Search This Blog

Monday, November 29, 2010

أسيبك لمين


أغنية جديدة للشاعر جمال بخيت أحببت أن أشاركم بها


أهاجر وأسيبك لمين
ولسة صبية ونيلك حزين
ولسة لبكرة ماليكي الحنين
أسيبك لمين ؟
ومين راح يرد لتاريخك صباه
ويمشي طريقك لآخر مداه
ومين من حياته يجيب لك حياة
ومين راح يكبر في وقت الصلاة
ومين يبقى مغرم بحبك صبابة
ومين يحمي طيبتك يا أم الطيابة
ومين يبقى ضلة في شمس الغلابة
ومين يبقى شوكة في حلق الديابة
أسيبك لمين ... أسيبك لمين ؟



عندما سمعتها فكرت أن الكثيرين ممن يعيشون فى مصر
اختاروا الهجرة وإن كانت هجرة معنوية
بمعنى أنهم لا يهتمون ألا بأنفسهم وحياتهم
أما ما يحدث فى البلد فلا يعنيهم من قريب أو بعيد
وتعبهم وجدهم فى أعمالهم أيا كانت هو فى النهاية
أيضا لأنفسهم ولأولادهم
من يأتى؟ من يحكم؟ ماذا يحدث؟
غير مهم على الأطلاق
هم يدورون فى فلك أنفسهم
ولا يعرفون أنهم بهذا الاختيار
قد اختاروا الشقاء لأنفسهم وأولادهم
وكما قال إبراهيم عيسى ذات مرة
الكل بيقول أنا ماشى جوه الحيط
وبأربى العيال لكن المشكلة أن العيال بتطلع فى الآخر مش متربية

وهناك من هاجر جسديا خارج مصر 
لكنه لم يهاجر معنويا فما زال يحاول أن يصلح
ولو من بعيد 
وما زال يحاول أن يكون شوكة فى حلق الديابة
وما زال يرفض أن يتمتع بحياته ويترك أهله فى ضنك
ما زال يضع بلاده نصب عيناه
وما زال يبنى مستقبله طمعا أن يأتى اليوم الذى 
يفيد فيه بلاده بما يفعله
هو يدرك أنه لن يكون أبدا هذا السائح
الذى ينزل بلده كل عام ليتمتع بشمسها آثارها
ويأكل المحشى والكباب
ثم يعود من حيث أتى
يعيش بلا جذور وبلا هوية

يتألم ويتعذب وهو يقرأ يوميا ما يحدث فى وطنه
يحاول أن يفعل شىء حتى وإن لم ير أى أثر له
فعزاؤه الوحيد أنه يحاول
هو يعلم جيدا أنه مهما حدث لن يستطيع
أن يسيبها
لأنه لو سابها هيسبيها لمين

Sunday, November 14, 2010

عندما يأتى العيد

فى الساعة السابعة من يوم الثلاثاء ستشرق الشمس الدافئة على ضفاف النيل فى بلدتى دمياط
  عندها ستفتحون أعينكم وتلبسون ثياب العيد البهية وتتعطرون بأجمل العطور
ستجتمعون مع الجيران وتذهبون معًا فى طريقكم لصلاة العيد
وفى الطريق ستجدون المئات من الكبار والشباب والأطفال يسيرون فى إتجاه المسجد
كلُ فى ثياب العيد المزخرفة المزركشة بكل الألوان والأشكال
 ستجدون بائعى البلونات والطراطير والزمامير والفشار والأيس كريم
الكل يبتسم، الكل سعيد...ناسيا أو متناسيا همومه ومشاكله ولو فى يوم العيد

