الزيني بركات by جمال الغيطاني
My rating: 4 of 5 stars
قام جمال الغيطانى بصياغة رائعة لحقبة حرجة من تاريخ مصر وهى نهاية حكم المماليك وبداية الحكم العثمانى...تبحر الكاتب فى عالم البصاصين (الجواسيس حاليًا) ودورهم فى تقوية دعائم الحكم أو تقويضه ورصم صورة أسطورية لهذا الزينى بركات (المحتسب الجديد) الذى ظهر من العدم واكتسب ثقة الكل برفضه السلطة حتى لا يظلم الناس فتمسك الناس به أكثر ووثقوا فيه....ثم أخذالزينى يقيم العدل بين الناس ويشد على يد المماليك ويحارب فسادهم حتى تمت الدعوة له على المساجد لثلاث أيام تقديرًا لجهوده فى نصرة الضعفاء فى حين كان يرى البعض أن الزينى يشجع بعض المماليك على الفساد من خلف الأبواب ثم يقوم بالقضاء عليهم ليظهر بمظهر المخلص
.يبدو الزينى فى القصة ورعًا مهابًا مترفعًا عن السلطة والمال حتى إنه ذهب لاقتراض 5 دينانير من السلطان ليسد حاجته (من يشك فى رجل كهذا؟)
وفى المقابل تبدو العدواةوالصراع على السلطة بين الزينى و كبير البصاصين زكريا بن راضى ...زكريا رجل وطنى يحافظ على الحكم (الشرعية) رغم كل عيوبه من تعذيب وترويع الناس واغتصاب رفيق السلطان والتلصص على الرعية حتى يعرف ما يدور بين الرجل وخليلته فى مضجعهما بالتفصيل (كل هذا فى عصر الورق قبل اختراع وسائل التلصص الحديثة (الفيس بوك والايميل وخلافه) ....نجد زكريا مدافعًا عن الشرعية ومتوجسًا من الزينى ولكنه لا يملك ألا أن يعجب به وبدهائه ...ونرى كل منهما ينصح الآخر وكأنهما أقرب أصدقاء...وتستمر القصة لنصل للنهاية فى سيطرة العثمانين على مصر وبقاء الزينى محتسبًا وإعلانه العملة العثمانية عملة جديدة للبلاد فى إشارة خفية أنه طوال هذا الوقت كان الزينى عميًلا للعثمانين وممهدًا لدخولهم البلد (ربما)
من أكثر عيوب القصة الأخطاء اللغوية والنحوية التى جرحت عينى أثناء القراءة أما العيوب المنهجية فهى تتمثل فى بعض الغموض وعدم السلاسة فى سرد الأحداث حتى تجد نفسك تلجأ لإعادة قراءة بعض الأجزاء هنا وهناك حتى تستطيع أن تمسك بزمام الأحداث ولكن بعد قراءة القصة لا تملك ألا أن تربط بين أحداثها وبعض الأحداث المعاصرة فى الوطن العربى وتتساءل من هو المخلص حقًا؟
View all my reviews
No comments:
Post a Comment