يوجد إنسان بلا نقطة ضعف" والجملتان صحيحتان لحد كبير....ولذلك يبحث أعداء النجاح دائمًا عن نقطة ضعف الانسان أو المجتمع الذى يحاربونه...هذا ضعيف أمام المال...هذا ضعيف أمام النساء..هذه ضعيفة أمام أولادها ....هذا مجتمع عاطفى....هذا مجتمع جاف...وهكذا تتم دراسة نقاط الضعف بكل دقة ويبدأ الضرب عند أضعف نقطة فى السلسلة ليسهل كسرها

ذكر الداعية معز مسعود فى حلقة كان يتحدث عن الشذوذ الجنسى وكيف أن هناك فى الغرب من يقول أنه هناك جين مسبب لذلك الأمر ولذلك فلابد أن نتقبل وجود شواذ لأنهم خُلقوا كذلك ...كان معز يناقش فكرة أنه حتى لو ثبت علميًا أن الشذوذ جين فداء السرقة أيضًا جين فهل يعنى هذا أن نسمح للمصابين بهذا الداء بالسرقة؟...أن وجود هذه الجينات فى الإنسان يجعل هذا الأمر نقطة ضعفه ومدخل الشيطان له...وهذا هو امتحانه فى الحياة الذى ربما يختلف عن امتحان شخص آخر له نقطة ضعف آخرى تمامًا...فقد قال تعالى
"وخُلق الإنسان ضعيفًا"

فهل تعرف نقاط ضعفك أيها الإنسان الضعيف؟

والواقع أن هناك نقاط ضعف معروفة وواضحة مثل حب المال أو الشهوات ولكن هناك نقاط ضعف كثيرة خفية تحتاج سنوات من الخبرة والحكمة حتى يكتشفها الإنسان فى نفسه من هذه النقاط على سبيل المثال العجب بالنفس فقد يعجب الإنسان بعمله أو بتدينه فيبدأ فى احتقار من هم أقل عبادة أو عمل منه ويعتقد أنه لابد أن يدخل الجنة ...فإذا لم يكن هو فمن؟

من نقاط الضعف أيضًا عدم ترتيب الأولويات مثلًا تجد امرأة يمتكلها حب النظافة بشكل مبالغ فيه فتقضى كل اليوم تنضف المنزل أو امرأة تحب الطبيخ أكثر من اللازم فتقضى الساعات الطويلة فى إعداد الطعام أو شاب يحب القراءة فيقضى كل وقته يقرأ...والملاحظ أن كل هذه أشياء حميدة ولكن المبالغة فيها تجعلها نقطة ضعف بحيث يبدأ المرء فى إهمال واحبات آخرى ويشعر أن ضميره مرتاح لأنه يفعل شىء جيد مثل التنظيف او القراءة

من نقاط الضعف الخفية أيضًا التى يهوى الشيطان العبث بها تضخيم كل ما لا يملكه المرء وجعله شىء أساسى لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه وتتراوح الأمثلة من الزواج والأطفال إلى ربما حذاء جديد....فالوسوسة واحدة  فى كل الحالات...يجعلك الشيطان تعيش حالة من الوهم كيف ستكون سعيدًا ومرتاح البال إذا امتلكت هذا الشىء...وربما يسيطر هذا الإحساس على البعض فيدفعهم إلى المعصية أو الاكتئاب لأنهم لا يستطيعون الحصول على الشىء الذى يمنحهم السعادة من وجهة نظرهم ...

كذلك يعانى بعض الناس من نقطة ضعف مثل الرؤية السوداوية للحياة..كل شىء محبط..لا أمل لى...لن أنجح وإذا نجحت لن أعمل وإذا عملت فما فائدة العمل....الثورة تم سرقتها...البلد بتتخرب...الفلول...الفتنة...مصر رايحة على فين؟...هناك ناس عندهم دكتوراة فى الإحباط واليأس رغم أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

وأكاد أجزم أن العامل الأساسى فى كل نقاط ضعفنا هو الشيطان قال تعالى "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا والله واسع عليم"...فالشيطان يأمرنا بالفحشاء والمعصية ويوسوس لكل منا حسب نقطة ضعفه فإذا لم يستطيع أن يجعلك تعصى جعل عمله أن يفقر كما نقول باللهجة المصرية...يجعلك تعيش أسير أوهام وأفكار هادمة ولكن منبع كل هذه الأفكار ..نقطة ضعفك فالبذرة موجودة بداخلك وهو يسقيها وينميها حتى تصبح شجرة وافرة

وإذا كان العامل المشترك لكل نقاط ضعفنا هو الشيطان فالطريق للسيطرة على ضعفنا أيضًا هو الله عز وجل فربما تعددت طرق وأساليب العلاج باختلاف نقطة الضعف ولكن يبقى عامل أساسى فعال فى كل هذه الطرق لن تنجح بدونه وهو اللجوء إلى الله عز وجل وطلب العون منه فقد يكون لكل مننا نقطة ضعفه المختلفة ولكننا كلنا نتشارك فى نقطة قوة واحدة أننا عباد الله عز وجل ويقول الله سبحانه وتعالى
"إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين"

فابحث أخى عن نقاط ضعفك وكن على علم بها وضع برنامج زمنى للتخلص منها والسيطرة على نفسك...فالنفس كالطفل الصغير من السهل تربيته والسيطرة عليه أما إذا تركته وحاله فيسيطر هو عليك...وفى أثناء كل ذلك لا تنسى دائمًا وأبدًا اللجوء للمولى عز وجل...أعاننا الله وإياكم

دينا سعيد
9-10-2011

Thursday, September 15, 2011

ولتصنع على عينى

"ولتصنع على عينى" قالها الله تعالى لسيدنا موسى وحياته بها ما بها من يتم الأب وإلقائه فى اليم رضيعًا وتربيته فى قصر فرعون ثم قتله للرجل المصرى وغربته فى بلاد مدين...وكأن الله تعالى يقول له يا موسى كل ما فى حياتك من أحداث حتى وإن ظننت أو ظن غيرك أنها شر كانت لإعدادك

.وفى موضع آخر يقول الله تعالى له "واصنعتك لنفسى"...فهذا الإعداد كان من أجل أن يحمل موسى الرسالة ويلاقى ما سوف يلاقيه فيما بعد من بمواجهة فرعون ثم التعامل مع أصعب قوم أٌرسل إليهم نبى، بنى إسرائيل

