تم نشرها على الجزيرة توك
http://aljazeeratalk.net/node/6968
تساءل محمد فؤاد من قبل فى أغنية شهيرة عن معنى كلمة "وطن"، وهو السؤال الذى يسأله الكثيرون ممن يعيشون فى أوطانهم أو خارجها. نجد دائمًا أسئلة نحو لماذا نحن لأوطاننا رغم كل ما قاسيناه ونقاسيه فيها؟ ما الذى يجعلنا نحزن إذا أصاب هذا الوطن أى مكروه ونسعد لو أصابه أى حدث سعيد حتى لو كان بيننا وبينه آلاف الأميال؟ ما هو الرابط السحرى الذى يجعل المهاجر الذى قضى أكثر من عشرين سنة خارج وطنه يتمنى لو رجع ليموت ويُدفن فى تراب الوطن؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تداولتها المقالات والأحاديث اليومية وحتى خواطرنا، ولكن لماذا لم يتساءل أحد من قبل عن معنى كلمة "أم"؟ لماذا لا نجد أحدا يفكر لماذا أحب أمى ولماذا افتقدها؟ لماذا لا أرضى بديلُا عنها رغم أنها قد لا تكون أجمل النساء ولا أكثرهن ثقافةً ولا ثراءًا...هل حبنا لأمهاتنا فطرى لدرجة تجعلك لا تتساءل لماذا وكيف وأين؟
http://aljazeeratalk.net/node/6968
تساءل محمد فؤاد من قبل فى أغنية شهيرة عن معنى كلمة "وطن"، وهو السؤال الذى يسأله الكثيرون ممن يعيشون فى أوطانهم أو خارجها. نجد دائمًا أسئلة نحو لماذا نحن لأوطاننا رغم كل ما قاسيناه ونقاسيه فيها؟ ما الذى يجعلنا نحزن إذا أصاب هذا الوطن أى مكروه ونسعد لو أصابه أى حدث سعيد حتى لو كان بيننا وبينه آلاف الأميال؟ ما هو الرابط السحرى الذى يجعل المهاجر الذى قضى أكثر من عشرين سنة خارج وطنه يتمنى لو رجع ليموت ويُدفن فى تراب الوطن؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تداولتها المقالات والأحاديث اليومية وحتى خواطرنا، ولكن لماذا لم يتساءل أحد من قبل عن معنى كلمة "أم"؟ لماذا لا نجد أحدا يفكر لماذا أحب أمى ولماذا افتقدها؟ لماذا لا أرضى بديلُا عنها رغم أنها قد لا تكون أجمل النساء ولا أكثرهن ثقافةً ولا ثراءًا...هل حبنا لأمهاتنا فطرى لدرجة تجعلك لا تتساءل لماذا وكيف وأين؟
أرى الأمهات من حولى سواء أمى أو خالاتى أو صديقاتى اللاتى رزقهن الله بأطفال واتعجب ما كل هذا العطاء؟ كيف يمكن لإنسان أن يتنازل عن حياته وطموحاته وأحلامه لتصبح كل أمانيه مجسدة فقط فى أولاده...أعاصر فترة حمل وولادة صديقاتى وأتساءل كيف يمكن لبشر أن يتحمل كل هذا الألم من أجل أن يعيش انسان آخر؟...تتساوى فى هذا كل الأمهات – السويات نفسيًا- سواءًا كن ملتزمات أو غير ملتزمات ... ثريات أو فقيرات.. متعلمات أو جاهلات...مؤمنات أو حتى كافرات...العاطفة واحدة والعطاء واحد والاستعداد للتضحية بلا حدود...فما هو هذا السر الذى أودعه الله فى نفوس الأمهات؟
