فى الآونة الأخيرة حدثت أكثر من مشكلة بل لنقل مصيبة لأكثر من واحدة من صديقاتى و معارفى وقد دفعتنى هذه المشاكل أن أفكر كثيرا فى العلاقة بين الرجل والمرأة و ماذا يريد الرجل بالتحديد؟ وسأختار ثلاث مشاكل هنا لسردها حتى أوضح لكم وجهة نظرى:
المشكلة الأولى: بنت دكتورة متزوجة من دكتور لديهم ابن متقاربين فى السن و المستوى الاجتماعى و كل شىء، استيقظت من النوم لتجد زوجها يخبرها أنه سيتزوج بنت تعمل بائعة فى محل دبلون تجارة وأكبر منه ب5 سنوات ولا تعادل واحد على عشرة منها فى الجمال. لماذا؟ بحبها. أنا قصرت فى حاجة؟ لا بس بحبها. طيب أعمل إيه عشان أرضيك؟ ولا حاجة أنا بحبها ومقدرش أعيش من غيرها. قالت يمكن نزوة زوجى وأبو ابنى هأعمل ايه يعنى؟ فضلت معاه لعام كامل تحاول بشتى الطرق و هو ما زال على اصراره أن يتزوج الآخرى لحد ما من يومين أغمى عليها وهى على سجادة الصلاة من كثرة البكاء و تم نقلها للمستشفى !!!
المشكلة الثانية: بنت مخطوبة لواحد من أيام الجامعة تعرفه لتسع سنوات متصلة، كل الناس تشيد بأخلاقه و تدينه، فوجئت قبل الزواج بأسبوع أنه على علاقة زنا بامرأة متزوجة من خمس سنوات!!!
المشكلة الثالثة: واحدة متزوجة واحد دفعتها حفى أيام الجامعة وساق عليها طوب الأرض حتى رضيت أن تتزوجه ولديهم الآن ابنة، اكتشفت أنه على علاقة بساقطة (هوكر) عمرها 45 سنة و مستأجر لها شقة مفروشة منذ 8 سنوات أى من أيام أن كان فى ثانوية عامة و طوال فترة حبه لها و خطوبتهم ثم زواجهم لم يتوقف عن علاقته بها قط ولا تسألونى ماذا فعلت البنت هذه لأنها منذ أن عرفت وهى فى مستشفى نفسى تعانى من اكتئاب حاد!!!
العجيب جدا فى هولاء الرجال الثلاث و غيرهم من الحكايات أنهم جميعا يشهد لهم كل من عرفهم بالأخلاق و التدين وأن منهم من كان يؤم الناس للصلاة فى الجامع ومنهم من هو حافظ للقرآن وهو ما يجعلك تتسأل هو فى ايه؟ الموضوع ليس نزوة أو سقطة بل هى علاقات استمرت لسنوات أى أن هولاء الرجال ينقصهم شيئا لا يجدونه إلا عند هولاء النساء. ستقولون لى صوابعك مش زى بعضها و مش كل الرجالة كده؟ سأقول لكم نعم قطعا ولكن كما قالت أحدى صديقاتى التى شربت الأمرين من خيانة الرجال "لعلمك مفيش راجل لا يقع" مش لازم يقع لدرجة الزنا ولكن أى رجل لازم هيغلط فى يوم من الأيام ويخون ولو خيانة معنوية
أنا طبعا لا أوافقها ولكنى فعلا اعتقد أن كل رجل يحتاج فى حياته لأربع نساء يقمن بالأدوار التالية:
زوجة: محترمة، بنت ناس، واجهة اجتماعية، تربى الأولاد، وحبذا لو كانت طباخة ماهرة
حبيبة: يرتاح على صدرها و يبكى و يكتب فيها أشعارا وتقوم بدور ماما فى حياته التى تطبطب عليه وتحتويه
صديقة: عاقلة جدا، مخها كبير، يستطيع أن يستشيرها فى كل مشاكله وقد يستشريها فى مشاكله مع زوجته أو حبيبته، وغالبا هو لا يرى أنها أنثى أصلا ولكنها صديقة جدعة تفهمه ويرتاح للكلام معها
عشيقة: وهى التى (يستمتع) بممارسة الجنس معها ومن الممكن أن يكون لا يحترمها ولا يحبها ولا يعتبرها صديقة قطعا
ولكن أحيانا تنزل عروض اتنين فى واحد يعنى أحيانا يجد الرجل الزوجة و الصديقة فى عرض خاص أو الحبيبة والعشيقة معا وساعات أيام الأوكزيون يكون هناك عروض تلاتة فى واحد برضه ولكن من النادر جدا جدا لأن يجد الرجل عرض أربعة فى واحد واذا وجده فغالبا ما يكون معيوب، عمره قصير، لعب فيه حد قبل كده، حاجة شبه ذلك
ستقولون لى إذن فهو دور الزوجة أن تقوم بلعب هذه الأدوار كلها مع زوجها وهى المقصرة اذا لم تستطع ذلك، سأقول لكم مع اعترافى أن هناك بعض زوجات مقصرات فى حق أزواجهن ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. فأحياناً تكون القدرات العقلية للزوجة أقل من زوجها بكثير ومهما حاولت لا تستطيع أن تلعب دور الصديقة، وأحياناً تكون الزوجة امكانيتها الجمالية ضعيفة ولا تستطيع أن تكون هيفاء وهبى التى يرديها زوجها، وإنى أرى العديد من صديقاتى يشكن أنهن يبذلن أقصى ما وسعهن و يعملن طباخة و مربية و خادمة وسواقة و مدرسة وزوجة و رغم ذلك أزواجهن لا يرضوا لأن هناك دور أو اثنين هى لا تستطيع أن تلعبه، فأقول لهن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أنت مش بتعملى اللى عليكى، خلاص هتموتى نفسك يعنى.
