جلست أربع صديقات يتحدثن عن فارس أحلامهن
اتفقن جميعًا على أنهن يريدن شخصًا يراعى الله ويتقيه ولكنهن اختلفن فى شىء آخر
فقالت أحداهن أنى أريد أن أتزوج برجل أشعر أنه مسئول عنى..أشعر معه بالأمان...يجعلنى دائمًا أحس بأن والدى لم يمت وأنه ظهرى وسندى فى الدنيا
وقالت الثانية لا يعننى أن أتزوج بمن هو مسئول عنى فأنا أستطيع أن أكون مسئولة عن نفسى بل أنى أريد أن أتزوج رجلًا ذا وظيفة مرموقة وله طموح فى عمله..أواجه معه تحديات الحياة ونبنى مستقبلًا لنا ولأسرتنا الصغيرة
قالت الثالثة لا يهمنى الوظيفة بل يهمنى أن أتزوج بمن يحتوينى عاطفيًا يجعلنى أشعر أنى ملكة متوجة...يأخذنى بمشاعره إلى أعلى الآفاق لنحلق عاليًا...يغار علي من النسمة ويمطرنى حبًا وغزلًا
أما الرابعة فقالت أنى أقدر المشاعر ولكنى لا أحب هذه الرومانسية الطاغية بل أنى دائمًا ما أشعر بالغثيان من الأغانى التى من نوعية (أنت عمرى) لا أعلم كيف يحبس الناس أنفسهم فى وهم أن شخص واحد يعنى الحياة بأكلمها وكأن ليس فى حياتهن أب ولا أم ولا أخوة ولا أصحاب ولا عمل
إنى أريد من يشبعنى عقليًا ..أتحدث معه وكأنه أستاذى..يتكلم فأنصت ...نتبادل الأراء والأفكار معًا..أرقى فكريًا بكلامه معه ويرقى فكريُا بكلامه معى..إنى لا أتخيل أن أتزوج يومًا بمن لم يقرأ فى حياته سوى الكتب الدراسية ولا يعرف فى حياته سوى عمله وأصحابه
أريد أن أحلق مع من أتزوجه فى آفاق الفكر الواسعة ...ونبنى حياة زوجية على العقل وليس العاطفة وحدها
تطلعن الأربعة إلى بعضهن البعض واكتشفن لأول المرة اختلافهن عن بعض....فهناك من تبحث عن الأمان وهناك من تبحث عن الطموح وهناك من تبحث عن العاطفة وهناك من تبحث عن العقل
لم يتجادلن كثيرًا فقد آمنت كل منهن أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
وانصرفن وفى صدر كل منهن تنهيدة تبحث عن هذا الفارس التى خلقه الله لها وحدها
فهل يا ترى سيقابلونه فى هذه الدنيا؟
أم سيكون اللقاء فى الجنة
:))
ReplyDeleteاتمنى أن يجمع بين الأربعة أشياء
جميلة