Search This Blog

Sunday, January 8, 2012

الهدية


الهدية


قررت أن أهدى حيبيى نبتة زرع فيها أزهار بنفسج فأنا أحب البنفسج وأعشق رائحته
سيضعها حبيبى فى مكان بارز فى حجرته وسيتذكر أن يرويها بالمياه كل يوم
وكلما رواها كلما تفتحت أزهارها وانتشر شذاها فى كل أنحاء الحجرة

ولكن طبع حبيبى النسيان
لذا فقد انشغل عن أزهاره ...تركها أيام
وفى يوم تنبه لها فوجد بعض أزهارها قد ذبلت وبعض أغصانها قد تكسرت
جن جنون حبيبى وجرى إلى صنبور المياه
وأخذ يرويها ويعتذر إليها عنى إهماله لها ويعدها أنه لن ينساها ثانية

وصدقته الأزهار وعادت إليها الحياة مرة آخرى
ونبتنت مكان الأزهار الذابلة أزهارًا أكثر روعة
وشبت الأغصان الصغيرة وتنافست أيها أطول واكثر بهاءًا

وبمرور الوقت اعتاد حبيبى وجود الزرعة فى حجرته
ولم يعد يدهشه جمالها ولا رونقها
حتى رائحتها الطيبة مل منها
أصبح ريها  عبئًا نفسيًا عليه يؤديه خوفًا أن يحاسبه الله على موت نبات

وفى يوم اضطر حبيبى للسفر...ونسى أن يوكل ﻷحدهم رعاية ازهاره
فما كان ليعينه أمرها كثيرًا على أى حال
وعاد بعد شهور وفتح باب حجرته
ليراها حطامًا
حاول مرارًا وتكرارًا أن يعيد إليها الحياة
توسل إليها أنه لن يتركها ولن يهملها ثانية
ولم ينتبه أنها لم تعد تسمعه ولم تعد تراه
وأن كل دموعه لن تعيد الحياة لمن يأبى الحياة

أحضر بذورًا آخرى وحاول أن يزرعها
ولكنك أبت الترية أن تنبت أزهارًا
فقد أصبحت أرضًا بورًا
جرفتها سنوات الإهمال والهجران

كان حبيبى كثيرًا ما يجلس وحيدًا
يتأمل مكان النبتة الفارغ
ويتذكر كيف كان تملًا حياته بهجة بعبيرها الآخاذ وزهورها المتأنقة

ثم أخذ القرار ....ذهب لمحل النباتات واشترى نبتة آخرى
سيغير هذه المرة لن يشترى بنفسجًا بل سيشترى ياسمينًا
وسيضعها فى نفس المكان
والآن هو يسقيها بمنتهى العناية والاهتمام
لا ينساها مهما كانت مشاغله
لكن ما باله يلمح أحيانًا ضيًا بنفسجيًا بين زهرات الياسمين البيضاء


دينا سعيد
6-1-2011

No comments:

Post a Comment