Search This Blog

Tuesday, October 18, 2011

خطط لمستقبلك!


حضرت اليوم محاضرة بالجامعة عن التخطيط لمستقبلك المهنى...مهم قوى تقعد مع نفسك وتتخيل أنت شايف نفسك إزاى بعد 5 أو 10 سنين...تتخيل كل حاجة شكل بيتك، مين هيكون معاك، هتكون بتشتغل إيه، وبتعمل إيه فى الأجازات وبتقضى وقت فراغك إزاى...ومن هنا تقدر تكتب الرؤية التى تعبر عن طموحك خلال ال5 أو 10 سنين القادمين والتى يجب أن تكون متسقة مع قيمك والحاجات اللى بتحبها
بعد ما تكتب الرؤية بتاعتك، تقعد تستخرج منها أهد...اق طويلة المدى لحياتك وبعدين تمشى بالراجع وتطلع الأهداف قصيرة المدى...إزاى؟ يعنى مثلًا رؤيتك أنك تمتلك شركة مساهمة بعد 10 سنوات، ممكن يكون هدف لك أنك تاخد ماجسيتر فى إدارة الأعمال فى خلال 3 سنين، يبقى أنت لازم فى خلال سنتين تكون بتدرس فعلا فى جامعة.. يبقى لازم فى خلال ستة شهور تكون مخلص امتحان التقديم وهكذا
موضوع الرؤية والأهداف هذا مهم جدًا ولا توجد شركة ولا جامعة ولا مؤسسة فى الغرب ليس لديها رؤية وأهداف مكتوبة على الويب سايت بتاعهم ومنشورة فى المؤسسة ويحفظها عن ظهر قلب المديريين فيها وهذا ما يسمى التخطيط الاستراتيجى
غالبًا فى الشركات والمؤسسات، المديرون بيسافروا مع بعض خارج المدينة ويحبسوا نفسهم فى مكان بعيد عن كل الضوضاء عشان يكتبوا الخطة الاستراتيجية للمكان الذى يديرونه "أنا نفسى مريت بهذه التجربة مع المؤسسة التى أشارك فى إدارتها" وبعدها يفتحوا المجال لبقية الموظفين والعاملين فى الشركة للتعليق على الخطة الاستراتيجية ويتم التعديل فيها حتى يصبح الكل راضى عنها...وبعدين تتحرك المؤسسة كلها بكل ما فيها من قوة لتنفيذ هذه الخطة.
أنت كمان على مستواك الشخصى لازم تخطط لنفسك استراتيجيُا...خد أجازة يوم وأطلع فى مكان بعيد لوحدك واكتب رؤيتك (على فكرة لو مش عارف أنت عاوز إيه بالظبط عادى ممكن تكتب أكتر من رؤية وتعمل أكتر من خطة)...وبعد ما تخلص ممكن تستشير فى هذه الرؤية أهلك وأصحابك المقربين وشريك حياتك وبعدين تعيش وتحلم وتتحرك عشان تحقق الرؤية دى
قد يكون الأمر صعبًا فى البداية ولكن بالتعود عليه هتلاقى أنه مفيد جدًا فى حياتك ولا تنسى قبل أى شىء الاستخارة والتوكل على الله تعالى...فاحلم أحلامًا كبيرة وخطط لمستقبلك بهمة وعزيمة أخذًا نية لله فى كل هدف تريد تحقيقه وسترى أن الله سيوفقك بأفضل مما كنت تخطط وتحلم
دينا سعيد
18 اكتوبر 2011

Sunday, October 16, 2011

لو عندك فكرة عن البرمجة هتعرف أن مصر بخير!!!


بما يكون العنوان مثير للدهشة! فما العلاقة بين البرمجة وبين ما يحدث فى مصر؟


هأقولك يا سيدى...لو كانت لك سابقة خبرة فى عمل برامج الكمبيوتر أو اخدت كورس كده على ما قُسم فى الجامعة ستلاحظ أنه بعد كتابة البرنامج يقوم المبرمج بعمل شىء يسمى
compilation
وهو اختبار ما إذا البرنامج يحتوى على أخطاء وغالبًا ما تكون هناك أخطاء
وهنا يقوم المبرمج بعمل عملية تسمى
debugging 
وهى عملية البحث عن الأخطاء أو بلغة البرمجة ال
bugs

