:(
الفكرة ببساطة أنك لو تابعت معظم ما كتبه الأصدقاء فى الأيام الأخيرة من رمضان ستجد معظمهم فى خوف شديد من البعد عن الله بعد رمضان وعدم الثبات على الطاعة، وهذا يرجع لخبرات فى رمضانات سابقة...كل سنة ربنا يوفقنا لبعض الطاعات فى رمضان من صيام وقيام وقراءة قرآن وصدقات وبعد رمضان بشوية
فششششش
ونتقابل رمضان القادم إن شاء الله لو كان فى العمر بقية
لن أكرر كلام معظم الشيوخ من ضرورة الثبات على الطاعة ولكن أريد أن أشرح نظرية بسيطة اختصرتها فى الرسم التالى
Believer's state diagram
State diagram
هو رسم توضيحى للانتقال من حالة إلى حالة...فلنتخيل أن الطريق بيننا وبين الله على شكل سلم...وكل طاعة تجعلنا نصعد هذا السلم درجة وكل معصية تجعلنا نهبط منه درجة
فالذى يحدث فى حالة الطاعة أن تكون "ثمرة الطاعة طاعة" بمعنى أن غالبًا أنت بعد عبودية رمضان مهيىء لمزيد من الطاعات
فلو واظبت على هذه الطاعات تزداد ارتقاء فى سلم العبودية وهو الموضح فى الدائرة التى على اليمين
ثم يحدث أن يصيبك زيغ من الشيطان أو يدخل عليك هوى النفس فيُزين لك معصية ما ..فهنا تنتقل إلى الدائرة التى على اليسار
ولأن ثمرة المعصية معصية...فهذه المعصية يتبعها معاصى آخرى فتستمر فى الهبوط على الدرج ليصل بك الحل إلى
فششش
لذا فإذا أردت ألا تصل لفششش هذه فلابد أن تلحق نفسك بدرى بدرى
بمعنى أنه إذا فعلت معصية تتوب سريعًا وتعمل حسنة بسرعة
ولأن الحسنة بعشرة أمثالها فهى فقط لن تمحى السيئة بل ستجعلك ترجع إلى حالة الصعود مرة آخرى
وستهئيك إلى مزيد من الحسنات عن طريق "ثمرة الطاعة طاعة
مثال توضيحى:
راحت عليك نومة ولم تصل صلاة الفجر...فى ناس اليوم عندها بيقفل على كده ويصيبها الاكتئاب والألم لدرجة أنها ممكن تأخر صلاة الظهر كمان ولا تصليها هى أيضًا
الرسول (ص) قال من نسى صلاة أو نام عنها فلييصلها إذا ذكرها
خد بالك من "الفاء" هذه من أجل السرعة
بمعنى أن تصلى الفجر قضاء على طول
طيب أين اتبع السيئة الحسنة تمحها؟
ممكن تصلى الضحى أو تصلى سنة الظهر أو تنوى صيام اليوم أو غدًا أو تخرج صدقة أو تقعد تقرأ قرآن لو صفحة
هتلاقى نفسيتك أفضل وسيختفى الشعور بالذنب مما يجعلك تواظب على مزيد من الحسنات
طيب هل معنى هذا أن كل يوم لا أصلى الفجر ومش مشكلة هأعمل حسنات
هنا دخلنا فى مشكلة آخرى وهى الإصرار على الذنب
مثل من تترك الحجاب مثلا وتصلى كل الفرائض وربما السنن
فى هذه الحالة تكون واقف على سلمة واحدة
تعمل طاعة فتتطلع سلمة
ثم تعمل معصية فتنزل نفس السلمة
وبعدين طاعة تتطلع سلمة
ثم معصية تنزل نفس السلمة
عمال تتنقل من اليمين للشمال ومن الشمال لليمين رايح جاى
حتى يدركك الموت فى أيهما وتتوقف الحياة
وفى المقابل ستجد حد تانى بيعمل طاعة كبيرة ومواظب عليها مثل كفالة يتيم أو تحفيظ القرآن...هذا الشخص فى حالة صعود مستمر
بسبب هذه الطاعة الكبيرة حتى لو كان يعمل ذنوب صغيرة
ولكن طاعته هذه تجعله لا يهبط من الدرج بشدة ولا يصل إلى
فشششش
:)
طب نعمل إيه؟
أول حاجة تفكر فى قوله (ص): "أحب الأعمال إلى الله أدوامها وإن قل"
حاول تضع خطة لعبادتك بعد رمضان...الزم نفسك بأشياء يومية وأشياء أسبوعية وأشياء شهرية
مثلًا ربما كنت تعجز أن تقوم الليل 8 ركعات فى الليلة ولكن أتعجز على قيام ركعتين فى عشر دقائق
أو أن تجد ساعة فى الأسبوع لتقوم فيها الليل ولو يوم أجازة؟
مثلًا قد تعجز على قراءة جزء كل يوم ولكن أتعجز على قراءة ربع من القرآن يوميًا فى عشر دقائق
قد تعجز عن صيام اثنين وخميس باستمرار ولكن أتعجز عن صيام يوم فى الشهر
فكر: لا تترك الصيام والقيام والقرآن كلية لتلاقهم فى رمضان القادم
وتذكر ثانية أن: ثمرة الطاعة طاعة وأن ثمرة المعصية معصية
وأنه لن يشاد هذا الدين أحدًا ألا غلبه فأوغلوا فيه برفق
أعاد الله علينا رمضان أعوامًا كثيرة ورزقنا وإياكم الثبات والقبول
دينا سعيد
19-8-2012
ملحوظة: من باب إرجاع الحق ﻷهله نظرية السلم تعلمتها فى مسجد الحصرى فى أحد دروس الأستاذ "محمد حامد" نسال الله له الهداية
سلمت يداك يا دينا، حأستعملها النهاردة في الحلقة:) جزاك الله خيراً
ReplyDelete