 وفى المسجد ستقابلون كل أفراد العائلة والأصدقاء و زملاء الدراسة والعمل والجيران السابقين
كل من فى المسجد تعرفونه بطريقة أو بآخرى
تتوالى الأحضان والقبلات والسؤال عن الأحوال
ستدور البنات الصغيرات لتوزع الحلوى على الكبار والصغار
والكل يقول
(ربنا يعود الأيام بخير)
من لم تتزوج بعد سيدعى لها كل من يراها
(وإن شاء السنة اللى جاية تبقى فى بيت جوزك)
ومن لم تنجب بعد ستسمع
(والعيد الجاى يا رب يكون كده ربنا جابر خاطرك ومعوض عليكى بالذرية الصالجة)
والتى ما زالت تدرس فى ثانوية عامة سيدعى لها الكل أن تدخل العيد القادم الكلية التى تريدها
 ثم تقول بعض السيدات العجائز
(بلا شهادات بلا وجع قلب هم اللى أتعلموا خدوا إيه؟)
فى إشارة إلى هولاء اللاتى تعلمن فى كليات قمة ولم تتزوجن بعد
ستبتلع المسكينات الكلام فى صمت وتنحدر من أعين أمهاتهن بعض الدمعات
ولكن سيتدارك الجميع الموقف، فاليوم يوم عيد وليس يوم ألم ودموع
(والله هيجى لها عدلها، هى بنتك بس اللى كده؟، وبعدين هم اللى أتجوزا أخدوا إيه غير وجع القلب؟)
يضحك الكل فواضح أنه لم يأخذ أحد أى شىء لا من تزوج ولا من تعلم

ثم يكبر الإمام فتصطفون للصلاة التى ما أن تنتهى حتى يبدأ الجميع بالكلام والرغى
(شفتى بنت خالة مراة أخو جوزى عملت إيه؟)
وينادى أحد الرجال
(يا ستات بلاش دوشة بيوت الله لها احترامها)
ينهى الخطيب خطبته فى عُجالة وتبدأ حملة آخرى من الأحضان والقبلات والأدعية والوعود
(عاوزين نشوف بعض دايما، مش معقولة مش بنتقابل غير فى المناسبات)
ثم تجتمع كل عائلة حول ذبيحتها فى السطح أو الشارع أو منور العمارة
ويتبارى أولاد العائلة فى محاولاتهم المستمية لإمساك العجل أو الخروف
حتى ينجحون فى بطحه أرضًا ليذبجه الجزار ويرتفع صوت الجميع الله أكبر
وتدور صوانى سندوتشات الكفتة والكبدة التى يلتهمها الكل وهم يشاهدون دماء الأضحية
ويبدأ الكبار فى تقطيع اللحوم وتوزيعها على أكياس مكتوب عليها اسم كل عائلة
وترتفع التوصيات
(متنسوش فلان عاوز حتة من الكوراع وفلانة عاوزة المنديل)

وبينما ينهمك الكبار فى التوزيع، ينزل الشباب والأطفال ليشاهدوا أحدى المسرحيات الكوميدية
وترتفع الضحكات وتجلل فى المنزل
رغم أنها قد تكون المرة العاشرة التى يشاهدون فيها نفس المسرحية
           ثم يتناولون الغذاء من الفتة والرقاق والكوراع فيكبس الأكل على أنفاسهم لينامون قليلا
فما زال أمامهم ليلا حافلا بالفسح وزيارات الأهل والأصدقاء

  وفى أثناء نومهم، تغرب شمس المحروسة من على ضفاف النيل
عندها تحين الساعة السابعة صباحا فى كالجرى لاستيقظ فلا أجد شمسًا مشرقة ولا نيلًا دافئًا
أنظر من النافذة،  فأجد الثلوج تغطى كل شىء واكتشف أن اليوم عيدًا
ولكنى لا استطيع أن أذهب لصلاة العيد فى المكان البعيد المخصص لها فى هذا الجو القارس
ارتدى الجاكيت الأسود الثقيل والبوط الأسود الذى يخنق قدمى والكوفية والقفازات وأذهب للجامعة
 يا إلهى إن هذا اللون الأبيض للجليد كافيا أن يبعث الاكتئاب داخل أى انسان
إن عندى بعض الاجتماعات والمحاضرات
وخلال يومى أقابل وجوهًا تبتسم لى
وجوهًا أعلم أنها تخفى وراء ابتسامتها جبالًا من الكراهية والحقد
أعلم أنها تتحين لى الفرص لأخطأ أو أضعف لتبرهن أن هذا المكان ليس مكانى
وأنه الأفضل لى ولكل المسلمين والعرب أن نرجع إلى بلاد النوق والجمال
(يا الله ألا يمكن أن تختفى هذه الوجوه على الأقل يوم العيد)