وهنا قد يقضى المبرمج ساعات وأيام طويلة لاكتشاف وتصحيح كل الأخطاء الموجودة فى البرنامج الذى ربما يتجاوز طوله آلاف السطور

ومما يدعو للعجب ويجعل أى مبرمج يخبط رأسه فى أجدعها حيطة أنه ربما يقوم ال
compiler
باستخراج 3 أخطاء
على سبيل المثال
ويسارع المبرمج بتصحيح خطأ منهم....ويعيد الاختبار فيفاجىء بظهور 100 خطأ آخر

وهذا لا يعنى أنه أخطأ بتصحيحه الخطأ الأول ﻷن كده كده البرنامج مكنش شغال
ولكنه يعنى أن هذا التصحيح أدى لاكتشاف أخطاء كثيرة آخرى كانت مخبأة بسبب وجود هذا الخطأ الكبير

طيب مش ده اللى بيحصل دلوقتى فى مصر؟

حسنى مبارك وأحمد عز والحزب الواطى لا يختلف أى أثنان أنهم كانوا أخطاء وأن البلد مكنتش واقفة بس لا دى كانت بتجيب لورا
وأنه لم يكن هناك أى حل سوى التخلص من هذه الأخطاء بالثورة
خاصة بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وتيقنا جميعًا بأن المسرح يستعد لاستقبال جمال مبارك
لذا فالثورة كانت ضورة حتمية للتخلص من هذه ال
bugs
القاتلة
(وأرجو ألا نقضى الثلاثين عامًا القادمة نبحث إذا كانت الثورة ضرورة أم لا...خلاص حصلت وانتهينا
نشوف اللى جاى)

المهم بعد الثورة ظهرت أخطاء كثيرة لم نكن نراها من قبل أو كنا نراها ولكننا لا نستطيع حلها بسبب وجود شلة الأنس فى السلطة وتحكمهم فى كل شىء
أما الآن وقد رحلوا من سدة الحكم فنستطيع أن نعالج هذه الأخطاء واحد واحد كما يفعل المبرمج بعد التخلص من الخطأ الكبير الذى كان يجعله غير قادر على اكتشاف الأخطاء الآخرى ومعالجتها

كمثال: جزء كبير من الأخطاء التى تظهر الآن على السطح سببها الجهل ونحن نعلم أن لدينا فى مصر 40% أمية حقيقة ....فى عهد بابا مبارك السعيد لم يستطيع أحد أن يعمل جهودًا حقيقة لمحاربة هذه الظاهرة وذلك ﻷن مجلس محو الأمية كان تابع لحرم الرئيس بشكل أو بآخر...ومن هنا كان يحبط المسئولون عن المجلس أى محاولة جادة لمحو الأمية  خارج المجلس حتى لا يظهر أن هناك من يستطيع أن يحل المشكلة بطريقة أفضل من خططهم الفاشلة
وهكذا حكم على 40% من سكان مصر بالأمية بسبب شوية مصالح شخصية ومجاملات وعدم الرغبة فى ظهور بعض الناس اللى عندها كاريزما عالية على الساحة عشان لا يغطوا على جمال

أما الآن وقد ذهبت حرم الرئيس والرئيس نفسه...فتستطيع الجمعيات الأهلية والشباب أن يقوموا بجهود حقيقة لحل المشكلة وهى  المباردة التى تنباها الدكتور عمرو خالد مع صناع الحياة
والتى بالتأكيد ستأخذ سنوات طويلة حتى نستطيع التخلص من هذه المشكلة..ولكننا بدأنا أخيرًا والحمد لله

مثال آخر البلطجية وما يفعلونه فى المظاهرات...من الذى ربى البلطجية؟ الحزب الواطى ووزارة الداخلية للاستعانة بهم فى الانتخابات وعند اللزوم...وهولاء الناس مرتزقة تعودوا أن يفعلوا كل شىء وأى شىء من أجل الأموال....هناك جزء منهم ممكن تقويمه بتوفير حياة كريمة وفرص عمل جيدة وهناك جزء آخر لا حل له سوى السجن...فى الحالتين نحن أمام مشكلة كبيرة
مرتبطة بمشكلة آخرى وهى العشوائيات التى يعيش فيها معظم هولاء البلطجية والتى كان يبدو أن النظام السابق سعيد بها ﻷنها مخزن تفريغ للبلطجية