ولو تأملنا حياة معظم القادة العظام والعلماء والمبدعين فى الصغر لوجدنها مليئة بالشجون والأحزان والأهوال...وكأن المتاعب والآلم هى الثمن الذى يدفعه الإنسان ليصل لشخصية متزنة تستطيع أن تحدث تغيير فى من حولها...ولننظر إلى معدن مثل الحديد كم يحتاج من الصهر فى درجات حرارة عالية جدًا حتى يصل إلى هذه القدرة من الصلابة وقوة التحمل

ولكن لأن المعادن ليست مثل بعضها وكذلك الناس فقد كانت من حكمة الله تعالى أن يكون أكثر عباده ابتلاءًا هم الأنبياء..لأنهم من يحملون الرسالة

فانظر أخى إلى أحداث حياتك وتأملها، فهل تشعر أنك صنيعة الله لهدف ما؟ هل ترى إعداد الله لك وتوفيقه لك حتى عن طريق ما كنت تظنه شرًا؟ أحسب أننا كلنا صنيعة الله عز وجل" وأن كل ميسر لما خُلق له" ولكن هناك البعض الذى رزقه الله نعمة البصيرة فيرى ذلك وهناك من    يعيش وفقط

Saturday, September 10, 2011

Few thoughts on 9/9 protests and the Egyptian revolution at large


1) It is not enough to have a leader with good intentions, he should be smart enough to not be fooled by the people around him who may make him see the right as wrong and vice verse...

2) Incomplete justice is always perceived as no justice

3) Ignoring problems doesn't mean that they don't exist or people will forget them by time as we said earlier u can ignore the truth but you can't ignore the consequences of ignoring it

4) You shouldn't set back and celebrate victory until it really becomes a victory. "A lesson from Ghazot Ohad"

5) You should have the courage to apologize and provide clear explanation to your people when u make mistakes, and u should know that people are smart enough to differentiate between mistakes happened because of bad intentions and mistakes happened because of bad judgment.

6) If you are not reading history and you are not learning from it, don't blame anyone except yourself.. P.S reading history isn't reading notes or FB status that summarize it to indirectly guide u to take a certain action. Reading history means reading textbooks from reliable sources.

7) If you want to make a real change that lasts long enough, you shouldn't rush it. 180 degree changes are worse than no changes at all "A lesson from 1952 revolution"

8) It is good to be a fighter but you should know that you can't fight in all battles at the same time.. Pick your battles "A lesson of Yamin war and 1967 war"

9) If your plans didn't work and u feel helpless, you should know that God is telling u that u r so weak and u couldn't have done anything without His ultimate power and support. As humans we always forget and bad events happen to remind us of this fact

10) Very important: there is no absolute right or absolute wrong. Stop blaming each over and crying over the thrown milk. What happened was happened. Now, think about the future " A lesson from the conflict between Seydna Al-Hussein and Seydna Mawaya"


Dina Said
Sept. 10, 2011

Saturday, September 3, 2011

الروح الشفافة


ليست أول مرة تحدث وغالبًا لن تكون الأخيرة

لا تعلم ما الذى يجعلها تشعر بأوجاع الناس عن بعد هكذا....من غير مناسبة تتذكر صديقة ما وتشعر بشعور غامض نحوها ثم تسأل عليها لتجدها فى المستشفى!!!

أول ما تتذكره من هذا الأمر عندما كان عمرها 17 سنة واستيقظت من نومها ذات يوم تبكى بشدة وتهتف باسم جدها ولم تمر أكثر من نصف ساعة حتى جاءهم خبر وفاة جدها الحبيب

ثم توالت هذه المصادفات..أحيانًا يأتيها الأمر فى شكل حلم...تحلم أن صديقتها أنجبت قبل ميعاد الولادة بيوم...تحلم أن مديرها قد فاتته الطائرة لتجده فعلًا قد فاتته...الكثير والكثير من المواقف

الغريب فى أحلامها أنها لا تحتاج تفسير غالبًا...بل هى تحدث كما تراها تمامًا ...والأغرب أنها نادرًا ما تحلم لنفسها...بل دائمًا ما تدور أحلامها حول من حولها

لماذا هى كذلك؟ هى تعلم أنها تحمل أوجاع الناس ربما بأكثر مما يحملونها...أحيانًا تشعر أنها طبيبة نفسية أو مصلحة اجتماعية...الكل يجى لها ليشكو ويرمى أوجاعه فى حجرها....وإذا كان الطبيب النفسى ينسى المريض بمجرد مغادرته المكتب  فإنها لا تنسى...تظل تفكر فى المشكلة وتعيش معها وتبحث عن حلول لها بكل ما استطاعت من قوة...والأهم أنها توسع من نطاق المشكلة لتفكر فى كم الناس الذين قد يكونوا يتعرضون لمشكلة مشابهة وكيف يمكن أن تحل مشاكلهم جميعًا ...بل كيف يمكن منع المشكلة من الحدوث أساسًا...وربما بعد سنوات عديدة من المشكلة تسترجعها من الذاكرة عند حدوث مشكلة مشابهة وتظل تفكر كيف تمنع الناس من أن يتعرضوا لمثل هذه المشاكل أو أن يحلوها بشكل أكثر ايجابية...ولا تقف حدودها عند التفكير فقط...بل تحاول أن تقابل الشخص المسئول الذى يمكنه أن يحل المشكلة وتعرض عليه أفكارها ولا تهتم كثيرًا إذا ما سرق الفكرة ونسبها لنفسه ...كل ما تهتم فيه أن يقوم أحد ما بالتخفيف عن عباد الله وجعل حياتهم أفضل...هكذا هى دائمًا تجدها تطرق كل الأبواب الممكنة...رئيس القسم...عميد الكلية....مساعد الوزير الفلانى...تحاول أن تحل المشاكل من فوق حتى لا يعانى المزيد والمزيد من الناس...كثيرًا ما كانت تٌصدم بالبيروقراطية والأمخاخ المتحجرة الغير قادرة على التفكير الخلاق والتى تريد كل شىء كما هو لأن هذا أسلم...ولكنها كانت لا تستلم...وتقول إنى أعمل جهدى وهذا ما سيحاسبنى عليه ربى...وفى النهاية تكتب ..تكتب أفكارها وأحلامها وتنشرها فى عمودها اليومى...نعم هكذا أصبحت صحفية....فقط لتوصل مشاكل الناس إلى أكبر قطاع ممكن ...فقط لتغير الواقع