أرجع لمنزلى بعد معارك القط والفار وألاعيب السحرة والحواة
أنظر إلى تليفونى الذى لم يرن سوى عند مكالمة أمى وأبى فى الصباح
 كم كنت أود أن يكلمنى أيًا من أهلى أو أصحابى
ولكن يبدو أن الجميع مشغول بالعيد...أظل ألتمس الأعذار لهذا ولذاك
وأجد الساعة قد قاربت على منتصف الليل فى مصر، فأخاف أن ينامون قبل أن أسمع صوتهم يوم العيد
فأظل أكلمهم واحدًا تلو الآخر ،
 الكل يبدو صوته سعيد بمكالمتى، الكل يبدو مشتاق لى، الكل يدعو لى
وأنا أدعو للجميع، وكالعادة لا أجرؤ أن أعاتب أو أناقش عدم سؤالهم على

ألا يكفى أنهم يحبونى كما يبدو من صوتهم؟، حتى وإن لم يكونوا يتذكروننى وسط فرحتهم بالعيد
أحاول أن أقنع نفسى بكلام أمى أنهم كانوا سيتصلون ثانى أو ثالث أو رابع يوم العيد
ولكنى أنا من بادرت بالاتصال
ابتسم لساذجتى فقد جربت من قبل ألا أكلم أى أحد حتى آخر أيام العيد، ولم يتذكرنى أحد
   وأيضًا التمست الأعذار، وكلمتهم فى النهاية
وقررت بعدها ألا أعرض نفسى لهذه التجربة القاسية مرة آخرى
لن انتظر حتى يسأل فلان أو علان، سأبادر أنا بالسؤال
وكهذا بعض الناس يظلون هم من يمدون دائما حبال الود ليس عطاءًا منهم بل فى معظم الأحيان خوفًا من الرهان على من يحبونهم

إنى أشعر بالجوع الشديد فالساعة الآن الرابعة مساءًا وأنا لم أتناول شيئًا من الصباح
 أقررأن أطبخ رقاق باللحمة المفرومة وفتة فى محاولة بائسة لاستعادة أى من مظاهر العيد
وعندها اكتشف أن دموعى وحدها تكفى أن تكون بديلا لشوربة الفتة
وأشعر أن مرارة الغربة فى العيد لا يمكن أن يزيلها أى طعام مهما كان شهيًا
فأتناول طعامًا لا يسمن ولا يغنى من جوع، وأتساءل
هل يختلط الأمر على المخ فلا يفرق بين إحساس الجوع الحسى وإحساس الجوع المعنوى؟

أجلس على الأنترنت باحثة عن مسرحية كوميدية فلربما قضت الضحكات على بعض الدموع
ولكنى لا أسمع طوال المسرحية ألا صدى ضحكاتى مع أخوتى عندما كنا نشاهدها سويا فى أحد أيام العيد
وأخيرًا لا أجد أمامى سوى إذاعة القرآن الكريم أسمعها من على الأنترنت لينساب صوت عبد الباسط عبد الصمد
(إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى ميعاد)
فاتنهد وأقول يا رب

انتبه لقد قاربت الساعة عندى على منتصف الليل لابد أن أنام لاستعد ليوم عمل جديد
وبينما أغلق عينى، تفتحون أنتم أعينكم لتستعدون للاحتفال بثانى أيام العيد

بقلم دينا سعيد
14 - 11 -2010

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
@My friends:
لا تقلقلوا علي فالمقال لا يعبر عنى بالكلية بل هو خليط بين مشاعرى ومشاعر بعض أصحابى فى الغربة مصحوبا ببعض الخيال

ملحوظة فى 2012: رغم أن العيد هذا العام يوم جمعة إلا إنه يوم عمل فى أوروبا وأمريكا
الحمد لله أن ثانى يوم أجازة

