من منكم جرب الحب من طرف واحد من قبل؟
من جرب أن يسهر الليل و يضحى من أجل من يحب و الآخر لا يشعر به من أساسه؟
واذا كنت لم تجربه
فلعلك عشت معاناته مع أحد أصحابك أو أخواتك
وتعجبت كيف لا يشعر انسان بكل هذا الحب الذى تكنه له صديقتك أو صديقك
كم من الأغانى والأشعار كتبت عن هذا الحب تجسيدا لمعاناة المبتلين به؟
ولعل أشهرها قصائد أحمد رامى التى غنتها أم كلثوم تحسيدا لمعاناته هو الشحصية فى حبه لها من طرف واحد وأغنية خالد عجاج الشهبرة أصعب حب أنك تلاقى اللى أنت تحبه مبيحبكش
وبصرف النظر عن كون الحب من طرف واحد وهم كما يقول البعض
أو كان أسمى معانى التضحية كما يقول البعض الآخر
فى الحالتين يبقى الحب من طرف واحد معاناة كبيرة
أن تحب شخصا وهو لا يحبك
وربما كانت هذه المعاناة هينة اذا كان الطرف الآخر لا يعلم عن حبك شيئا
ولكن ماذا لو عرف فعلا أنك تحبه؟
وماذا لو كنت تضحى من أجله و تسهر لأجل راحته
ورغم ذلك هو لا يشعر بك
بل أحيانا يصدك و يعاملك معاملة سيئة بل ويستغل هذا الحب
لهذا الصنف الآخر أصعب بكثير
لأنه على الأقل يعلم بحبك بل أنك أثبت له بعشرات وأحيانا مئات التضحيات أنك فعلا تحبه
ولكن ماذا عن علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى؟
هل من الممكن أن يحب انسان الله سبحانه وتعالى من طرف واحد؟
بمعنى أن يكون هناك انسان يحب الله
ولا يبادله الله الحب حبا؟
الاجابة نعم
!!!!
حبك الله تعالى يصبح حبا من طرف واحد
فى حالة واحدة فقط
وهو أنك لم تترجم هذا الحب لفعل حقيقى
فى هذا الحالة تكون كمن أحب شخصا - مع الفارق طبعا - وظل يبكى ليلا نهارا كون هذا الشخص لا يشعر به
ويشتكى لأصحابه قسوة الحبيب
ولكنه لم يفعل أى خطوة فعلية من أجل هذا الحبيب
حتى ليشعره أنه يحبه
طيب أعمل ايه لكى أثبت لربنا أنى بحبه؟
قال تعالى
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31]
بسيطة بتحب ربنا؟
اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم
يحبك ربنا
لكن هتحب ربنا بدون عمل
أعلم أنه حب ميئوس منه ولا أمل فيه
حب من طرف واحد
ولكن لأنه ربنا سبحانه و تعالى
فأنه يكفى أن تدلل على حبك له حتى بأقل القليل من الأعمال
حتى يبادلك سبحانه وتعالى الحب حبا
بل أنه سيحبك أكثر مما تحبه
قال تعالى فى الحديث القدسى
((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري.
فالصنف الثانى من الحب من طرف واحد الذى نراه بين البشر
وهو الصنف الذى لا يكتم فيه الشخص حبه و يعمل باخلاص من أجل حبيبه
ولكن هذا الحبيب يقابله بالجحود
هذا الصنف غير موجود فى علاقتنا مع الله
فإنك اذا عملت فعلا و تقربت إلى الله بأقل القليل
لن يخذلك الله بل سيتقرب إليك
تخيل أن المسافاة بينك وبين الله مثلا مثلا 1000 كيلو
أنت مشيت متر فى الطريق، فسار الله تعالى -ولا نشبه ولا نجسد- نحوك 100 متر
فمشيت أنت 100 متر فمشى الله تعالى إليك 1000 متر أى كيلو
وهكذا
كلما تقربت إليه خطوة تقرب هو إليك عشرات الخطوات
ضاربا سبحانه وتعالى أسمى مثل لعباده فى مبادلة الحب بحب أكبر منه
كما يقول سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى
" من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.
ولكن
ولكن
لابد أن تكون الخطوة الأولى منك أنت
فالحب مع الله ليس كلاما ولا أشعارا وأغانى
بل أفعالاً تترجم على أرض الواقع
كما تقول الآية الكريمة "فأتبعونى
وكما يقول الحديث
من تقرب"
ويقول الحديث الآخر
"ومازال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"
لابد من فعل وعمل
وإلا سيظل حبك لله تعالى من طرف واحد
اختلف معك يا دينا، ربنا بيحب عباده من غير حاجة، أعني أن مشكلة من لا يفعل أنه لا يحب وأن حبه المزعوم لا يتعدى إلا أن يكون ادعاءً ولو كان حبا صادقا لظهر في الأفعال وحده دون حاجة لتذكير
ReplyDeleteرحاب
رحاب
ReplyDeleteالآية تقول
فأتبوعنى يحببكم الله"
أى أن هناك شرطا لأن يحبنا الله تعالى
كما فى الحديث القدسى
" من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.