تشعر أنها تحمل نفسها وروحها وعقلها أكثر مما يتحمل ولكنها لا تستطيع أن تقول "لا" ...لا تستطيع أن تشاهد إنسانًا غريبًا يحتاج مساعدة ولا تبادر لمساعدته فما بالك لو كان هذا الإنسان صديق أو قريب؟  وفى النهاية هى تعلم أن هناك حدود لقدراتها  ولكنها تجد المعونة دائمًا من الله وتشعر أنه يوافقها دائمًا بقدر ما تسعى لمساعدة غيرها....يقولون لها أنها لابد أن تكون أولويتها الأولى لنفسها وأنها قبل أن تساعد غيرها لابد أن تساعد نفسها....وأن اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع...ولكنها لا تشعر أنها لابد أن تحمل هم نفسها إذا كان ربها قد تكفل بذلك..ألم يقل الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه "والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"؟..لا تنسى عندما مرت يوم ما بضائقة شديدة فبعث الله عبادًا لا تعرفهم ولا يعرفونها ليساعدونها ..يومها قالت لها جدتها "ربنا بيساعدك يا بنتى  على قد نيتك الطيبة..عملك الصالح بيرجعلك"....كانت كلمات جدتها تدوى فى أذنها دائمًا عندما تبدأ تحسبها - وهى عادةً لا تحسبها- هل تساعد هذا الإنسان أو توفر مجهودها ووقتها ونقودها لنفسها؟ وطبعا الاختيار نادرًا ما يكون نفسها

كتبتها دينا سعيد
3-9-2011

إهداء إلى كل روح تهمل هموم الناس وأوجاعهم

Thursday, September 1, 2011

هل ستكون نهاية الفارس؟

كان قلبها يضطرب فى عنف...فهى تشعر أن مكروهًا ما سيحدث له...بل فى الحقيقة أنها تشعر أنه سيموت قريبًا أو بمعنى أصح سيتم اغتياله....عقلها الذى يحلل الأمور دائمًا ويربطها ببعضها يخبرها أن كل شىء يمشى فى هذا الاتجاه....محاولات تشوية سمعته زادت جدًا فى الأونة الأخيرة...وهى تشعر أن كل هذه المحاولات تتم حتى لا يتعاطف الناس معه عندما يُقتل أو ربما للتحريض عليه حتى يقتله أحد...هى لا تعرف بالتحديد..كل ما تعرفه أنه يبدو بأخلاقه الرفيعة وتضحياته المستمرة كأحد فرسان الزمن الجميل...ومن قرائتها للتاريخ هى تعلم جيدًا أن الفرسان لا يعيشون طويلًا فهم غالبًا ما يثيرون أحقاد كل من حولهم حتى أقرب المقربين..غالبًا ما يتشكك فيهم الناس وفى نوياهم رغم كل محاولاتهم للصلاح..لسبب ما لا يصدق البعض وجود شخص نبيل فى هذا الزمان بلا مصالح وبلا أجندات سوى حبه للخير والحرية والعدل....وغالبًا ما يعبث أعداء الوطن بهولاء ويدفعوهم دفعًا للانتقام من هذا الفارس ويصورنوه على أنه أشر الناس فى الأرض ...وبعد أن تقع الفاس فى الرأس وينال الفارس مراتب الشهادة...يدرك الناس كم هو عظيمًا وكم كانوا أغبياء بالتأمر ضده أو على الأقل بعدم الذوذ عنه....يدركون متأخرًا جدًا خسارتهم الفادحة لهذه الروح النبيلة التى كان كل هدفها الإصلاح ما استطاعت.....فهل يفعلها أبناء وطنها ثانية ويتكرر التاريخ للمرة الألف ويتم 
اغتيال الفارس الذى جعله الله سببًا فى إيقاظ الأمة؟ 

دينا سعيد
1 - 9 -2011

Tuesday, August 30, 2011

من وحى الغربة 2 ...خواطرفى وداع الشهر الكريم


رحل شهر رمضان كما يرحل كل عام ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم يتردد
"رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يٌغفر له"
فهل يا رب غفرت لنا؟ هل قبلتنا؟ هل أعتقنا؟

نتعرف بتقصيرنا فى عبادتك ونعترف أننا مهما اجتهدنا فلن يكفى شكر نعمة واحدة من نعمك التى لا تُعد ولا تُحصى

نتعشم أن يشفع لنا عندك أننا تحملنا تعب العطش والجوع 17 ساعة متواصلة

نتعشم أن يشفع لنا عندك أننا كنا نرى الناس من حولنا - ومنهم مسلمون- يأكلون ويشربون ونحن صائمون

نتعشم أن يشفع لنا عشرات المرات التى جادلنا فيها غير المسلمين وأحيانًا المسلمين فى معنى الصيام وكيف لنا أن نتحمل كل هذا

نتعشم أن يشفع لنا عندك مرات شعرنا فيها بالتعب والإعياء والدوار ولكننا جاهدنا أن نرسم ابتسامة على شفتينا حتى لا نفتن الناس فى دين 
الله

نتعشم أن يشفع لنا عندك أننا كنا نحاول التخلق بأحسن الأخلاق حتى لا يقول الناس أننا صمنا عن الطعام والشراب وساءت أخلافنا

  نتعشم أن يشفع لنا عندك اجتهادنا فى غض البصر وخاصة ورمضان هذا العام يأتى فى الصيف حيث يتحرر الناس من الكثير من ملابسهم إن لم يكن معظمها

نتعشم أن يشفع لنا اجتهادنا فى النزول لصلاة التراويح رغم بعد المسجد وتأخر الوقت ورؤيتنا للناس من حولنا وهى ترتاد البارات  والحانات 

نتعشم أن يشفع لنا دموعًا ذُرفت ونحن نتناول إفطارنا وسحورنا بمفردنا بعيدًا عن أحبابنا وأصدقائنا

نعوذ بك أن نمن علينا بطاعتنا ولكننا نثق فى عدالتك ونعلم أنك تعلم أن الصيام  فى الغربة تحدى حقيقى

فقد كان الصيام من قبل لنا كعادة عودنا أهلنا عليها وكان من السهل أن نصوم والكل حولنا صيام يأكلون ويشربون فى نفس الوقت الذى نأكل ونشرب فيه جميعًا...ولكن مع الغربة اكتشفنا معنى الصيام الحقيقى....معنى أن تكون فى تحدى طول الوقت...معنى أن تمتلك القدرة أن تقول "لا" لشربة ماء رغم كل ما يحدث حولك...اكشتفنا غاية الصيام التى من أجلها فرضته علينا...الغاية هى أن تربى فينا الخوف منك ...أن تربى فينا التقوى....كنا نرى نظرات الانبهار فى عيون غير المسلمين من قدرتنا على الصيام وقول "لا" لأحب أصناف الطعام إلينا ونتساءل...إذا كنا كمسلمين نمتلك هذه الإرادة العظيمة  التى تمكنا كل عام من التحكم فى شهواتنا لهذا الحد والتى تمكنا من الوقوف لصلاة التراويح والتجهد لساعات طويلة حتى تتورم أقدامنا، فلماذا إذن حالنا هكذا؟
لماذا لا نرى تلك الإرادة القوية فى مجال العمل أو فى جهاد النفس على التخلق بالأخلاق الحميدة او حتى فى الامتناع عن المعاصى؟