Friday, November 12, 2010

أنت والكواكب

كلنا نعلم أن الله تعالى أرسل لنا كتابين: الكتاب المقروء وهو القرآن الكريم والكتاب المنظور وهو الكون. كنت أظن أن الكتاب المنظور هدفه أن نتأمل إبداع الله فى خلقه وبذلك يزداد يقيننا فى وجوده سبحانه. ولكن تبين لى أن هناك هدف أسمى من ذلك وهو تأمل قوانين الكون والحياة ثم ربطها بحياتنا وعلاقتنا بالله تعالى. والفضل فى هذا التأمل الجديد يرجع إلى مقالات د. أيمن الجندى فى المصرى اليوم ومقالات المهندس أحمد كمال http://cleardeepthinking.blogspot.com/

مثلًا كلنا يعلم أن الأرض تدور حول الشمس، ولكن لماذا تدور حول الأرض حول الشمس ولا يحدث العكس؟ ولماذا أصلا تدور الأرض؟ لماذا لا تقف ثابتة؟ستقول لى أن الأرض تدور حول الشمس حتى يحدث تعاقب الفصول الأربعة.

لكن هذه هى النتيجة وليس السبب!!

فى الواقع أن قوانين نيتون للحركة هى التى فسرت حركة الأرض والكواكب. فالقانون الأول يقول ببساطة أن كل جسم ساكن أو متحرك بحركة منتظمة يستمر فى سكونه أو حركته ما لم تؤثر عليه قوة خارجية. فمثلا إذا كان لديك كرة ساكنة ستظل ساكنة حتى تدفعها مثلًا. 

وكذلك الأرض وبقية الكواكب فى الأصل ثابتة ولكن بسبب قوة جذب الشمس لها دارت فى فى مسار بيضاوى
Ellipseحول الشمس


ولكن قانون نيتون الثالث الذى نحفظه جميعا يخبرنا أن لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الإتجاه.. إذًا فالمفروض أن هناك قوة تجعل الأرض تجذب الشمس كما تجذب الشمس الأرض كرد فعل عكسى ، وهذه القوة يجب أن تدفع الشمس للحركة. ولكن لماذا لا تتحرك الشمس أيضا؟ 

فى الواقع أن الشمس تتحرك ولكنها حركة بطيئة جدا غير ملحوظة وذلك لأن كتلة الشمس أكبر بكثير من كتلة الأرض حوالى 2 مليون ضعف، وطبعا كلما زادت كتلة الجسم زادت قوة جذبه...تخيل قوة جذب قاطرة لسيارة 128 مقابل قوة جذب السيارة للقاطرة. 
ولذلك قوة جذب الشمس للأرض أكبر بكثير من قوة جذب الأرض للشمس لأن الشمس أكبر بكثير من الأرض، فتكون النهاية أن الأرض هى التى تتحرك وليس العكس

لكن لو رجعنا لمثال القاطرة لوجدنا أن السيارة تتحرك فى إتجاه القاطرة ولا تدور حولها، فلماذا إذًا تتحرك الأرض فى مسار بيضاوى ولا تتحرك فى اتجاه الشمس لتتلصق فى النهاية بها أو تتحطم على سطحها؟

وذلك لأن قوة آخرى داخل نابعة من الأرض وهى المسماة بالقوة الطاردة المركزية التى هى من القوة بحيث تتعادل إلى حد ما مع قوة جذب الشمس للأرض فتحافظ على الأرض فى مسارها 


خلصنا حصة الفيزياء...ندخل على حصة الدين:) :)

ما تطبيق قوانين الحركة هذه وحركة الشمس والكواكب على حياتنا نحن كبنى آدمين؟

هل فكرت من قبل فى قوله تعالى
"وكلٌ فى فلك يسبحون"

أنت وأنا وكل مخلوقات الله تعالى تدور فى أفلاك...ربما كان التفسير الأولى أننا ندور فى فلك حول الشمس مع الأرض
فى أثناء دورانها حولها ولكن ربما كان هناك معنى أبعد من ذلك

