بما يكون العنوان مثير للدهشة! فما العلاقة بين البرمجة وبين ما يحدث فى
مصر؟
هأقولك يا سيدى...لو كانت لك سابقة خبرة فى
عمل برامج الكمبيوتر أو اخدت كورس كده على ما قُسم فى الجامعة ستلاحظ أنه
بعد كتابة البرنامج يقوم المبرمج بعمل شىء يسمى
compilation
وهو
اختبار ما إذا البرنامج يحتوى على أخطاء وغالبًا ما تكون هناك أخطاء
وهنا
يقوم المبرمج بعمل عملية تسمى
debugging
وهى عملية البحث عن
الأخطاء أو بلغة البرمجة ال
bugs
وهنا قد يقضى المبرمج
ساعات وأيام طويلة لاكتشاف وتصحيح كل الأخطاء الموجودة فى البرنامج الذى
ربما يتجاوز طوله آلاف السطور
ومما يدعو للعجب ويجعل أى
مبرمج يخبط رأسه فى أجدعها حيطة أنه ربما يقوم ال
compiler
باستخراج
3 أخطاء
على سبيل المثال
ويسارع المبرمج بتصحيح خطأ
منهم....ويعيد الاختبار فيفاجىء بظهور 100 خطأ آخر
وهذا لا
يعنى أنه أخطأ بتصحيحه الخطأ الأول ﻷن كده كده البرنامج مكنش شغال
ولكنه
يعنى أن هذا التصحيح أدى لاكتشاف أخطاء كثيرة آخرى كانت مخبأة بسبب وجود
هذا الخطأ الكبير
طيب مش ده اللى بيحصل دلوقتى فى مصر؟
حسنى
مبارك وأحمد عز والحزب الواطى لا يختلف أى أثنان أنهم كانوا أخطاء وأن
البلد مكنتش واقفة بس لا دى كانت بتجيب لورا
وأنه لم يكن هناك أى حل
سوى التخلص من هذه الأخطاء بالثورة
خاصة بعد تزوير انتخابات مجلس
الشعب الأخيرة وتيقنا جميعًا بأن المسرح يستعد لاستقبال جمال مبارك
لذا
فالثورة كانت ضورة حتمية للتخلص من هذه ال
bugs
القاتلة
(وأرجو
ألا نقضى الثلاثين عامًا القادمة نبحث إذا كانت الثورة ضرورة أم لا...خلاص
حصلت وانتهينا
نشوف اللى جاى)
المهم بعد الثورة ظهرت
أخطاء كثيرة لم نكن نراها من قبل أو كنا نراها ولكننا لا نستطيع حلها بسبب
وجود شلة الأنس فى السلطة وتحكمهم فى كل شىء
أما الآن وقد رحلوا من
سدة الحكم فنستطيع أن نعالج هذه الأخطاء واحد واحد كما يفعل المبرمج بعد
التخلص من الخطأ الكبير الذى كان يجعله غير قادر على اكتشاف الأخطاء الآخرى
ومعالجتها
كمثال: جزء كبير من الأخطاء التى تظهر الآن على
السطح سببها الجهل ونحن نعلم أن لدينا فى مصر 40% أمية حقيقة ....فى عهد
بابا مبارك السعيد لم يستطيع أحد أن يعمل جهودًا حقيقة لمحاربة هذه الظاهرة
وذلك ﻷن مجلس محو الأمية كان تابع لحرم الرئيس بشكل أو بآخر...ومن هنا كان
يحبط المسئولون عن المجلس أى محاولة جادة لمحو الأمية خارج المجلس حتى لا
يظهر أن هناك من يستطيع أن يحل المشكلة بطريقة أفضل من خططهم الفاشلة
وهكذا
حكم على 40% من سكان مصر بالأمية بسبب شوية مصالح شخصية ومجاملات وعدم
الرغبة فى ظهور بعض الناس اللى عندها كاريزما عالية على الساحة عشان لا
يغطوا على جمال
أما الآن وقد ذهبت حرم الرئيس والرئيس
نفسه...فتستطيع الجمعيات الأهلية والشباب أن يقوموا بجهود حقيقة لحل
