في فقه الصراع على القدس و فلسطين by محمد عمارة
My rating: 2 of 5 stars
فى هذا الكتاب يستعرض د. محمد عمارة تاريخ الصراع على القدس وفلسطين بداية من الحملات الصلبية ووجهة نظر الكنائس المختلفة من فلسطين....وكيف أن البروتستات يؤمنون بأن المسيح سيعود ليحكم الأرض ألف سنة وأنه لعودته يجب حشد كل اليهود فى الأرض المقدسة وإعادة بناء الهيكل...أما المسيحيون الشرقيون أو الأرزوذكس فإنهم يؤمنون أن الهيكل سيبقى منهدمًا ولن يُعاد بنائه حيث أنهم يؤمنون أن المسيح قد قطع بخرابه للأبد فى قوله "هو ذا بيتكم يترك لكم خرابًا...لن يترك حجر على حجر لا يهدم"
كما يستعرض الكاتب تاريخ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وكيف أن هدف كولومبس الأصلى كان إيجاد طريق آخر للتجارة من أجل إضعاف العالم الإسلامى اقتصاديًا ولكنه ضل طريقه إلى أمريكا وهناك أرسل إلى ملك أسبانيا أن هذه الأرض الجديدة بما فيها من خيرات ستكون خير معين على استرداد الأرض المقدسة والدفع بمزيد من الحملات الصلبية
وضح الكاتب أن الأوربيين عند دخولهم أمريكا وإبادتهم شعبها كانوا مستهلمين روح اليهود عتد دخولهم أرض كنعنان (فلسطين) وإبادتهم الشعوب التى كانت تعيش هناك وأنهم أطلقوا الأسماء اليهودية على بعض الشوارع والمعالم الرئيسية وأن أول دكتوراة من هارفورد كانت "اللغة العربانية هى اللغة الأم" وغيرها من المظاهر التى حاول الكاتب أن يربط بها تغلل اليهودية فى المجتمع الأمريكى منذ نشأته
وكذلك تحدث الكاتب عن سيطرة اليهود أو المسيحيين الصهيونيين كما أسماهم على المناصب القيادية ووسائل الإعلام وكيفية نشأة ما يسمى باللوبى الصهيونى فى أمريكا..كذلك اقتطف بعض مقاطع من خطب الروساء الأمريكان وكيفية تأثرهم بالفكر والثقافة الصهيونية...كما أوضح أن الساسة الأمريكان يؤمنون أن إسرائيل هى دولة الرب وبذلك لا تسرى عليها الأحكام ولا القوانين الدينوية ﻷن الله أرادها كذلك وقال أن هذا هو سبب الفيتو الأمريكى الذى لا يدين إسرائيل أبدًا مهما اقترفت من مجازر
كذلك استعرض الكاتب بعضًا من تاريخ الهجرة لإسرائيل وبعض المساعى التى حاولت تحييد يهود الشرق فى هذه الفترة والحيلولة دون انضمامهم لخطة الاستعمار بإعطائهم حقوق أن يعيشوا فى بلاد المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم...ولكنهم فضلوا الهجرة لأرض الميعاد ورفضوا اليد الممدوة لهم على حد قول الكاتب
ثم ينتقل الكاتب فى لغة خطابية حماسية للحديث عن نشأة فكرة الجهاد فى فلسطين مقتطفًا مقاطع من القرآن والسنة التى تبرز أن الجهاد فى فلسطين فرض عين ...وكذلك يتحدث الكاتب عن نشأة كتائب عز الدين القسام وباستفاضة عن تاريخ الشيخ أحمد ياسين وتاريخ جهاده واستشهاده
لدى عدة ملاحظات على الكتاب بداية من عنوان "فقه الصراع على القدس وفلسطين" فالكتاب أقرب ما يكون من سرد أحداث تاريخية أكثر منه كتاب "فقه"..وفى هذا معضلة كبيرة فإذا كان الكتاب يتحدث عن الفقه وعن وجهة نظر الكاتب فى فرضية الجهاد فى فلسطين فأرى أن كان من الأولى دعم وجهة النظر هذه بفتاوى آخرى لعلماء يرون مثل ما يرى الكاتب ويرون أن العمليات الفدائية هى عمليات استشهادية..أما إذا كان الكتاب كتاب تاريخ فأرى أنه لابد من كاتب التاريخ من الحياد ورواية الأحداث عن طريق "ويرى أحمد ياسين أن الجهاد فرض ﻷن....." وليس لكاتب التاريخ أن يقول هو رأيه
الملاحظة الآخرى أن الكاتب بدأ الكاتب ببداية دموية بالحديث عن مذابح الصلبيين فى الحملات الصلبية بشكل أرى فيه استفزاز عاطفى لتأجيج مشاعرالمسلمين ضد المسيحيين بصفة عامة ومسيحيى الغرب بصفة خاصة...وكان من الأولى بالكاتب أن يتحدث ولو لفصل عن مذابح إسرائيل المختلفة ومنها مذبحة قانا على سبيل المثال التى لم يتم ذكرها فى الكتاب وكذلك كان من الممكن دعم الكتاب بإحصائيات عن عدد القتلى من الجانبيين وخاصة الأطفال ونسبة الاعتقالات وتفتيت دولة فلسطين من 48 إلى وقت كتابة الكتاب ونسبة الأراضى الفلسطنية إلى الأراضى الإسرائيلية.