مبدئيا هناك قوتان عكس بعض فى هذا الكون، قوة الخير وقوة الشر أو لنقل قوة الإيمان وقوة الشيطان. وكلما زادت قوة الإيمان داخل الإنسان، كلما زادت وسوسة الشيطان له لأنه يستفزه بإيمانه كرد فعل عكسى لقوة الإيمان بداخله.
ألم تلاحظ انك كلما هممت بعمل طاعة، تجد شياطين الجن -و معهم شياطين الإنس الذين يوسوس لهم شياطين الجن- يثنوك عنها ويجذبوك إلى معاصى كثيرة ربما لم تكن تخطر ببالك؟

فهذه هى قوة الشيطان التى تزيد كلما زاد إيمانك الذى فى حد ذاته يزداد مع كل طاعة تقوم بها ويقل مع كل معصية تقترفها

لذا فلنعتبر أن المؤمن هو الشمس والشيطان هو الكوكب الذى يلف ويدور حول المؤمن بوساوسه. ولكن لأن كتلة الشيطان ضعيفة (إن كيد الشيطان كان ضعيفًا) وكتلة المؤمن قوية(بثباته على إيمانه) فإن المحصلة النهائية تكون أن الشيطان هو من يدور حول المؤمن بالوسوسة ولا يتحرك المؤمن تجاه الشيطان(إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)

نأتى لهولاء الغاوين، هم كتلهم ضعيفة أقل حتى من كتلة الشيطان فتنعكس الآية حيث يكون هذا الغاوى هم من يدور فى فلك الشيطان وهولاء هم الذين اتخذوا الشيطان وليًا بدلًا من أن يتخذوه عدوًا

ولكن لو رجعنا للفيزياء لوجدنا أنه كلما بعد الجسم كلما قلت قوة الجذب..تخيل نفسك تشد كرة بعيدة فى مقابل كرة قريبة من نفس الكتلة. 

لذلك هناك من ضعاف الإيمان من هم بعيدين عن الشيطان بحكم نشأتهم مثلًا او احترامًا لأنفسهم فلا يرتكبون الفواحش ولا يقصدون أماكن الفجور ليس من أجل الله ولكن من أجل أن ذلك لا يليق بهم..فبذلك يحافظون على مسافة كافية بينهم وبين الشيطان...هم ما زالوا يدورون فى فلكه بسبب ضعف إيمانهم لكن غواية الشيطان لهم ضعيفة لاحتفاظهم بهذه المسافة بينهم وبينه

أما المؤمنون الذين يدور الشيطان حولهم بالوسوسة فلو تتبعوا خطوات الشيطان سيقتربون منه تدريجيا فتزداد قوة جذبه على الرغم من ضعف كيده (قلة كتلته) وربما زادت قوته لتغلب قوة إيمانهم ليصبحوا تدريجيا هم الذين يدورون فى فلكه كما الغاوين فى المثال السابق لذلك نجد التحذير الربانى(يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)

وهناك من تكون المعركة سجالًا بينه وبين الشيطان، تارة يدورن فى فلكه وتارة يدور فى فلكهم. فإذا اعترفوا بذنوبهم وتابوا وأنابوا قبل موتهم كانوا فيمن قال فيهم رب العزة
( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ( 102 )


هل تتذكرون مثال القاطرة والسيارة 128؟ وكيف أن العربة تنجذب إلى القاطرة ولا تدور حولها؟

هذا ينطبق على معدومى الإيمان أو الكفار الذين ليس لديهم أى مقاومة للشيطان لذلك فهو يسبحهم ويجرهم معه إينما شاء وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة(لأحتنكن ذريته إلا قليلا)
يفسر علماء اللغة لأحتنكن مثل ما يجر الفلاح البهيمة من الحنك باللجام ويسحبها معه أينما شاء


وفى المقابل نجد أشداء الإيمان مثل سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا أبى بكر ، هولاء لا يستطيع أن يدور الشيطان فى فلكهم بالوسوسة بل أنهم من فرط إيمانهم يجذبونه إليهم بقوة ليحطموه على صخرة إيمانهم..مثلما يحدث فى النيازك التى ترتطم بالأرض ولذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر أن الشيطان إذا رأه قادمًا من طريق سلك طريق غيره، فى تعبير مجازى عن قوة إيمان سيدنا عمر بالنسبة لكيد الشيطان الضعيف حتى أصبح الشيطان خائفا من التعرض له