الآن بأمكاننا إصلاح هذه العشوائيات ..وبدل ما ندفع صدقات أموالنا وزكاتنا فى الطعام والشراب وموائد الرحمن (وفى الآخر كل هذا يكون مصيره دورات المياه) فلنوجه أموالنا لعلاج المشكلة من جذورها وهناك مثل صينى شهير يقول (لا تعطنى سمكة وعلمنى الصيد)
 وهى المبادرة التى تبناها الفنان محمد صبحى
وبالتأكيد ستأخذ سنوات هى الآخرى لعلاجها ولكننا بدأنا

لا ده أنا هأقولك على حاجة أفظع! طبعًا حضرتك عارف أن القانون بتاعنا مليان ثغرات عشان تحمى الفساد والفاسدين....وبذلك صعب قوى تمسك كل مصلحة حكومية فى مصر وتطلع الفاسدين فيها يعنى كأنك عندك
compiler
بايظ مش شايف اى أخطاء رغم أنك عارف كويس قوى ومتأكد ان البرنامج مش شغال وأن فيه حاجة غلط
يعنى محتاجين نعدل القوانين واللوائح الداخلية وده برضه سيأخذ سنين

الأمثلة لا تعد ولا تحصى وإذا فكرنا فى معظم المشاكل التى ظهرت الآن على السطح لوجدنا أنها مشاكل كانت موجودة أصلا من
قبل...والثورة لم تخلق مشاكل جديدة
حتى المتظرفين الذين يتضايق معظم الناس الآن من كلامهم ...هولاء لم يولدوا اليوم...كل ما حدث أن المناخ الجديد لحرية الرأى جعلنا نرى أن فى بلادنا متطرفين مسلمين ومتطرفين مسيحيين وملحدين وعلمانيين وشواذ إلى آخره

عاوز تسكت كل هولاء وتفرض رقابة على حرية الرأى والتعبير براحتك ولكن لتعلم أن هذا لا يعنى عدم وجود المشكلة...أنه يعنى فقط أنك لا تريد أن تراها...ولتعلم يا شريكى فى الوطن أنك لن تستطيع إيجاد أى حل ﻷى مشكلة ما لم تعترف بوجودها أولًا...فأرجوك لا تدفن رأسك فى الرمال..ولا تنزعج من كل ما تراه حولك من مشاكل ومصايب

أن ظهور هذه المشاكل وشعورنا بها الآن يعنى أننا نسير فى الإتجاه الصحيح واننا فقط فى مرحلة ال
Debugging

مصر تكتشف نفسها

دينا سعيد
13-10-2011


Monday, October 10, 2011

ابحث عن نقطة الضعف !!


هناك جملة مأثورة لرجل مستحيل "لا يوجد نظام أمنى خال من الثغرات" وهناك جملة مأثورة آخرى "لا يوجد إنسان بلا نقطة ضعف" والجملتان صحيحتان لحد كبير....ولذلك يبحث أعداء النجاح دائمًا عن نقطة ضعف الانسان أو المجتمع الذى يحاربونه...هذا ضعيف أمام المال...هذا ضعيف أمام النساء..هذه ضعيفة أمام أولادها ....هذا مجتمع عاطفى....هذا مجتمع جاف...وهكذا تتم دراسة نقاط الضعف بكل دقة ويبدأ الضرب عند أضعف نقطة فى السلسلة ليسهل كسرها

ذكر الداعية معز مسعود فى حلقة كان يتحدث عن الشذوذ الجنسى وكيف أن هناك فى الغرب من يقول أنه هناك جين مسبب لذلك الأمر ولذلك فلابد أن نتقبل وجود شواذ لأنهم خُلقوا كذلك ...كان معز يناقش فكرة أنه حتى لو ثبت علميًا أن الشذوذ جين فداء السرقة أيضًا جين فهل يعنى هذا أن نسمح للمصابين بهذا الداء بالسرقة؟...أن وجود هذه الجينات فى الإنسان يجعل هذا الأمر نقطة ضعفه ومدخل الشيطان له...وهذا هو امتحانه فى الحياة الذى ربما يختلف عن امتحان شخص آخر له نقطة ضعف آخرى تمامًا...فقد قال تعالى
"وخُلق الإنسان ضعيفًا"

