Search This Blog

Monday, February 20, 2012

عيش بالأمل


عندما كنت فى السنة الأولى الجامعية انضممت لأسرة رسالة فى الكلية وكنا وقتها نزور دور الأيتام الخارجية ونشعر بالعجز عن معالجة الوضع المتردى هناك ومن هنا جاءت فكرة أن نبنى دار الأيتام الخاص بنا خاصة مع تبرع قريب ﻷحدى الطلبات بقطعة أرض
فيصل

أتذكر أنى كنت أتكلم مع زملائى فى المدرج وأدعوهم للانضمام لرسالة وأقول لهم أننا سنكون جميعة خيرية ونبنى دار أيتام ...وكان رد الغالبية العظمى "أنتم ...بتهرجوا؟" "شباب 18 سنة وتبنوا دار أيتام" "دى حاجة كبيرة قوى صعب قوى أنها تتعمل وأنكم تقدروا عليها"

أنظر الآن لرسالة وقد امتد فروعها فى جميع أنحاء مصر فى خلال 13 عام وأقول سبحان الله لو كنا استمعنا للكلام الهادم وقتها لم
نكن لنعمل فرع فيصل والذى انتشرت بعده سلسلة فروع رسالة


والآن أتذكرأن  يوم 22 يناير 2011 وضعت صورة بروفيل دعوة ل25 يناير وقلت أنها بداية النهاية لحكم مبارك وقابلت نفس الكلام: لن يحدث ...أنتم بتحلموا! مبارك أكبر من أن توقعه مظاهرة مهما كان حجمها!! مفيش فايدة

وبقراءتى لكتاب وائل غنيم فكرت أنه لو كان استسلم أيضًا لكل التعليقات التى صاحبت كلنا خالد سعيد من اتهام بالعمالة واشاعة الفوضى إلى "مفيش فايدة" أكيد كان وائل قفل الصفحة من أول يوم

والغريب أن لسه فى ناس كتير برضه بتقول "مفيش فايدة"....أنا عارفة أن الوضع صعب وسيطرة العسكر وأداء مجلس الشعب الذى لم يكن على قدر الطموحات ولكن مهما يكن الوضع صعبًا هو أفضل من عصر مبارك وقطعًا أفضل مما كان سيكون عليه الوضع فى عهد جمال ومرشحي الرئاسة كلهم بما فيهم عمرو موسى وأحمد شفيق (مع اعتراضى الشخصى عليهما) أفضل من جمال مبارك بكثير ..على الأقل أى رئيس سيأتى لن يتصرف فى البلد كأنها عزبة السيد الوالد ...فقل لى لماذا ترى أن "مفيش فايدة"؟

لماذا لا ترى الجانب المضىء وهو أننا فعلا نتغير للأحسن؟
ربما بخطوات بطيئة ..ربما ليس كنا  نأمل ولكننا والحمد لله حققنا الكثير  والحمد لله مما لم نكن نحلم به أصلًا قبل الثورة


هل تعتقد سيدى الفاضل أن جمعية رسالة مثال لجنة الله فى أرضه كما يصورها الإعلام؟..أسأل أى متطوع فى رسالة وخاصة الناس القديمة سيقولون لك عن مشاكل لا تحصى وهناك فعلا من ترك الجمعية والعمل التطوعى كله بسبب هذه المشاكل..ولكنى أحاول كلما ازدادت المشاكل أن اتخيل ماذا لو لم توجد رسالة؟ وأنسى اليأس بمجرد أن أتخيل أى بنت أو ولد عندنا فى مكان الأولاد التى كنا نراهم فى دور الأيتام الآخرى وما كانوا يلاقونه من سوء معاملة يفوق الوصف
عندها أقول أن الأمر ليس بهذا السوء الذى يصوره لى عقلى أو الشيطان..أنها حقًا ليست ما كنت أحلم به وأتمناه ولكنه أفضل بكثير مما كان سيكون عليه الوضع بدونها

أن الأمر يبدو لى غريبًا حقًا ...وكأن لديك حلم صعير جدًا تشك أنت نفسك فى إمكانية تحقيقه فإذا فتح الله عليك وأعطاك فوق ما كنت تحلم به مع بعض المشاكل والصعوبات شعرت باليأس والإحباط وقلت مفيش فايدة..بدل أن تشكر الله على نعمته وتكمل طريقك ليفتح الله عليك أكثر وأكثر..هل هو عيب فى التخطيط وعدم امتلاك المرونة الكافية لتغيير الخطة على حسب الظروف؟ أم هى قصر نفس؟

أوعى تصدق أن فى حد بيكون عارف بالظبط هو رايح فين لما بيبدأ أى عمل...ففى رسالة عندما أنشأنا أسرة الكلية لم نكن نحن ولا دكتور شريف نتخيل أن نحولها لكيان خارج الكلية وعندما بنينا فرع فيصل لم نخطط أنه خلال 10 سنوات سنتوسع بالشكل الذى حدث...وعندما أنشأ وائل غنيم "كلنا خالد سعيد" كان يفكر فقط فى الانتصار لشخص مظلوم ولم يكن هناك أى تخطيط أن يحدث ما حدث فيما بعد وأن تكون الصفحة موجهة للثورة وداعية لها

التخطيط مهم بالطبع ولكن صعب قوى أن تضع خطة لحياتك محددة تلتزم بها ولا تحيد عنها...هناك عوامل كثيرة قد تجعل الخطة تتغير للأسوأ أو الأحسن هناك بركة ربنا التى تحل على عملك كلما كانت نيتك خير فيوفقك الله لما لم تكن تحلم به..هناك معوقات كثيرة قد تحدث فى الطريق قد تجعلك تغير من خطتك أو طريقك

خطط سيدى الفاضل لحياتك ولكن

1) استحضر نيتك فى كل مرحلة من مراحل الخطة

2) أحلم حلم كبير وتأكد إن الله تعالى سوف يوفقك له

3) لا تستلم للأصوات السلبية داخلك أو خارجك..مفيش حاجة اسمها مفيش فايدة

4) تحلى بالمرونة التى تجعلك تكبر حلمك أو تعدله حسب ما يتيسر لك

5) وجود مشاكل أو ظهور عيوب لا تعنى فساد الحلم أو فساد الفكرة بالكلية
تخيل ما الذى يمكن أن يكون عليه الوضع بدون هذا الحلم لترى الجانب المشرق

6) لتعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا فانتظر الأجر فى الآخرة وليس فى الدنيا

دينا سعيد
20-2-2012

No comments:

Post a Comment