لماذا نظن أننا ضعفاء أمام أنفسنا أو شياطينا وقد أثبتت تجربة الصيام أننا بحق أقوياء وأننا إذا وضعنا تقوى الله نصب أعيننا فى أى شىء فنستطيع بعون الله أن ننجزه بأفضل ما يكون؟

لماذا نضعف؟ ولماذا ننسى أننا أقوياء؟ وقوتنا نستمدها منك من قولك
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

فقط نحتاج أن نثبت وأن نجاهد أنفسنا قليلًا والعون سيكون منك ....ستهدينا السبيل يقينًا

يا رب إنى نعوذ بك أن نكون فيمن قلت فيهم 
ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا"


نعوذ بك ألا يكون عملنا خالصًا لك وأن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك اللهم مما لا نعمله


نعوذ بك أن نكون فتنة للذين كفروا وأن نكون من الضالين المضلين 


 ونسألك اللهم أن تجرى الحق على قلوبنا وألستنا 


وأن يكون رمضانا القادم فى بيتك الحرام



دينا سعيد
30-8-2011


Tuesday, August 16, 2011

تضامنًا مع أسماء محفوظ





استيقظت القاهرة يوم الأحد على خبر استدعاء الناشطة السياسة أسماء محفوظ للنيابة العسكرية وتم التحقيق مع أسماء لمدة تزيد عن خمس ساعات ثم الإفراج عنها بكفالة قدرها 20 ألف جنيه...وأسماء - لمن لا يعرف- من أول النشطاء السياسيين الذين دعوا للثورة المصرية ولها فيديو شهير حرض الآف على النزول يوم 25 يناير 
 http://www.youtube.com/watch?v=ZhbKN9q319g




فى النيابة تم توجيه ثلاث اتهامات لأسماء: (1) بث شائعات كاذبة عمدا (2)الإهانة العلنية للمؤسسة العسكرية و (3)التحريض على استخدام العنف....


.بالنسبة للتحريض باستخدام العنف كان هذا بسبب تويتة كتبتها أسماء "من الآخر لو القضاء ما جابش حقنا محدش يزعل لو طلعت جماعات مسلحة وعملت سلسلة اغتيالات طالما ما فيش قانون وما فيش قضاء محدش يزعل"......هذه التويتة فهمها الكثيرون وأنا منهم على أنها تحذير أن غياب العدل يؤدى للإرهاب والهلاك...كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
"لقد أهلك من قبلكم أنه إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد "


بالنسبة لبث شائعات كاذبة عمدًا (بافتراض أنها اشاعات) نسأل لماذا لم يتم التحقيق فى كل من أصدر إشاعات كاذبة أثناء الثورة وبعدها؟ وفى هذه الإشاعات كان هناك حث مباشر على قتل المتظاهرين ولماذا لم يتم التحقيق مع اللواء الروينى نفسه الذى اعترف علانية أنه كان يطلق شائعات كاذبة أثناء الثورة
http://www.youtube.com/watch?v=8ZwYlRTZvBM
بالنسبة للإهانة العلنية للمؤسسة العسكرية: نؤكد أننا شخصيًا لا نقبل السباب ولا السخرية من أى إنسان مهما كان ...ولكن هل أسماء بمفردها من تفعل ذلك؟ وهل تستحق التهمة 20 ألف جنيه كفالة؟ وما الفرق بين كل من أهانوا وسخروا من مبارك وهو ما زال القائد الأعلى للقوات المسلحة وبين ما فعلته أسماء مع المجلس العسكرى الذى ارتضى أن يكون حاكمًا سياسيًا للبلاد...
فى النهاية نقول حتى لو أخطأت أسماء فلا تجوز أن تتم محاكمتها أمام النيابة العسكرية ونحن مع صياغة قوانين مدنية تحفظ الحقوق وتتيح للمواطنين حق النقد البناء بدون تعدى او تجاوز....ولكن إلى أن يحدث هذا فلن نقبل سياسة الكيل يمكاليين للثوار ولا نقبل بمحاكمة مدنى امام محاكمة عسكرية فى حين أننا نشاهد محاكم أقل ما تُوصف به أنها هزيلة لمن قتل وأفسد فى الأرض...ثم ألا يعتبر إحالة مدنى أهان المؤسسة العسكرية إلى المحكمة العسكرية نوعًا من تضارب المصالح؟ فكيف تكون المؤسسة العسكرية خصمًا وحكمًا فى الوقت نفسه؟ لابد أن تكون هيئة التحقيق مستقلة تمامًا عن المؤسسة العسكرية....وهذا ما نادى به البيان القوى الذى أصدره حازم أبو إسماعيل أحد المرشحين للرئاسة المصرية فى أزمة أسماء
بيان حازم أبو إسماعيل فى أزمة أسماء محفوظ
كذلك نادى به الدكتور محمد البرادعى من الأزمة حيث قال على حساب تويتر الخاص به 
"تقديم أسماء محفوظ للقضاء العسكري ومبارك والعادلي للقضاء المدني هو اجهاض لكل ما قامت الثورة من أجله. اوقفوا هذه المهزلة "


فى حين امتنع معظم السياسييين من مختلف الأحزاب والقوى السياسة عن حتى التعليق عن الأزمة...بدأ الأمر لكثير من الثوار الآن أن الثورة المصرية فى منعطف خطر وأصبح الخوف يملًا النفوس أن تبدأ الثورة المصرية فى أكل أبنائها كما حدث فى ثورات كثيرة فى العالم

Friday, August 12, 2011

ردًا على مقال "لم" لدكتور معتز عبد الفتاح


السلام عليكم يا دكتور معتز .....