المشكلة وهى المباردة التى تنباها الدكتور عمرو خالد مع صناع الحياة
والتى
بالتأكيد ستأخذ سنوات طويلة حتى نستطيع التخلص من هذه المشكلة..ولكننا
بدأنا أخيرًا والحمد لله
مثال آخر البلطجية وما يفعلونه فى
المظاهرات...من الذى ربى البلطجية؟ الحزب الواطى ووزارة الداخلية للاستعانة
بهم فى الانتخابات وعند اللزوم...وهولاء الناس مرتزقة تعودوا أن يفعلوا كل
شىء وأى شىء من أجل الأموال....هناك جزء منهم ممكن تقويمه بتوفير حياة
كريمة وفرص عمل جيدة وهناك جزء آخر لا حل له سوى السجن...فى الحالتين نحن
أمام مشكلة كبيرة
مرتبطة بمشكلة آخرى وهى العشوائيات التى يعيش فيها
معظم هولاء البلطجية والتى كان يبدو أن النظام السابق سعيد بها ﻷنها مخزن
تفريغ للبلطجية
الآن بأمكاننا إصلاح هذه العشوائيات ..وبدل
ما ندفع صدقات أموالنا وزكاتنا فى الطعام والشراب وموائد الرحمن (وفى الآخر
كل هذا يكون مصيره دورات المياه) فلنوجه أموالنا لعلاج المشكلة من جذورها
وهناك مثل صينى شهير يقول (لا تعطنى سمكة وعلمنى الصيد)
وهى
المبادرة التى تبناها الفنان محمد صبحى
وبالتأكيد ستأخذ سنوات هى
الآخرى لعلاجها ولكننا بدأنا
لا ده أنا هأقولك على حاجة
أفظع! طبعًا حضرتك عارف أن القانون بتاعنا مليان ثغرات عشان تحمى الفساد
والفاسدين....وبذلك صعب قوى تمسك كل مصلحة حكومية فى مصر وتطلع الفاسدين
فيها يعنى كأنك عندك
compiler
بايظ مش شايف اى أخطاء رغم أنك
عارف كويس قوى ومتأكد ان البرنامج مش شغال وأن فيه حاجة غلط
يعنى
محتاجين نعدل القوانين واللوائح الداخلية وده برضه سيأخذ سنين
الأمثلة
لا تعد ولا تحصى وإذا فكرنا فى معظم المشاكل التى ظهرت الآن على السطح
لوجدنا أنها مشاكل كانت موجودة أصلا من
قبل...والثورة لم تخلق مشاكل
جديدة
حتى المتظرفين الذين يتضايق معظم الناس الآن من كلامهم
...هولاء لم يولدوا اليوم...كل ما حدث أن المناخ الجديد لحرية الرأى جعلنا
نرى أن فى بلادنا متطرفين مسلمين ومتطرفين مسيحيين وملحدين وعلمانيين وشواذ
إلى آخره
عاوز تسكت كل هولاء وتفرض رقابة على حرية الرأى
والتعبير براحتك ولكن لتعلم أن هذا لا يعنى عدم وجود المشكلة...أنه يعنى
فقط أنك لا تريد أن تراها...ولتعلم يا شريكى فى الوطن أنك لن تستطيع إيجاد
أى حل ﻷى مشكلة ما لم تعترف بوجودها أولًا...فأرجوك لا تدفن رأسك فى
الرمال..ولا تنزعج من كل ما تراه حولك من مشاكل ومصايب
أن
ظهور هذه المشاكل وشعورنا بها الآن يعنى أننا نسير فى الإتجاه الصحيح واننا
فقط فى مرحلة ال
Debugging
مصر تكتشف نفسها
دينا
سعيد
13-10-2011
Inspring
ReplyDeleteحضرتك يا بشمهندسة المصريين متغيروش ودي المصيبة .. اي تغيير ع الارض لازم له تغيير في نفوس الناس وده محصلش ... انا محبط جدا
ReplyDelete