الخلاصة: 
- زود كتلتك الإيمانية باستمرار حتى تصبح كالشمس التى لا يستطيع أى كوكب أن يحركها من مكانها
- أعلم أنه كلما زاد إيمانك، زاد استفزازك للشيطان ليظل يحوم ويدور حولك بوساوسه
- كلما زادت المسافة بينك وبين الشيطان كلما ضعف تأثير وسواسه عليك فلا تحم حول الحمم حتى لا تقع فيها
وتنقلب الآية تدريجيا لتصبح أنت من تدور فى فلك الشيطان


لهواة المعادلات الفيزيائية: 
F=ma = m * v^2 /r,
where F is the force, m is the mass, a is the acceleration, v is the velocity, and r is the distance


والله تعالى أعلى وأعلم

بقلم: أحمد كمال ودينا سعيد
10-11-2010

Friday, October 22, 2010

الغربة تهذيب وإصلاح - الجزء الثانى - شكر الناس



بعد حوالى عامين من الغربة، أصبحت العديد من تصرفاتى تدهشنى بدرجة تجعلنى دائما أتساءل: هو أنا هأقدر أعيش فى مصر تانى إزاى؟

من هذه التصرفات اندهاشى من اندهاشى عندما أجد أحد يشترى شيئا أمامى فى الطابور و ينصرف دون أن يشكر البائع، فأنظر إليه فى اندهاش وأقول فى سرى ما هذا الشخص الغير مهذب؟ اليوم مثلا كنت جالسة مع أحد صديقاتى وخبطها شخص بحقيبته خبطة صغيرة و هو يتحرك بدون أن يقصد، انتظرت أن يعتذر إليها هذا الشخص ولكنه لم يفعل فقلت ما هذه الجليطة؟

ثم غرقت فى تأمل التغيير الذى طرأ على شخصيتى من خلال معايشتى للثقافة الغربية التى تعلم أبناءها ثلاث كلمات أساسية:
Please, Thank you, and Sorry
مما يجعل هذه الكلمات عادة أساسية فى حياة الانسان، فمثلا عند ينزل الشخص من الأتوبيس يقول للسائق 
Thank you
والسائق يقول له
You are welcome
وتصادف مرة أن ركبت الأتوبيس فى ميعاد دخول المدرسة الصباحى وعند وصول الأتوبيس لمحطة المدرسة نزل منه حوالى 15 شاب وفتاة أعمارهم لا تزيد عن 14 سنة، كان كل واحد يشكر السائق وهو خارج من الأتوبيس
تخيل أنك تسمع 15 
Thank you 
ورا بعض
وإذا كنا فى رحلة نجد قائد الرحلة فى آخر الرحلة يشكر السائق وكل من ساهم فى نجاح الرحلة و نجد كل من الأتوبيس يشكرون قائد الرحلة على مجهوده طوال النهار ويصفقون له. وغالبا فى نهاية أى كورس يشكر الطلاب المدرب ويصفقون له. أشياء بسيطة جدا ولكنها ذات معنى كبير فى رأيى

ولا أعلم لماذا لا نجد فى ثقافتنا العربية من يقول لسائق التاكسى أو الميكروباص شكرا أو جزاك الله خيرا؟
ولا نجد من يقول للبائع شكرا لك؟
لماذا اختفت كلمة الشكر من حياتنا؟
حتى أقرب الناس لنا لا نشكرهم غالبا
فنادرا ما يشكر الرجل زوجته على وقوفها طول النهار لإعداد الطعام أو لكى الملابس، وبالتالى لا يشكر الأطفال أمهم على نفس الأشياء. ولا تشكر الزوجة زوجها عند إحضاره طلبات المنزل، وبالتالى لا يشكر الأطفال والدهم عند إحضاره بعض الهدايا أو الحلوى لهم. ونادرًا ما يشكر الأطفال مدرسيهم أو يشكر المدير موظفيه