قرات مقالة حضرتك فى الشروق بعنوان "لم" 

وقررت أن أكتب ردًا عليها ...لا أعلم إذا كنت ستقرأه أم لا ...ولكن الأمر لا يعننى كثيرًا فقط أخذت ثواب فى كل الأحوال

....وهذا هو موضوع رسالتى لحضرتك بالمناسبة...إن على المسلم الجهد وليس عليه إدارك النجاح...كرسالتى هذه أنا أكتبها وهذا جهدى...أن تصل لحضرتك هذا شىء ليس بيدى وأن تقتنع بها هذا أيضًا ليس بيدى...ما فى يدى أن اجتهد فى كتابتها وأحاول أن أوصلها على قدر جهدى وهذا هو ما سيحاسبنى عليه المولى عز وجل...

وهذه هى إجابة مقال "لم" باختصار...

"لم" لأن الله يأمرنى أن أعمل .."لم" لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنى أن أغرس الفسيلة التى فى يدى حتى لو كانت نهاية العالم..."لم" لأنى أعمل لله وليس لأى شخص آخر...."لم" لأنه كما هناك نماذج سيئة فإن هناك نماذج حسنة كثيرة..."لم" لأنه حتى الرسل تم تكذبيهم واتهامهم بالجنون والكذب..."لم" لأن حتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال له رب العزة "إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب"..."لم" لأن الله تعالى قال "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا"....."لم" لأن هناك أناس لا تستطيع أن تجلس فى منازلها تأكل وتشرب كما الأنعام والوطن يتهاوى من حولها وأحسب أن حضرتك منهم...."لم" لأن هناك من ضحى بعمره من أجل أن يكون هناك أمل..."لم" لأن الناس فى بلدى معذروين إلى حد ما 60 عام من الجهل والقمع وكبت الحريات وضعف الخطاب الدينى والإعلامى  ..ماذا تتوقع حضرتك؟ وما سبق يتطلب منى ومن حضرتك أن نبحث عن أفضل الوسائل التى نوصل بها رسالتنا "خاطبوا الناس على قدر عقولهم" وقال صاغ الأديب يحيى حقى رواية رائعة "قنديل أم هاشم" وضع فيها الحل لاستخدام العلم فى مجتمع غير علمى ولا يعترف بالعلم.....

وأخيرًا "لم" لأن "ألا سلعة الله غالية ألا سلعة الله هى الجنة" 

Sunday, August 7, 2011

محاكمة القرن....كما تدين تُدان




التصقت عيناى بشاشة التلفاز يوم 3 أغسطس...لم أصدق ما أراه وأحسب أن الكثيريين لم يصدقون....هل هذا صحيحًا؟


حسنى مبارك وعلاء مبارك وجمال مبارك وحبيب العادلى فى قفص الاتهام...ووكيل النيابة يتلو اتهاماته لهم وهم ينفون الاتهامات!


اجعت بالذاكرة إلى نحو سنتين فقط...تذكرت حديثًا لى مع زميل فلسطينى كان ناقمًا على مصر بسبب حصار غزة ...وقتها قلت له أننا جميعًا نعلم أن حسنى مبارك يفعل ذلك لينال جمال  الرضا السامى من أمريكا وإسرائيل مما يؤهله ليكون رئيسًا من بعده ولكنى أقول لك شيئًا "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
انا متأكدة أن جمال مبارك لن يصبح رئيسًا وستذهب كل جهودهم أدراج الرياح


كان أقصى ما يفكر به عقلى المحدود وقتها أن يموت جمال مبارك كما مات ابن حافظ الأسد الأكبر الذى كان يؤهله للرئاسة..أو أن يتشاجر علاء وجمال فيقتلا بعضهما البعض...توقعت الكثير من الأشياء ولكنى لم أكن أتوقع أن تكون عدالة الله  نافذة بهذا الشكل...لم أتوقع أن أراهما هم والنظام كله خلف القضبان يتجرعون الذل الذى ساقوه لنا ولأخواننا الفلسطنيين كئوسًا 


مر بى شريط الذكريات وأنا أرى الرعب فى عينى جمال مبارك اثناء تلاوة الاتهامات... شعارات الحزب الوطنى "من أجلك أنت" ..."عشان تتطمن على مستقبل ولادك" ...."مفجر ثورة التطوير فى الحزب......."فكر جديد لمستقبل ولادك"


قلت ياااااااااااا الله ....كيف تبدل الحال بهذا الشكل؟
كان من الممكن أن يتم اغتيالهم أو أن يموتوا بقضاء الله ولكننا رأينهم عبرة فى الدنيا لمن يعتبر


ألم يأخذ حسنى مبارك من قبل آلاف الفرص؟ ألم يمر بمحاولة اغتيال؟ ألم يموت حفيده الصغير فى رسالة أن الموت ليس ببعيد؟
ألم يناشده العقلاء من قومى مرارًا وتكرارًا أن يستقيل ويدير أول انتخايات ديمقراطية فى مصر فيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ؟
ألم تكن لديه الفرصة تلو الفرصة أن يستجيب لمطالب الشعب ويقوم بإصلاح اجتماعى وسياسى حقيقى من قبل الثورة أو أثنائها؟


ولكنه أدار ظهره لكل هذا وتحكم فيه عنده الذى كان يتفاخر بأن لديه دكتوراة فيه 
استهان بشعبه الذى اعترض على نتائج الانتخابات وشكل برلمان مواز وقال "خليهم يتسلوا" تمادى وتمادى  حتى شاء الله عز وجل أن يدخل التاريخ أيضًا ولكن كأول رئيس مصرى يُحاكم أمام محكمة مدنية ...هل كان يتصور يومًا أن يجلس خلف القضبان فى المكان الذى كان يحمل منذ 8 شهور فقط اسم "أكاديمية مبارك للأمن"؟
هل كان يتصور أن يسمع يومًا المتهم حسنى مبارك بدلًا من فخامة ومعالى الرئيس؟ اللهم لا شماتة ...ولكن عبرة وعظة...إن الدنيا كثيرًا ما تأخذنا إليها ونعتقد أننا نمتلك الأشياء والأشخاض الذين حولنا ...حتى نستيقظ على كابوس أن كل شىء من الممكن أن يذهب فى ثانية....فلا باقى إلا وجهه سبحانه....


