فى البداية اعترف لدكتور راغب السرجانى بأنه من أكبر علماء التاريخ الإسلامى وقد استفدت شخصيَامن محاضراته ومقالاته
ولكن "كل يؤخذ منه ويرد ألا رسول الله صلى الله عليه وسلم" ولذلك وجب التنويه فى هذا المقال لشىء ذكره د. راغب فى أحدى محاضراته أجده فى منتهى الخطورة
ففى هذه المحاضرة
http://www.youtube.com/watch?v=wrmEULITR2g&feature=related
كان يشرح د. راغب وجهة نظر الأخوان المسلمين فى عدم مناصرة المتظاهرين فى التحرير عقب أحداث العنف الأخيرة
وهى وجهة النظر التى تقول أنهم لم يريدوا أن يستدرجوا لفخ 54
وفى هذا المقال لن أتحدث عن وجهة النظر هذه ولن أناقشها ولكنى ساتحدث عما ذكره دكتور راغب خلال الخطبة
ليدعم ثقة الشباب فى العلماء الذى اتخذوا هذا القرار فقال فيما معناه
ضعوا ثقتكم فى علمائكم الذين يقيمون الليل ويقرأون القرآن فيكونون مؤيدين بنور الله ويرون ما لا يراه سكير أو غير ملتزم
وهنا كان لابد من وقفة..لأن هذا الكلام فى منتهى الخطورة فالقرار الذى نحن بصدده قرار سياسى وليس دينى
فمن قال أن علماء الدين أو حتى علماء السياسة المتدينين سيتخذون القرار السليم وغيرهم من غير الملتزمين أو غير المسلمين سيكون قرارهم خطأ؟
ولننظر لهذه الواقعة
"عندما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم, أن يتخذ موقعا استعدادا لحرب غزوة بدر, سأله الصحابي الحباب المنذر رضي الله عنه, بما معناه, أهو منزل انزلكه الله,فليس لنا ان نتقدم أونتأخر, ام هي الحرب والمكر والخديعة يارسول الله, قال المصطفى بل هي الحرب و المكر والخديعه, فقال ليس هذا بمنزل, فلننزل ببئر بدر, يشرب المسلمون ولا يشرب المشركون."
فهل هناك من هو أكثر عبادة وقربًا من الله عز وجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومع هذا كان الرأى السليم فى الحرب لأحد الصحابة منافيًا لرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يتردد الصحابى فى معارضة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تأكد أن الأمر ليس بوحى من السماء...ولكننا عندما حدثت الأحداث الأخيرة وجدنا شباب الأخوان يكتبون عبارات مثل هذه
"
أتأدب مع قرار جماعتي المخلصة في عدم النزول بأدب موسي مع الخضر حين رآه يخرق السفينة و لكنى يحترق قلبي كما كان حال موسي على السفينة ومن فيها مدرك تماما أنه سيأتي اليوم الذي أعلم فيه الحكمة فأنحني لجماعتي و ألوم نفسي...."