فهل تعرف نقاط ضعفك أيها الإنسان الضعيف؟

والواقع أن هناك نقاط ضعف معروفة وواضحة مثل حب المال أو الشهوات ولكن هناك نقاط ضعف كثيرة خفية تحتاج سنوات من الخبرة والحكمة حتى يكتشفها الإنسان فى نفسه من هذه النقاط على سبيل المثال العجب بالنفس فقد يعجب الإنسان بعمله أو بتدينه فيبدأ فى احتقار من هم أقل عبادة أو عمل منه ويعتقد أنه لابد أن يدخل الجنة ...فإذا لم يكن هو فمن؟

من نقاط الضعف أيضًا عدم ترتيب الأولويات مثلًا تجد امرأة يمتكلها حب النظافة بشكل مبالغ فيه فتقضى كل اليوم تنضف المنزل أو امرأة تحب الطبيخ أكثر من اللازم فتقضى الساعات الطويلة فى إعداد الطعام أو شاب يحب القراءة فيقضى كل وقته يقرأ...والملاحظ أن كل هذه أشياء حميدة ولكن المبالغة فيها تجعلها نقطة ضعف بحيث يبدأ المرء فى إهمال واحبات آخرى ويشعر أن ضميره مرتاح لأنه يفعل شىء جيد مثل التنظيف او القراءة

من نقاط الضعف الخفية أيضًا التى يهوى الشيطان العبث بها تضخيم كل ما لا يملكه المرء وجعله شىء أساسى لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه وتتراوح الأمثلة من الزواج والأطفال إلى ربما حذاء جديد....فالوسوسة واحدة  فى كل الحالات...يجعلك الشيطان تعيش حالة من الوهم كيف ستكون سعيدًا ومرتاح البال إذا امتلكت هذا الشىء...وربما يسيطر هذا الإحساس على البعض فيدفعهم إلى المعصية أو الاكتئاب لأنهم لا يستطيعون الحصول على الشىء الذى يمنحهم السعادة من وجهة نظرهم ...

كذلك يعانى بعض الناس من نقطة ضعف مثل الرؤية السوداوية للحياة..كل شىء محبط..لا أمل لى...لن أنجح وإذا نجحت لن أعمل وإذا عملت فما فائدة العمل....الثورة تم سرقتها...البلد بتتخرب...الفلول...الفتنة...مصر رايحة على فين؟...هناك ناس عندهم دكتوراة فى الإحباط واليأس رغم أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

وأكاد أجزم أن العامل الأساسى فى كل نقاط ضعفنا هو الشيطان قال تعالى "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا والله واسع عليم"...فالشيطان يأمرنا بالفحشاء والمعصية ويوسوس لكل منا حسب نقطة ضعفه فإذا لم يستطيع أن يجعلك تعصى جعل عمله أن يفقر كما نقول باللهجة المصرية...يجعلك تعيش أسير أوهام وأفكار هادمة ولكن منبع كل هذه الأفكار ..نقطة ضعفك فالبذرة موجودة بداخلك وهو يسقيها وينميها حتى تصبح شجرة وافرة

وإذا كان العامل المشترك لكل نقاط ضعفنا هو الشيطان فالطريق للسيطرة على ضعفنا أيضًا هو الله عز وجل فربما تعددت طرق وأساليب العلاج باختلاف نقطة الضعف ولكن يبقى عامل أساسى فعال فى كل هذه الطرق لن تنجح بدونه وهو اللجوء إلى الله عز وجل وطلب العون منه فقد يكون لكل مننا نقطة ضعفه المختلفة ولكننا كلنا نتشارك فى نقطة قوة واحدة أننا عباد الله عز وجل ويقول الله سبحانه وتعالى
"إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين"

فابحث أخى عن نقاط ضعفك وكن على علم بها وضع برنامج زمنى للتخلص منها والسيطرة على نفسك...فالنفس كالطفل الصغير من السهل تربيته والسيطرة عليه أما إذا تركته وحاله فيسيطر هو عليك...وفى أثناء كل ذلك لا تنسى دائمًا وأبدًا اللجوء للمولى عز وجل...أعاننا الله وإياكم

دينا سعيد
9-10-2011