كان من الغريب حقًا أن يغفل الكاتب تمامًا ذكر حركة "فتح" وكيفية نشأتها ولا أعرف كيف لا يحتوى كتاب يتحدث عن فلسطين اسم "ياسر عرفات"..لا توجد مشكلة ألا يوافق الكاتب على مواقف حركة فتح فهذا رأيه ولكن كان من الأولى أن يتم كتابة هذا فى الكتاب..وكذلك لم يحتوى الكاتب أى معلومات عن موقف الشيعة وإيران من القضية الفلسطنية كما لم يتم ذكر "حزب الله" ولو لمرة واحدة ...مما يجعل الكاتب يبدو وكأنه ينتقى من التاريخ والأحداث ما يشاء وما يتوافق مع وجهة نظره وفقط.
أكثر شىء لم يعجبنى فى الكاتب هو عندما تحدث الكاتب عن دخول اليهود ﻷرض كنعان قديمًا وتصويرهم على أنهم ذخلوا غزاة ليبيدوا الشعوب هناك متخدًا مقاطع من التوارة للدلالة على ذلك ويبدوأن هدف الكاتب من هذا الطرح أن يبرز أن ليس لليهود حق أن يطالبوا بفلسطين بحجة أنها كانت لهم وطنًا قديمًا...وفى هذا تجنى واضح فى وجهة نظرى فطبقًا للقرآن دخل اليهود فلسطين لتحريرها من قوم جبارة وأن دخلوهم فلسطين كان بأمر من الله تعالى على لسان سيدنا موسى
"وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبئاء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون
"
ثم كتب الله التيه عليهم أربعين سنة ليدخلوا بعدها فلسطين بقيادة يوشع بن نون ليقاتلوا جالوت وجنوده ويقتل داود جالوت ويأته الله الملك..
هذه هى القصة المذكورة فى القرآن وكنت أتوقع من الكاتب الذى يبرز اسمه كمفكر إسلامى أن يورد هذه الآيات طالما أن كتابه يتحدث عن فقه الصراع على القدس ويفسر معنى قوله تعالى "الأرض المقدسة التى كتب الله لكم" كما كنت أتوقع شيئًا من الإنصاف فى الحديث عن هذه الواقعة التاريخية بدلًا من تصوير اليهود فى دخولهم الأول للقدس وكأنهم غزاة محتليين وهى رؤية عكس ما جاء به القرآن فى وجهة نظرى
فى النهاية يبدو الكتاب بالنسبة لى متحيزًا جدًا لوجهة نظر واحدة يريد الكاتب أن يصل بالقارىء لها وهو فى ذلك لا يعرض وجهات نظر مختلفة ويناقشها ويوضح لماذا هو مؤمن بوجهة النظر هذه بل على العكس يغفل ذكر وجهات النظر الآخرى تمامًا وكأنها غير موجودة...ولكن كان من الممتع قراءة مقتطفات من خطابات كولومبس وبعض روساء أمريكا ومعرفة بعض الحقائق عن جهود البعض المشكورة مثل الشيخ رشيد الذى يعى لتحييد يهود الشرق وكذلك موقف السلطان عبد الحميد من محاولة شراء فلسطين وغيرها من الأمور التى ربما ليست معلومة عند البعض.