كم مننا سارع فحاسب نفسه بعد هذه المحاكمة؟ كم مننا فكر فى محاكمة الآخرة التى لن نستطيع أن ننكر فيها ما اقترفناه بل ستشهد أيدينا وأرجلنا وأعيننا على ما كنا نصنع.؟


أما زال فينا ظالم لم يتب؟ أما زال فينا مغتصب حق لم يرد الحق؟
للأسف نعم وما بشار الأسد والقذافى منا ببعيد وإنى لأرى نهايتهما أبشع من نهاية مبارك لأنهما رأوا ما سيكون عليه الأمر من أخذ الله تعالى للظالم وما زالا على الكبر والعناد...فاللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك


دينا سعيد
7-8-2011



هل حقًا ما زلنا نتذكر العراق وفلسطين؟



جلست معهما أتناول الإفطار ...عراقية هى فى الثلاثين من عمرها وأردنى هو من أصل فلسطينى فى نفس العمر تقريبًا...وكان طبيعيًا أن يتناول حديثنا الثورات العربية وما يحدث فى العالم العربى 


قالت إنه يبدو أن العالم قد نسى أو تناسى العراق وما يحدث فيها وكأنهم يتجاهلون أننا موجودون على الخريطة...لا يتخيل أحد مأساة شعب من أغنى دول العالم فى النفط ولا يوجد عنده كهرباء ولا مياه صالحة للشرب....لا أحد يتخيل معاناة أسرة تعيش فى  رعب أن يموت أحد أفرادها كل يوم.....تابعت قائلة لقد فقدت والدى وأخى وزوجى فى الحرب ولا أعرف من قتلهم ولا لماذا قُتلوا....تم قتل زوجى فى نفس العام الذى تزوجنا فيه وأصبحت أرملة وأنا عمرى 24 سنة...ابتسمت فى سخرية وقالت أتعلمين أننا وجدنا جثته بعد ثلاثة أيام من اختفائه وعندما أقمنا العزاء كانت الكثير من النساء تقلن لى أحمدى الله أنك وجدتى جثته وعرفتى أنه مات غيرك كثيرون لا يعرفون أين أهلهم؟ ...أتدرين ما معنى أن تصلى لدرجة أن تحمدى الله أنك عرفتى  أن أحبابك ماتوا بدلًا أن تعيشى ألم الانتظار لسنوات طويلة بدون أن تعرفى مصيرهم ؟....أغمضت عينيها وتابعت وكأنها تتذكر أكثر اللحظات إيلامًا فى حياتها قالت أتعلمين ما معنى أن أفتح الباب أنا وأختى الصغيرة لنجد جثة ملقاة على الطريق؟ أو  أن نتجول بالسيارة لنجد سيارتين تسيران بسرعة ثم تقفان لينزل أفرادهما ويتناوبان إطلاق الرصاص بالرشاشات؟ أو أن تقف سيارة فاخرة فى حيينا لينزل منها ثلاثة رجال ببدل فخمة يحملون أرب بى جى ويطلقونه إلى مكان ما لا أعرفه...كل ما أسمعه هو بووووم ثم ينصرفون فى هدوء؟



إنى لا أعلم من يقتل فى بلدى ولماذا يقتل وإلى متى يستمر هذا الرعب والهلع!!! ..إنى أرى فرحة الأمهات الأمريكيات برجوع أولادهن الجنود من العراق وأسأل نفسى ألا تتساءل أحداهن وما الذى جعل ولدى يسافر آلاف الأميال ليقاتل فى بلد ليست بلده؟ ...أى مهمة قومية يقوم بها ابنى حتى أبرر لنفسى غيابه وقلقى عليه...هل أحد يعرف؟..ألم يعترف القادة الأمريكين أن غزو العراق كان بناءًا على معلومات خاطئة....أين إذن محاكمات من أعطائهم هذه المعلومات الخاطئة؟ وأين حق مليون شهيد عراقى إلى الآن؟


قاطعها زميلى الأردنى قائلًا إنى أتذكر يوم دخول الدبابات الأمريكية بغداد كل يوم وأتذكر كم بكيت يومها ولكنى لم أجد أبى باكيًا فسألته فقال لى يا ولدى إن دموعى تحجرت بعد عام 1948 وأى مأساة أكبر من ضياع فلسطين والمسجد الأقصى....فقالت له زميلتى ولكن لماذا تركتم فلسطين وهاجرتم إلى الأردن؟ قال لها من قال لك هذا؟ إنا لم ولن نهرب...الجيوش العربية التى كانت تحارب فى 1948 هى من طلبت من قريتنا وقرى آخرى الإخلاء ليتمكنوا من القتال وصدقهم الأهالى..أوصدت جدتى باب البيت وخرجت هى والعائلة إلى الأردن ظانين أنهم سيعودون بعد أيام قليلة وما زال مفتاح البيت معلقًا فى بيتنا كما هو معلق فى بيوت الكثير من الفلسطينين


إن فلسطين هى أكبر مأساة فى تاريخ البشرية...العراق محتل بأفراد من الجيش الأمريكى والمرتزقة كما كانت بريطانيا تحتل مصر على سبيل المثال ولكن فلسطين محتلة من شعب كامل بأفراده وعوائله ...شعب طرد شعب آخر واستوطن مكانه فى أرضه ودياره ...إن فلسطين هى الجرح الغائر فى الأمة التى فُتحت بعده جراح لا حصر لها...ولن تُشفى الجراح ألا بعد أن يُشفى جرح فلسطين أو لن يُشفى جرح فلسطين ألا بعد أن تُشفى بقية الجراح...لا أعلم أيهما أقرب


دينا سعيد
7-8-2011

Tuesday, August 2, 2011

من وحى الغربة 1


افتقدتكم لدرجة تجعلنى أشعر بالرعب أن أكون قد نسيت ملامحكم، اجتهد أن أحفر فى ذاكرتى لأتذكر ملامحكم..أتوقف عند كل تفصيلة من تفاصيل وجوهكم لأتأكد إنى ما زلت أتذكركم جيدًا....أحاول أن أعصر ذاكرتى لعلى أتذكركم فى أوقات صحتكم وسعادتكم وليس فى أوقات مرضكم وشقائكم....

وعندما يحيل موعد اللقاء تعترينى صدمة تهز كيانى عندما أرى ملامحكم قد تغيرت فهذه أختى الصغيرة التى تركتها طفلة قد صارت آنسة تتوارى خجلًا أنوثتها المبكرة...وهذا أخى الذى تركته فى بداية المراهقة يبدو رجلًا ناضجًا بلحيته الخفيفة....وهذه أمى وهذا أبى وقد تسلل الهرم إلى ملامحهما حتى أشعر أنهما كبرا عشرات الأعوام فى عام واحد....