إذن فجزء من المشكلة فيك عزيزى الرجل، فإذا كانت زوجتك تفعل كل ما بوسعها ولكنك ما زلت تفتقد دورا أو أكثرا من الأدوار السابقة، فنحن فعلا نقدر معاناتك و لكننا نطلب منك العدل فأنت لست توم كروز أو براد بيت حتى تحصل على زوجة كاملة متكاملة خالية من عيوب الصناعة و صالحة للاستهلاك الآدمى حتى آخر يوم فى عمرها. لابد سيدى أن تتقبل أن يكون بزوجتك عيوب كما بك عيوب. واذا كنت تشعر أنك مبتلى بزوجتك لعدم استطاعتها أن تقوم بكل هذه الأدوار فإنك لست وحدك المبتلى فى هذا الكون فهناك من حرمه الله نعمة النظر و هناك من حرمه الله نعمة الولد وهناك وهناك فأصبر على ما ابتلاك الله به "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
ولترتب سيدى الفاضل من قبل الاقدام على الزواج أولوياتك ما هى الأشياء التى لا تتنازل عنها فى زوجتك؟ ما هى الأشياء التى من الأفضل أن تكون موجودة؟ ولا تخدع نفسك حتى لا تظلم نفسك وتظلم من ترتبط بها. واذا اخترت زوجة وأنت تعرف مثلا أنها غبية ولكنك فضلتها لجمالها مثلا فلا تلومها بعد ذلك على غبائها أنت من اخترت، واذا اخترت زوجة ليست نانسى عجرم ولكنك فضلتها لدينها و عقلها فلا تلومها بعد ذلك أنها ليست نانسى عجرم. أنت صاحب الاختيار وطالما اخترت فأرض بما قسمه الله لك وإن شاء الله سيعوضك الله فى الجنة بالحور العين جزاء على صبرك علينا
أما صديقتى البنوتة فأنى أهمس لك بأنك إذا وجدتى رجلاً يعتبرك صديقته و يحكى لك و يستشيرك فلا تتوقعى أنه يحبك أو أنه سوف يتزوجك أوبسلتلولى لا وألف لا فهذا شىء و هذا شىء آخر عند الرجال، واذا وجدت من يخبرك أنه يحبك ويذوب فيك عشقا و هياما فلا تتوقعى أيضا أن يتزوجك فهذا شىء وهذا شىء آخر، أما إذا تقدم لك أحدهم للزواج فلا تتوقعى أن يعتبرك صديقة وحبيبة وعشيقة بل أنه قد يكون فى حياته امرأة أو أكثر يقمن بهذه الأدوار ولكنه قرر أن يتزوجك أنت لحكمة لا يعلمها إلا الله وحده. ستقولين لى ولكن هذه شيزوفيرنيا!! سأقول لك هكذا هم الرجال يا حبيبتى فنحن غالبا من نحبه ،هو من نفضض معه، هو من نحارب الدنيا من أجل أن نتزوجه، هو من نستمع بحياتنا الزوجية معه، وننجب أطفالا منه. ولكنهم ليسوا مثلنا واذا كان لا يعجبك هذا فمعلش هو ده الصنف الموجود فى السوق إلا من حرم ربى، وسيبك من كلام الأفلام والأغانى، و لا تتعبى نفسك وأقفلى على قلبك حتى يوم زفافك حتى لا تتعبى كما تعبت الكثيرات قبلك.