والواضح أن المشكلة فى الثقافة العربية إجمالًا فقد كنت أتحدث إلى ممرضة مسلمة هنا فى كالجرى فقالت إلى أنى اندهش من أن الكنديين يبالغون فى شكرى بعد الانتهاء من تمريضهم ولكن المسلمين وبخاصة العرب يقولون 
salam alikom sister
ويرحلون دون كلمة شكر واحدة


رغم أن الشكر والكلمة الطيبة شىء أساسى فى ديننا بل أنها ترقى إلى الصدقة  بمعنى أننا نأخذ حسنات على الكلمة الطيبة

فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم
"الكلمة الطيبة صدقة"

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بشكر الناس ، فقال : ( مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوا أَنَّكُم قَد كَافَأتُمُوهُ ) رواه أبو داود (1672) وصححه الألباني .

ويقول  : ( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا . فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ  

ألا نخاف على الأقل من زوال النعمة؟

يقول الحسن البصرى
إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر... "الحافظ" لأنه يحفظ النعم الموجودة، و"الجالب" لأنه يجلب النعم المفقودة"

ستقولون أن هذا شكر الله، نعم ولكن شكر الناس من شكر الله

فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول
"لا يشكر الله من لا يشكر الناس"

تأملوا معى قوله تعالى
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7}

أقرأوا معى الآية ثانية وتدبروها كيف جعل الله تعالى الكفر مضادًا للشكر، واعتقد أن المقصود هو الكفر بالنعمة


فدعونا ننشر ثقافتنا الإسلامية الجميلة ونعود لساننا وأطفالنا على شكر الكبير و الصغير، وعلى الاعتذار عند الخطأ...دعونا نغير من مجتمعنا ولنبدأ بأنفسنا. وإذا كان غيرنا يبتسم و يشكر الآخرين لأنه تعود على ذلك أو لأن وظيفته تجبره على هذا فنحن والحمد لله لدينا فى ديننا ما يجعل هذه السلوكيات بابًا للحسنات و التقرب لله تعالى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"

من فضلكم أنشروا معى هذا الفيديو الرائع

وجزاكم الله خيرا

Friday, October 15, 2010

مصر هى أمى؟

تعددت ردود الفعل على مقالتى عن الغربة ومعاناة المصريين من بعدهم عن وطنهم. فكان هناك المصدق و كان هناك المندهش و كان هناك الغاضب أيضا ولكن أغرب ردود الفعل تلقيتها من أخى الذى لم يتجاوز بعد السبعة عشر عاما حيث دخل معى فى مناقشة حامية عن معنى الوطنية سألنى آخرها فى تهكم : "تقدرى تقوللى سبب واحد يجعلنى أشعر بالانتماء لهذه البلد؟"

وأُسقط هذا فى يدى لأن معنى السؤال أنه لا يشعر فعلًا بأى انتماء و لا حب لمصر..اعتقدت أن أخى حالة فردبة ولكن بمناقشة أصدقائى وجدت أن معظمهم تعرضوا لأسئلة مشابهة من أقاربهم من نفس جيل أخى : "أنتم عاوزينا نحب مصر ليه؟" ..."أحنا بنحلم باليوم الذى نسيب فيه البلد"...وكلام من هذا القبيل

أيكون هذا معقولًا جيل كامل لا يشعر بأى انتماء تجاه وطنه ؟ وهل ولو قدر الله الحرب و دخلنا فى حرب سنجد أحد مستعدًا للتضيحة بحياته و القتال من أجل  مصر؟ وهل هذا الشباب عنده أدنى استعداد ليعمل من أجل بلده أم أن كل تفكيره فى نفسه و مستقبله و حياته التى فى اعتقاده أنها لن تستقيم ألا لو هاجر لأى مكان فى العالم؟