أتأملكم لأحاول استوعب تغييرات أجسامكم وملامحكم وأحفرها مكان ذكرياتى القديمة معكم...ثم اكتشف أن التغيرات ليست جسدية فقط...ولكنها فكرية وسلوكية أيضّا...فالغربة غيرتنى وجعلتنى أكثر نضجًا وتفتحًاواستقلالية وأحيانًا أكثر قسوة وجدية...فى حين أن الزمن قد غيركم أيضًا ...ولكن كل مننا ما زال يحبس نفسه فى جدارن الماضى ويحاول أن يتعامل مع الآخر كما اعتاد طول عمره....ربما لأننا لم نعيش سويًا مراحل تغييرنا فلا نستطيع أن نستوعب هذا التغيير...

أهلى الكرام نحن بحاجة لوقت لنكتشف بعض من جديد كأننا أغراب يعيشون مع بعض لأول مرة ولكن الميزة أننا نحمل لبعضنا البعض حبًا وشوقًا جارفًا حملته سنوات عجاف من البعاد

Saturday, July 23, 2011

الزينى بركات


الزيني بركاتالزيني بركات by جمال الغيطاني
My rating: 4 of 5 stars


قام جمال الغيطانى بصياغة رائعة لحقبة حرجة من تاريخ مصر وهى نهاية حكم المماليك وبداية الحكم العثمانى...تبحر الكاتب فى عالم البصاصين (الجواسيس حاليًا) ودورهم فى تقوية دعائم الحكم أو تقويضه ورصم صورة أسطورية لهذا الزينى بركات (المحتسب الجديد) الذى ظهر من العدم واكتسب ثقة الكل برفضه السلطة  حتى لا يظلم الناس فتمسك الناس به أكثر ووثقوا فيه....ثم أخذالزينى  يقيم العدل بين الناس ويشد على يد المماليك ويحارب فسادهم حتى تمت الدعوة له على المساجد لثلاث أيام تقديرًا لجهوده فى نصرة الضعفاء فى حين كان يرى البعض أن الزينى يشجع بعض المماليك على الفساد من خلف الأبواب ثم يقوم بالقضاء عليهم ليظهر بمظهر المخلص

.يبدو الزينى فى القصة ورعًا مهابًا مترفعًا عن السلطة والمال حتى إنه ذهب لاقتراض 5 دينانير من السلطان ليسد حاجته (من يشك فى رجل كهذا؟)

وفى المقابل تبدو العدواةوالصراع على السلطة بين الزينى و كبير البصاصين زكريا بن راضى ...زكريا رجل وطنى يحافظ على الحكم (الشرعية) رغم كل عيوبه من تعذيب وترويع الناس واغتصاب رفيق السلطان والتلصص على الرعية حتى يعرف ما يدور بين الرجل وخليلته فى مضجعهما بالتفصيل (كل هذا فى عصر الورق قبل اختراع وسائل التلصص الحديثة (الفيس بوك والايميل وخلافه) ....نجد زكريا مدافعًا عن الشرعية ومتوجسًا من الزينى ولكنه لا يملك ألا أن يعجب به وبدهائه ...ونرى كل منهما ينصح الآخر وكأنهما أقرب أصدقاء...وتستمر القصة لنصل للنهاية فى سيطرة العثمانين على مصر وبقاء الزينى محتسبًا وإعلانه العملة العثمانية عملة جديدة للبلاد فى إشارة خفية أنه طوال هذا الوقت كان الزينى عميًلا للعثمانين وممهدًا لدخولهم البلد (ربما)

من أكثر عيوب القصة الأخطاء اللغوية والنحوية التى جرحت عينى أثناء القراءة أما العيوب المنهجية فهى تتمثل فى بعض الغموض وعدم السلاسة فى سرد الأحداث حتى تجد نفسك تلجأ لإعادة قراءة بعض الأجزاء هنا وهناك حتى تستطيع أن تمسك بزمام الأحداث ولكن بعد قراءة القصة لا تملك ألا أن تربط بين أحداثها وبعض الأحداث المعاصرة فى الوطن العربى وتتساءل من هو المخلص حقًا؟


View all my reviews

Friday, June 10, 2011

الأختان


رغم أن نشوى وسلمى أختان ألا أن شخصيتاهما كانتا شبه متناقضتين....
كانت نشوى تتمتع بشخصية طيبة سهلة لينة...لا تغضب بسهولة وأحيانًا لا تأخذ بالها أصلا أن الناس أخطأوا فى حقها وإذا أخذت بالها
فسرعان ما تلتمس لهم الأعذار وإذا جاءها أحدهم للاعتذار فإنها تسامحه قبل أن يكمل كلامه

أما سلمى فكانت سريعة الغضب من أى تصرف مهما كان تافه تعتقد أن يمس كرامتها أو كبرياءها...كانت كثيرًا ما تتشاجر مع أقرانها وتخاصمهم بالأيام الطويلة حتى وإن اعتذروا لها

كانت أمهما تحب نشوى كثيرًا وتعتقد أنها ستكون أسعد كثيرًا فى حياتها من سلمى اللى مش بيعجبها العجب

لكن ما حدث بعد ذلك خالف توقعات الأم....فعندما تزوجت البنتان...كان زوج نشوى كثيرًا ما يستغل طبيتها فيكثر من طلباته ولا يساعدها فى أى شىء ..وﻷن نشوى لا تشتكى  فقد كانت تعمل طباخة وخدامة وسواقة للأولاد وزوجة بالإضافة لعملها الأصلى ولم تفكر يومًا أن تثقل كاهل زوجها بطلب خدامة تساعدها ولو يوم فى الأسبوع كما تفعل أختها سلمى التى كانت تتشاجر مع زوجها يوميًا بسبب أعباء المنزل وتطلب منه أن يساعدها وألا فلن تفعل أى شىء

كان زوج سلمى يحاول أن يتجنب وجع الدماغ يا أما يا وليه يا سواد ليله لو نسى أن يحضر هدية لسلمى فى عيد ميلادها أو يحضر هدية لوالدتها فى عيد الأم..كان يعلم أن زوجته قماصة وسوف تبوز فى وجه أسبوعًا لو نسى أى مناسبة مهمة أو غير مهمة

أما زوج نشوى فكان يعرف أن زوجته لن تعاتبه أصلا لو نسى عيد ميلادها....ربما حزنت قليلا ولكنه لو اعتذر لها وقال لها كلمتين حلويين فسوف تنسى كل شىء وهذا شجعه أكثر على عدم الاهتمام بنشوى وبمناسباتها الخاصة ...كان أحيانا يحضر من العمل غضبان من مديره فينفث غضبه فى نشوى....فهى زوجته ولابد أن تتحمله....وكانت نشوى تتحمل ثورته بأعصاب من حديد وتحاول أن تكتم غضبها داخلها ..كانت تقارن لا شعوريًا بين زوجها وبين زوج أختها سلمى الذى لا يمكن أن يعلو صوته عليها مهما كان