قال أحد الأدباء يومُا "إن أفضل الوسائد هى صدر الأم"...إذن هل معنى كلمة "أم" هو الراحة والسكينة؟ هل هو الوطن الذى لا تجد نفسك إلا فيه؟ أم هو العطاء بلا حدود وبلا انتظار لأى مقابل مادى أو حتى معنوى..كنت دائما ما أسأل أمى قبل عيد ميلادها أو قبل عيد الأم عن الهدية التى تريدها...ودائما ما كانت تقول نفس الإجابة..."هديتى الوحيدة أن أراكم فى سعادة" ودائما ما كنا نتأمر أنا وأخوتى لنحضر لها الزهور والهدايا فنرى الفرحة فى عينيها التى سرعان ما تخفيها لتعاتبنا على إسرافنا...والغريب أن معظم أمهات صديقاتى كن يفعلن المثل..دائمُا ما تقلن لا نريد شيئا فى الدنيا سوى سعادتكن..والأعجب أنك إذا سألت اامغتربين عن رد فعل أمهاتهم عند سفرهم ستجد معظمهم يقول أن أمهاتهم هن من شجتعهم على السفر بل أن معظمهن استدان وبعن مصاغهن من أجل أن تساعدن أولادهن على مصاريف السفر..ولم يفكر معظمنا أن هذا التشجيع يخفى وراءه سياطُا من ألم الفراق..عرفنا بعدها عندما مرضت أمهاتنا عندما تجرعن كأس الحرمان ورأينهن وهن يهرمن عشرة أعوام فى عام واحد...ورغم كل ذلك لا تتطلبن منا العودة فكل ما يريدنه هو سعادتنا فقط..فهل تعنى كلمة "أم" إنكار الذات؟ وإلى أى حد من الممكن أن ينكر الإنسان ذاته حتى لا ينتظر كلمة شكر ممن حوله أو حتى يضحى ألا يكون بجوار حبيبه من أجل سعادة هذا الحبيب؟
من الطبيعى أن تشعر بالامتنان لشخص إذا قام بالتكفل بطعامك وشرابك يوميُا لمدة تسعة أشهر، ولكن من غير المعتاد أن يمتن لك هذا الشخص أو يحبك كل هذا الحب بينما هو الذى يعطى...هل حب الأم مشابه إلى حد ما لحب الله لنا؟ فالله تعالى يسبغ علبنا من نعمه ليلًا ونهارًا والطبيعى أن نمتن نحن للعاطى الواهب ولكننا نجد الله تعالى هو الذى يتودد إلينا وهو الذى يغفر لنا زلاتنا وهو الذى يرزقنا على ما نحن فيه من الغفلة والمعصية وأحيانًا الجحود..لذلك لم يكن من العجيب أن يضرب الله تعالى مثلُا برحمته بالأم فعن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جعل الله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه".
فهل ضرب الله مثلا للرحمة التى أنزلها فى قلوب عباده برحمة الأم لأنها أوضح مثال على الأرض للرحمة، أم لأنها أقرب الشبه برحمته سبحانه وتعالى بعباده؟ وإذا نظرنا إلى كلمة الرحمة ذاتها نجدها مشتقة من "الرحم" وكأن هذا الرحم الذى حمل الجنين لمدة تسعة أشهر هو مستودع الرحمة فى الأرض التى هى فى الأساس جزء من رحمة المولى عز وجل...فهل يمكننا الآن أن نعرف كلمة "أم" على أنها "رحمة" أم نعرفها على أنها "نعمة" من المولى عز وجل حتى نهتدى إليه عندما نرى حب الأمهات ورحمتهن بصغارهن؟ أم تُرانا لا نجد تعريفُا لكلمة "الأم" سوى أنها فقط "أم" ؟
إهداء إلى أمى فى عيد ميلادها...دينا سعيد... 20- 12 - 2010
تعبيرك في قمة الروعة وانتقائك للكلمآت في غاية الجمال الأم هي رحمة ونعمه من عند الله اللهم أحفظ أمهاتنا من كل مكروه وأجعلهم في الفردوس ,,,يآآرب
ReplyDelete