التصقت عيناى بشاشة التلفاز يوم 3 أغسطس...لم أصدق ما أراه وأحسب أن الكثيريين لم يصدقون....هل هذا صحيحًا؟
حسنى مبارك وعلاء مبارك وجمال مبارك وحبيب العادلى فى قفص الاتهام...ووكيل النيابة يتلو اتهاماته لهم وهم ينفون الاتهامات!
اجعت بالذاكرة إلى نحو سنتين فقط...تذكرت حديثًا لى مع زميل فلسطينى كان ناقمًا على مصر بسبب حصار غزة ...وقتها قلت له أننا جميعًا نعلم أن حسنى مبارك يفعل ذلك لينال جمال الرضا السامى من أمريكا وإسرائيل مما يؤهله ليكون رئيسًا من بعده ولكنى أقول لك شيئًا "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
انا متأكدة أن جمال مبارك لن يصبح رئيسًا وستذهب كل جهودهم أدراج الرياح
كان أقصى ما يفكر به عقلى المحدود وقتها أن يموت جمال مبارك كما مات ابن حافظ الأسد الأكبر الذى كان يؤهله للرئاسة..أو أن يتشاجر علاء وجمال فيقتلا بعضهما البعض...توقعت الكثير من الأشياء ولكنى لم أكن أتوقع أن تكون عدالة الله نافذة بهذا الشكل...لم أتوقع أن أراهما هم والنظام كله خلف القضبان يتجرعون الذل الذى ساقوه لنا ولأخواننا الفلسطنيين كئوسًا
مر بى شريط الذكريات وأنا أرى الرعب فى عينى جمال مبارك اثناء تلاوة الاتهامات... شعارات الحزب الوطنى "من أجلك أنت" ..."عشان تتطمن على مستقبل ولادك" ...."مفجر ثورة التطوير فى الحزب......."فكر جديد لمستقبل ولادك"
قلت ياااااااااااا الله ....كيف تبدل الحال بهذا الشكل؟
كان من الممكن أن يتم اغتيالهم أو أن يموتوا بقضاء الله ولكننا رأينهم عبرة فى الدنيا لمن يعتبر
ألم يأخذ حسنى مبارك من قبل آلاف الفرص؟ ألم يمر بمحاولة اغتيال؟ ألم يموت حفيده الصغير فى رسالة أن الموت ليس ببعيد؟
ألم يناشده العقلاء من قومى مرارًا وتكرارًا أن يستقيل ويدير أول انتخايات ديمقراطية فى مصر فيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ؟
ألم تكن لديه الفرصة تلو الفرصة أن يستجيب لمطالب الشعب ويقوم بإصلاح اجتماعى وسياسى حقيقى من قبل الثورة أو أثنائها؟
ولكنه أدار ظهره لكل هذا وتحكم فيه عنده الذى كان يتفاخر بأن لديه دكتوراة فيه
استهان بشعبه الذى اعترض على نتائج الانتخابات وشكل برلمان مواز وقال "خليهم يتسلوا" تمادى وتمادى حتى شاء الله عز وجل أن يدخل التاريخ أيضًا ولكن كأول رئيس مصرى يُحاكم أمام محكمة مدنية ...هل كان يتصور يومًا أن يجلس خلف القضبان فى المكان الذى كان يحمل منذ 8 شهور فقط اسم "أكاديمية مبارك للأمن"؟
هل كان يتصور أن يسمع يومًا المتهم حسنى مبارك بدلًا من فخامة ومعالى الرئيس؟ اللهم لا شماتة ...ولكن عبرة وعظة...إن الدنيا كثيرًا ما تأخذنا إليها ونعتقد أننا نمتلك الأشياء والأشخاض الذين حولنا ...حتى نستيقظ على كابوس أن كل شىء من الممكن أن يذهب فى ثانية....فلا باقى إلا وجهه سبحانه....
كم مننا سارع فحاسب نفسه بعد هذه المحاكمة؟ كم مننا فكر فى محاكمة الآخرة التى لن نستطيع أن ننكر فيها ما اقترفناه بل ستشهد أيدينا وأرجلنا وأعيننا على ما كنا نصنع.؟
أما زال فينا ظالم لم يتب؟ أما زال فينا مغتصب حق لم يرد الحق؟
للأسف نعم وما بشار الأسد والقذافى منا ببعيد وإنى لأرى نهايتهما أبشع من نهاية مبارك لأنهما رأوا ما سيكون عليه الأمر من أخذ الله تعالى للظالم وما زالا على الكبر والعناد...فاللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
دينا سعيد
7-8-2011
No comments:
Post a Comment