فكرت نشوى كثيرًا فى حالها..كانت ترى زوج أختها يتمنى لها الرضى ترضى كما يقولون...وترى أختها وهى تتمنع عنه وتشتكى منه طول الوقت مما يدفعه لبذل المزيد لإرضائها...أما هى فكأنما تدفع ثمن طيبتها ..كانت كل ما تريده من زوجها هو قليل من التقدير..هل يجب عليها أن تتذمر وتفتعل المشاجرات وتغضب بالأيام حتى يحاول زوجها أن يرضيها كما يفعل زوج سلمى؟

  ولماذا لا يقدرها زوجها ويحاول أن يحافظ على مشاعرها بدون أن تفعل كل هذا؟
لقد حاولت نشوى مرات قليلة أن تتصرف مثل سلمى ولكنها لم تستطع..لم تشعر أنها نفسها

كانت ترن فى أذنها كلمة "زوجك على ما تعوديه"..أتراها عودت زوجها أن يتجاهلها وأن يلقى كل الأعباء على كاهلها فى حين أن أختها عودت زوجها على العكس؟ ولماذا كٌتبت عليها التعاسة لمجرد أنها طيبة ومعطأة وسريعة الغفران؟

مهلًا قليلًا ....هل نشوى فعلًا تعيسة؟ وهل سلمى سعيدة؟

هذا ما يعتقده كل الناس بما فيهم أمهما

ولكن الحقيقة أن سلمى ليست بسعيدة...بل هى تشعر بالتعاسة طوال الوقت ربما أكثر كثيرًا من نشوى...صحيح أن زوج سلمى يرن عليها كل يوم من الشغل 5 مرات ويبعث لها الرسائل فى حين أن زوج نشوى لا يسأل فيها ولكن سلمى تشعر بالحزن ﻷنه لم يكلمها بدلا من أن يرن عليها وتتشاجر معه من أجل ذلك

صحيح أن زوج سلمى اشترى لها وردًا فى عيد ميلادها ولكنها شعرت بالاكتئاب لمدة أسبوع لأنه لم يشترى لها خاتمًا ذهبيًا كما كانت تريد فى حين أن نشوى تقبلت اعتذار زوجها بسبب نسيانه عيد ميلادها وقضا معًا ليلة سعيدة ثم نسيت اﻷمر برمته

أن طبيعة سلمى التى تضخم الأخطاء تجعلها فى صراع دائم مع من حولها سواء زوجها أو أهله أو الخادمة أو البواب أو أصدقائها أو زملائها فى العمل أو حتى أهلها...كل يوم خناقة مع شخص مختلف أو خصام مع شخص آخر...فى حين أن نشوى تتمتع بعلاقات طيبة مع كل من حولها...صحيح أن بعض الناس يستغلون طيبتها ولكنها فى الآخر تنام وهى لا تفكر فى فلانة قالت وعلانة عادت...بل تضع رأسها على المخدة وتنام بلا أى ضغائن ﻷى انسان

ربما اعتقد الناس أن سلمى أسعد من تشوى ﻷنها ظاهريًا تتم معاملتها من زوجها بطريقة أفضل من الطريقة التى يعامل زوج نشوى بها أختها...ولكن الحقيقة أن سلمى ليست سعيدة بهذه المعاملة ودائمًا ما تطلب أكثر فى حين أن نشوى راضية بعطائها وبأقل شىء يفعله زوجها....فمن تراها اﻷسعد؟
ومن تراها ستكون الأسعد فى الآخرة؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
"من كان سَهلاً هيناً ليناً, حرَّمه الله على النار"
حديث صحيح

بقلم
دينا سعيد
9-6-2011

Tuesday, May 31, 2011

الصديقات


جلست أربع صديقات يتحدثن عن فارس أحلامهن 
اتفقن جميعًا على أنهن يريدن شخصًا يراعى الله ويتقيه ولكنهن اختلفن فى شىء آخر
فقالت أحداهن أنى أريد أن أتزوج برجل أشعر أنه مسئول عنى..أشعر معه بالأمان...يجعلنى دائمًا أحس بأن والدى لم يمت وأنه ظهرى وسندى فى الدنيا
وقالت الثانية لا يعننى أن أتزوج بمن هو مسئول عنى فأنا أستطيع أن أكون مسئولة عن نفسى بل أنى أريد أن أتزوج رجلًا ذا وظيفة مرموقة وله طموح فى عمله..أواجه معه تحديات الحياة ونبنى مستقبلًا لنا ولأسرتنا الصغيرة
قالت الثالثة لا يهمنى الوظيفة بل يهمنى أن أتزوج بمن يحتوينى عاطفيًا يجعلنى أشعر أنى ملكة متوجة...يأخذنى بمشاعره إلى أعلى الآفاق لنحلق عاليًا...يغار علي من النسمة ويمطرنى حبًا وغزلًا
أما الرابعة فقالت أنى أقدر المشاعر ولكنى لا أحب هذه الرومانسية الطاغية بل أنى دائمًا ما أشعر بالغثيان من الأغانى التى من نوعية (أنت عمرى) لا أعلم كيف يحبس الناس أنفسهم فى وهم أن شخص واحد يعنى الحياة بأكلمها وكأن ليس فى حياتهن أب ولا أم ولا أخوة ولا أصحاب ولا عمل
إنى أريد من يشبعنى عقليًا ..أتحدث معه وكأنه أستاذى..يتكلم فأنصت ...نتبادل الأراء والأفكار معًا..أرقى فكريًا بكلامه معه ويرقى فكريُا بكلامه معى..إنى لا أتخيل أن أتزوج يومًا بمن لم يقرأ فى حياته سوى الكتب الدراسية ولا يعرف فى حياته سوى عمله وأصحابه
أريد أن أحلق مع من أتزوجه فى آفاق الفكر الواسعة ...ونبنى حياة زوجية على العقل وليس العاطفة وحدها
تطلعن الأربعة إلى بعضهن البعض واكتشفن لأول المرة اختلافهن عن بعض....فهناك من تبحث عن الأمان وهناك من تبحث عن الطموح وهناك من تبحث عن العاطفة وهناك من تبحث عن العقل
لم يتجادلن كثيرًا فقد آمنت كل منهن أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
وانصرفن وفى صدر كل منهن تنهيدة تبحث عن هذا الفارس التى خلقه الله لها وحدها
فهل يا ترى سيقابلونه فى هذه الدنيا؟
أم سيكون اللقاء فى الجنة