View all my reviews
My rating: 2 of 5 stars
فى هذا الكتاب يستعرض د. محمد عمارة تاريخ الصراع على القدس وفلسطين بداية من الحملات الصلبية ووجهة نظر الكنائس المختلفة من فلسطين....وكيف أن البروتستات يؤمنون بأن المسيح سيعود ليحكم الأرض ألف سنة وأنه لعودته يجب حشد كل اليهود فى الأرض المقدسة وإعادة بناء الهيكل...أما المسيحيون الشرقيون أو الأرزوذكس فإنهم يؤمنون أن الهيكل سيبقى منهدمًا ولن يُعاد بنائه حيث أنهم يؤمنون أن المسيح قد قطع بخرابه للأبد فى قوله "هو ذا بيتكم يترك لكم خرابًا...لن يترك حجر على حجر لا يهدم"
كما يستعرض الكاتب تاريخ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وكيف أن هدف كولومبس الأصلى كان إيجاد طريق آخر للتجارة من أجل إضعاف العالم الإسلامى اقتصاديًا ولكنه ضل طريقه إلى أمريكا وهناك أرسل إلى ملك أسبانيا أن هذه الأرض الجديدة بما فيها من خيرات ستكون خير معين على استرداد الأرض المقدسة والدفع بمزيد من الحملات الصلبية
وضح الكاتب أن الأوربيين عند دخولهم أمريكا وإبادتهم شعبها كانوا مستهلمين روح اليهود عتد دخولهم أرض كنعنان (فلسطين) وإبادتهم الشعوب التى كانت تعيش هناك وأنهم أطلقوا الأسماء اليهودية على بعض الشوارع والمعالم الرئيسية وأن أول دكتوراة من هارفورد كانت "اللغة العربانية هى اللغة الأم" وغيرها من المظاهر التى حاول الكاتب أن يربط بها تغلل اليهودية فى المجتمع الأمريكى منذ نشأته
وكذلك تحدث الكاتب عن سيطرة اليهود أو المسيحيين الصهيونيين كما أسماهم على المناصب القيادية ووسائل الإعلام وكيفية نشأة ما يسمى باللوبى الصهيونى فى أمريكا..كذلك اقتطف بعض مقاطع من خطب الروساء الأمريكان وكيفية تأثرهم بالفكر والثقافة الصهيونية...كما أوضح أن الساسة الأمريكان يؤمنون أن إسرائيل هى دولة الرب وبذلك لا تسرى عليها الأحكام ولا القوانين الدينوية ﻷن الله أرادها كذلك وقال أن هذا هو سبب الفيتو الأمريكى الذى لا يدين إسرائيل أبدًا مهما اقترفت من مجازر
كذلك استعرض الكاتب بعضًا من تاريخ الهجرة لإسرائيل وبعض المساعى التى حاولت تحييد يهود الشرق فى هذه الفترة والحيلولة دون انضمامهم لخطة الاستعمار بإعطائهم حقوق أن يعيشوا فى بلاد المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم...ولكنهم فضلوا الهجرة لأرض الميعاد ورفضوا اليد الممدوة لهم على حد قول الكاتب
ثم ينتقل الكاتب فى لغة خطابية حماسية للحديث عن نشأة فكرة الجهاد فى فلسطين مقتطفًا مقاطع من القرآن والسنة التى تبرز أن الجهاد فى فلسطين فرض عين ...وكذلك يتحدث الكاتب عن نشأة كتائب عز الدين القسام وباستفاضة عن تاريخ الشيخ أحمد ياسين وتاريخ جهاده واستشهاده
لدى عدة ملاحظات على الكتاب بداية من عنوان "فقه الصراع على القدس وفلسطين" فالكتاب أقرب ما يكون من سرد أحداث تاريخية أكثر منه كتاب "فقه"..وفى هذا معضلة كبيرة فإذا كان الكتاب يتحدث عن الفقه وعن وجهة نظر الكاتب فى فرضية الجهاد فى فلسطين فأرى أن كان من الأولى دعم وجهة النظر هذه بفتاوى آخرى لعلماء يرون مثل ما يرى الكاتب ويرون أن العمليات الفدائية هى عمليات استشهادية..أما إذا كان الكتاب كتاب تاريخ فأرى أنه لابد من كاتب التاريخ من الحياد ورواية الأحداث عن طريق "ويرى أحمد ياسين أن الجهاد فرض ﻷن....." وليس لكاتب التاريخ أن يقول هو رأيه
الملاحظة الآخرى أن الكاتب بدأ الكاتب ببداية دموية بالحديث عن مذابح الصلبيين فى الحملات الصلبية بشكل أرى فيه استفزاز عاطفى لتأجيج مشاعرالمسلمين ضد المسيحيين بصفة عامة ومسيحيى الغرب بصفة خاصة...وكان من الأولى بالكاتب أن يتحدث ولو لفصل عن مذابح إسرائيل المختلفة ومنها مذبحة قانا على سبيل المثال التى لم يتم ذكرها فى الكتاب وكذلك كان من الممكن دعم الكتاب بإحصائيات عن عدد القتلى من الجانبيين وخاصة الأطفال ونسبة الاعتقالات وتفتيت دولة فلسطين من 48 إلى وقت كتابة الكتاب ونسبة الأراضى الفلسطنية إلى الأراضى الإسرائيلية.