وعندما قرأت هذه العبارة قلت ومصيباتاه....ما هذا الخلط؟
سيدنا موسى أرسله الله إلى الخضر ليتعلم منه العلم وقال الله تعالى له أن الخضر أعلم أهل الأرض...فبذلك كان لابد لسيدنا موسى أن يتأدب مع الخضر ليتعلم حكمة الله فى حدوث أشياء نراها شرًا وهى فى الواقع خيرًا
ما علاقة هذا بأعضاء جماعة مع مرشدهم ولا أعضاء حزب مع رئيسهم؟
هل هذا المرشد أو الرئيس مؤيد من المولى عز وجل؟
أفهم أنهم أصحاب خبرة وتجربة ولكن هذا لا يعنى أنه لا يمكنك أن تعارضهم أو حتى تناقشهم
هذا لا يعنى أن رأيك ربما كان هو الصواب ورأيهم هو الخطأ
"كما حدث فى غزوة بدر من الحباب بن المنذر"
أن مجرد أحساسك أنهم يعرفون ويفهمون بواطن الأمور وأنك غير متاح لك أن تعترض أو تأتى باى قد يكون أصوب يجعل عقلك لا يفكر
كمثل طالب فى الجامعة يرى أن أستاذه أعلم منه ولا يناقشه ولا يجادله...هل نتوقع أن يكون هذا الطالب عالمًا فى يوم من الأيام؟
أنى أرى فى خطورة هذا المفهوم لو انتشر سيأخذنا إلى الدولة الثيويقراطية وهى الدولة الغير موجودة فى السنة
ولكنها موجودة فى الشيعة وعانت منها أوروبا الأمرين عندما كانت للكنيسة المرجعية الأولى
ألا يعتقد الشيعة أن الخمينى متصل بالمهدى المنتظر وأن قرارته مؤيدة من الله تعالى؟
هل نريد أن ننجرف لهذا؟
وبمرور الوقت نعتقد أن هناك مجموعة من الأشخاص مؤيدين بنور من الله لأنهم يقومون الليل ويقراون القرآن
أنا أسفة مهما بدا من شخص ما من مظاهر تدين...ما علمى أنا بإخلاصه حتى اعتقد أنه مؤيد بنور من الله؟
أليس عندنا فى السنة
"يُعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال"
؟
بمعنى أن كون فلان هذا رجل..لا يجعل كل ما يقوله حقًا
ألم تصب المرأة ويخطأ سيدنا عمرو بن الخطاب؟ وقامت هى بمعارضته فى الخطبة وعلنًا أمام كل الصحابة
وإلى الآن نحن لا نعلم اسم هذه المرأة بالمناسبة
أى أنها ليست من مشاهير الصحابيات ولكنها لم تتردد فى قول كلمة حق ومعارضة أمير المؤمنين
وإذا كنا نرى هذا الآن فى الأمور السياسية فهل سنراه قريبًا فى الأمور العلمية؟
بمعنى أنه عندما تكون عندى مشكلة علمية وألجأ لدكتورين متخصصيين لحلها وأرى أن أحدهما متدين ضائم قائم والآخر غير متدين أو حتى غير مسلم...هل سيجعلنى هذا أخذ براى المتدين لأنه يرى بنور الله؟
بالطبع لا...إذن فما الفرق بين هذا الأمر وبين السياسة؟
ألم يقل الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا"...ربما كان غير المتدين أز غير المسلم أكثر اجتهادًا وعلمًا وذكاء من المتدين وبذلك يفتح الله عليه ولا يفتح على المتدين
ألم يقل الله تعالى "يؤت الحكمة من يشاء"...ولم يقل يؤت الحكمة المؤمنين أو يؤت الحكمة العابدين؟
أنها إرادة الله عز وجل أن يجعل شخص مثل الدالاي لاما -على كفره- حكيمًا
وأن يحرم آلاف بل ملايين من المسلمين من الحكمة
ما دامت القضية التى نبحثها ليست دينية بل هى سياسية أو حربية أو علمية...فلا فضل لملتزم على غير ملتزم او حتى لمؤمن على كافر...فى هذا الحالة نسمع كل الآراء وحجة كل رأى ...بدون النظر إلى الأشخاص وتقواهم
فمن يتق فإنما يتق لنفسه
وصدق من قال
"العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول المتوسطة تناقش الحوادث والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص"
ملحوظة: قائل هذه المقولة غير مسلم ولكنها صحيحة
أتمنى من الله أن يكون فهمى لكلام د. راغب ولكلام أصدقائى من الأخوان خطأ...وأتمنى ألا يجعلنا الله ننزلق فى هذه الهاوية
لنخلق مجتمع من المنافقين الذى يتأخذون من الدين مظهرًا حتى يصدقهم الناس
أتمنى
دينا سعيد
4-12-2011
No comments:
Post a Comment