Search This Blog

Tuesday, December 7, 2010

إطفاء حريق إسرائيل...هل هى انسانية أم شىء آخر؟

ملحوظة: تم نشرها مع بعض التعديلات على الجزيرة توك

http://aljazeeratalk.net/node/6916
  
سارعت تل أبيب بالاحتفاء بالمساعدات التى قدمتها مصر واﻷردن وتركيا فى إطفاء الحرائق المشتعلة فى جبال الكرمل. وحسب ما نقلته وكالات اﻷنباء فإن إسرائيل اعتبرت هذه الخطوة دليلا على حسن النية من جانب هذه الدول، وبالتالى بددت كل مخاوفها من عدم جدية مصر وتركيا فى السلام بحسب ما نشرته وثائق ويكيليكس

وعلى الصعيد الشعبى انقسمت الآراء لثلاثة اتجاهات أساسية:
 
فكان هناك من رأى أنه هذا عمل انسانى بحت ودافع بقوله أن لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم موجودا بيننا لما تركهم يحترقوا والدليل زيارته صلى الله عليه وسلم لجاره اليهودى فى مرضه على الرغم من أنه كان يلقى القذورات أمام منزله عليه الصلاة والسلام ودافع هولاء عن مبدأهم بكثير من تعاليم الإسلام السمحة ومنها الآية الكريمة " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". ولكن هل كان جار النبى اليهودى محاربًا له؟ كان مؤذيًا نعم ولكنه لم يخطف الحسن والحسين على سبيل المثال ويذبحهما، نحن بشر ولسنا ملائكة والرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أمر بقتل هند بنت عتبة التى أوعزت لوحشى بقتل عمه سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ثم عفا عنها صلى الله عليه وسلم بعد إسلامها وتوبتها...فهل تاب الصهاينة عن قتل الفلسطينين حتى نعفو عنهم ونساندهم؟


الرأى الثانى بدا متحفظًا تجاه ما حدث ولكنه يرى أن هذا ما تنص عليه اتفاقات السلام الموقعة بين هذه الدول واسرائيل وأن هذا من باب أولى الوفاء بهذه الاتفاقات طالما وقعنا عليها وقبلنا بها - ولا علم عندى بصحة المعلومة أن اتفاقات السلام تنص على مساندة إسرائيل فى حالة الكوارث الطبيعبة- وإذا كان اﻷمر كذلك فلماذا هذه الاتفاقات من جانب واحد؟ فنحن لم نسمع من قبل أن إسرائيل ساندت مصر  فى أى كارثة طبيعية أو بشرية.
 

غزة أثناء عملية الرصاص المصبوب من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009

أما الرأى الثالث وهو اﻷغلبية فكان رافضا تماما لما حدث متهمًا هذه الحكومات بالعمالة والخيانة أو فى أخف التعليقات بانعدام الرؤية ..ودافع هولاء عن منطقهم بأنه لو كان هذا من باب الإنسانية فلماذا لم تظهر الإنسانية هذه مع غزة أثناء عميلة الرصاص المصبوب؟ أو لم تظهر فى فيضانات باكستان أو زلازل هاييتي أو حتى فى إنقاذ المصريين أنفسهم الغارفين فى عبارة السلام 98 أو  المحترقين فى قطار الصعيد؟ أليس من الغريب أن تكون إنسانًا مع عدوك فقط ولا يطرف لك رمش عندما يصيب مُصاب أهل بيتك وأبناء ملتك وعروبتك؟! 
 




وكان من أعنف ردود الفعل هذه مقال نوارة نجم فى الدستور الذى استخدمت فيه بعض اﻷلفاظ النابية معربة عن نظرة حكامنا لنا كشعوب. وهو مقال عبر عن بعض السخط الذى تعيشه هذه الشعوب خاصة بعد تسريبات ويكيليكس وما شاب انتخابات مجلس الشعب فى مصر. هذه الحالة نستطيع أن نلمسها فى انتشار الاكتئاب واليأس بين قطعان عديدة من الشباب وخاصة فى مصر حتى عبرت عنه أحدى المقالات فى جريدة الشروق  باكتئاب ما بعد الانتخابات.
 
وكان من أطرف ردود الفعل على عمليات نجدة إسرائيل وأوجعها تعليق أحدهم بأنه تصور أن القوات الجوية المصرية تحالفت مع اﻷردن وتركيا مستغلة ظروف الحريق لتدخل إسرائيل وتحرر القدس....فقد عبر هذا التعليق ببساطة عن التناقض بين الحلم الذى تحلمه الشعوب العربية والإسلامية فى أن ترى يومًا جيشًا موحدًا يحرر فلسطين وبين تصرقات قادة هذه الشعوب التى تستغل الفرص لتمد جسور الصداقة وتؤكد أواصر المحبة بينها وبين الشعب الإسرائيلى الشقيق المغتصب ﻷرض شعب لا يعيننا فى أى شىء....وهذا ما عبرت عنه أحدى مقاطع الفيديو على يوتيوب بعنوان موتوا يا أطفال غزة فلن نحزن عليكم ويتضمن الفيديو صورا مختلفة ﻷطقال غزة القتلى يتخلله بعض الكلمات بأن هولاء لو كانوا صينيين أو أمريكان لكنا هبنا لنجدتهم...وﻷن الفيديو قديم فلم يتخيل صانعه  أن يأتى اليوم الذى تُرسل فيه الطائرات الجوية الممولة من ضرائب الشعوب العربية والإسلامية لإنقاذ أطفال إسرائيل فى الوقت الذى يعيش فيه 40 % من سكان  أحدى الدول المشاركة فى عمليات الإنقاذ تحت خط الفقر

والسؤال الذى نطرحه الآن هو  هل من الممكن أن يأتى  اليوم الذى يتحقق فيه الحلم الشعبى العربى والإسلامى ونرى جيشًا موحدًا يهب لنجدة الضعيف وإغاثة الملهوف فى بلادنا كما رأينا طائراتنا وهى تهرول من أجل إغاثة أبناء عمومتنا؟ وهل ستُرانا يومًا نرى أسراب الطائرات وهى تتقدم من أجل تحرير اﻷقصى واستعادة القدس؟  هل سيتحقق الحلم يومًا ؟ وكيف؟

No comments:

Post a Comment