كان من الغريب حقًا أن يغفل الكاتب تمامًا ذكر حركة "فتح" وكيفية نشأتها ولا أعرف كيف لا يحتوى كتاب يتحدث عن فلسطين اسم "ياسر عرفات"..لا توجد مشكلة ألا يوافق الكاتب على مواقف حركة فتح فهذا رأيه ولكن كان من الأولى أن يتم كتابة هذا فى الكتاب..وكذلك لم يحتوى الكاتب أى معلومات عن موقف الشيعة وإيران من القضية الفلسطنية كما لم يتم ذكر "حزب الله" ولو لمرة واحدة ...مما يجعل الكاتب يبدو وكأنه ينتقى من التاريخ والأحداث ما يشاء وما يتوافق مع وجهة نظره وفقط.
أكثر شىء لم يعجبنى فى الكاتب هو عندما تحدث الكاتب عن دخول اليهود ﻷرض كنعان قديمًا وتصويرهم على أنهم ذخلوا غزاة ليبيدوا الشعوب هناك متخدًا مقاطع من التوارة للدلالة على ذلك ويبدوأن هدف الكاتب من هذا الطرح أن يبرز أن ليس لليهود حق أن يطالبوا بفلسطين بحجة أنها كانت لهم وطنًا قديمًا...وفى هذا تجنى واضح فى وجهة نظرى فطبقًا للقرآن دخل اليهود فلسطين لتحريرها من قوم جبارة وأن دخلوهم فلسطين كان بأمر من الله تعالى على لسان سيدنا موسى
"وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبئاء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون
"
ثم كتب الله التيه عليهم أربعين سنة ليدخلوا بعدها فلسطين بقيادة يوشع بن نون ليقاتلوا جالوت وجنوده ويقتل داود جالوت ويأته الله الملك..
هذه هى القصة المذكورة فى القرآن وكنت أتوقع من الكاتب الذى يبرز اسمه كمفكر إسلامى أن يورد هذه الآيات طالما أن كتابه يتحدث عن فقه الصراع على القدس ويفسر معنى قوله تعالى "الأرض المقدسة التى كتب الله لكم" كما كنت أتوقع شيئًا من الإنصاف فى الحديث عن هذه الواقعة التاريخية بدلًا من تصوير اليهود فى دخولهم الأول للقدس وكأنهم غزاة محتليين وهى رؤية عكس ما جاء به القرآن فى وجهة نظرى
فى النهاية يبدو الكتاب بالنسبة لى متحيزًا جدًا لوجهة نظر واحدة يريد الكاتب أن يصل بالقارىء لها وهو فى ذلك لا يعرض وجهات نظر مختلفة ويناقشها ويوضح لماذا هو مؤمن بوجهة النظر هذه بل على العكس يغفل ذكر وجهات النظر الآخرى تمامًا وكأنها غير موجودة...ولكن كان من الممتع قراءة مقتطفات من خطابات كولومبس وبعض روساء أمريكا ومعرفة بعض الحقائق عن جهود البعض المشكورة مثل الشيخ رشيد الذى يعى لتحييد يهود الشرق وكذلك موقف السلطان عبد الحميد من محاولة شراء فلسطين وغيرها من الأمور التى ربما ليست معلومة عند البعض.
View all my reviews
No comments:
Post a Comment