قلب الرجل له أربع غرف، يستطيع أن يسكن أربعة نساء فيهن :)
ReplyDeleteأنا كرجل أستطيع التنازل عن أدوار الصديقة، فلي أصدقاء من الرجال أثق فيهم، وكذلك العشيقة فذلك أمر وقتي لا تدوم لذته
ReplyDeleteولكن لا أستطيع التنازل عن الزوجة الحبيبة
السلام عليكم دينا:
ReplyDeleteهذه المرة سيكون كلامي نقدًا, لي ملاحظات كثيرة لا أظن أنني سأستطيع أن أكتبها جميعًا
1- عند تقييم الرجال (أو النساء) يجب أن نقدم أمثلة إيجابية وأمثلة سلبية حتى نعرف من هم الرجال, ولكن لا يمكن أندرس عينة انتقائية ونبني عليها دراسة موضوعية, كنت أود لو أنك وضعت أمثلة إيجابية, صحيح يمكن أن تجدي بعض الجهد ولاسيما أن مصدر أخبارك هو جنس واحد وهو النساء وهذا أيضًا يقدح في علمية الدراسة فيجب لدراسة اجتماعية سليمة أن تتعدد المصادر
2- لم يعجبني وضع الرجل المتزوج الذي يريد التزوج بأخرى وصارح زوجته بهذا في نفس سياق الرجلين الآخرين الذين يمارسون الفحشاء والمنكر
3- لم يعجبني رائحة وصف الأخرى في المثال الأول بأنها "دبلون" وكأنه يتم المقارنة هنا بال"طبيبة" وهذا فيه استعلاء على المؤهلات المتوسطة ... تخيلي لو قرأت مقالم واحدة "دبلون" ... ماذا ستشعر؟
4- لم يعجبني اختيار الرقم 4 بالتحديد في وصف عدد الشخصيات التي يريدها الرجلفلا يخفى عليكي أن هذا الرقم بالذات هو عدد الزوجات التي حلل الله للرجل أن يتزوجهم كحد أقصى لحكمة يعلمها وبشروط استبطها الكثير من الفقهاء الوسطيين.
5- عدم إعطاء الأمثلة الجيدة في المقابل مع ذكر أن حافظ القرآن وإمام المسجد هم زناة قد يعطي انطباعًا أن هذا ديدن كثير من المتدينين
6- توجد عيوب عند النساء "ولاد الناس" أن معظمهن يعتبرون الثقافة الجنسية قبل الزواج رجس من عمل الشيطان وأن هذه وظيفة الرجل أن يكون ملمًا بمثل هذه الثقافة, فضلًا عن ا"ستحياء" أو بالأحرى خجل أقارب العروس (وخصوصا في المدن) عن التحدث مع العروس في حقوقها وواجباتها في الناحية الجنسية وهذا يؤدي إلى عقبات لا آخر لها تجعل الحليم حيرانا, تجعل الرجل يحدث نفسه, أليس من حل أن تكون "بنت ناس" وعندها ثقافة جنسية؟ ألابد من أن تكون بنت ناس أمية بل جاهلة جنسيًا أو تكون ساقطة خبيرة جنسيًا؟!!
صحيح أنه يوجد النوذج الأول ("بنت ناس" وعندها ثقافة جنسية) ولكنها نادرة في غالب الثقافات العربية الإسلامية
7- لم يعجبني الإسلوب "شبه التعميمي" الذي سلكتينه
ولا سيما في قولك "سأقول لك هكذا هم الرجال يا حبيبتى فنحن غالبا من نحبه ،هو من نفضض معه، هو من نحارب الدنيا من أجل أن نتزوجه، هو من نستمع بحياتنا الزوجية معه، وننجب أطفالا منه. ولكنهم ليسوا مثلنا واذا كان لا يعجبك هذا فمعلش هو ده الصنف الموجود فى السوق" وقد خففتي التعميم بقولك في نهاية هذه القطعة الدسمة الثرية بالقدح في الرجال مقال تزكية النساء بقولك "إلا من رحم ربي" ذرًا للرماد في العيون وتبرئة لضميرك
هذا ما استطعت كتابته, وصدقيني ... الموضوع أكبر من أن يُحسم بمقال ... الموضوع خطير ويهدد مجتمعاتنا ولي علة كل مصيبة هي أن الرجل شيطان في زي آدمي
أرجو أن تأخذي نقدي بروح رحبة, فما أردت إلا الإصلاح ما استطعت
السلام عليكم