فكرت أياما طويلة فى كتابة مقال للرد على هولاء الشباب و تذكرت حديث حسين فهمى مع أحمد السقا فى فيلم مافيا عندما حاول أن يقنعه أن مصر مثل الأم، قد لا تكون أجمل ولا أغنى أم فى الدنيا ولكنك تحبها و لا ترضى عنها بديلًا ، زى ما هى حبها بحلوها ومرها

أعجبنى التشبيه وهممت أن أعرف سماعة التليفون لأفحم أخى وأقول له أنظر كيف تحب ماما وتسعى لرضاها و تفتقدك لو بعدت عنها، يا ترى لو جاءت أجمل وأغنى ست فى الدنيا وطلبت منك أن تكون أمك بدل ماما هل سترضى؟
ثم توفقت قبل أن أتكلم كلمة واحدة لأنى تذكرت حنان أمنا و حبها لنا، تذكرت لهفتنا علينا كلما أبتعدنا و جزعها كلما أصابنا أى مكروه... بل أنها تلوم نفسها دائما على تقصيرها فى حقنا رغم أنها ضحت بكل شىء تملكه حتى صحتها من أجلنا ثم تتحسر أنها لا تملك المزيد لتضحى به من أجلنا ....إن أمًا مثل أمنا لا تملك سوى أن تحبها حتى وإن لم تكن أكثر النساء ثقافةً و جمالًا و ثراءًا...إن هذه الأم العظيمة لن تجعلك يومًا تتساءل أعطنى سببًا واحدًا لأحبها أو أسأل عنها أو أعيش العمر كله خدام تحت قدميها؟

ولكن هل هذا حال كل الأمهات؟ تذكرت زميلًا لى أندهش جدًا عندما أخبرته أنى لا استطيع أن يمر على يوم بدون أن أسمع صوت أمى فأخبرنى أنه لم يكلم أمه منذ سنوات عديدة ولا يعرف عنها ولا تعرف عنه أى شىء...لم استطيع أن استوعب كيف يمكن لشخص أن يبعد عن أمه هكذا؟ فقال لى أنه لا يحمل لها أى مشاعر ايجابية و لا يدين لها بأى فضل سوى أنها كانت سببًا فى مجيئه للحياة...لم يقل أكثر من ذلك وأنا لم أسأل..ربما كانت أمه تضربه..ربما تركته فى صباه و تزوجت من رجل آخر...لكنه بالتأكيد لم يشعر معها بأى لحظة حب وولا عطف ولا حنان..بالتأكيد لم تربت على كتفه عند فشله ولم تحتضنه عند نجاحه....ولم تكن له الحضن والأمان الذى يبحث عنه أى طفل فى العالم

ربما كانت مصر بالنسبة لى و لجيلى وللأجيال السابقة مثل أمنا الحنون التى تمتعنا بجزء من خيرها و عطائها  و عشنا فى طفولتنا و مراهقتنا مع مسلسلات مثل رأفت الهجان و جمعة الشوان و عندما كنا نقرأ فكان د. نبيل فاروق يسقينا من حب الوطن مع كل مغامرة لرجل مستحيل أو ملف المستقبل كما  تربينا على أغانى مثل "مصر هى أمى" و "يا أغلى اسم فى الوجود"، أنا شخصيًا كنت أعزف هاتين الأغنيتن يوميًا فى طابور مدرستى التى هى بالمناسبة مدرسة راهبات فأيامنا لم يكن هناك وطن للمسلمين ووطن للمسيحيين بل كنا جميعا نتغنى بحب وطن واحد...لذلك مهما رأينا منها ما زلنا نحمل الحب و العرفان بالجميل و ذكربات الأيام الحلوة ومستعدين أن نغفر لها بعض الاساءة كما نغفر لأمنا ثورتها و غضبها علينا

أما أخى وجيله فمصر بالنسبة لهم مثل أم زميلى القاسية الجاحدة التى لم ير فيها سوى فساد و رشوى و محسبوية حتى وإن لم يخرجوا بعد إلى العمل فما يسمعونه فى الإعلام وممن هم أكبر منهم يكفى...جيل أخى الذى لا يجد فى المسلسلات العربية الحالية السمجة الطويلة ولا الأفلام العبيطة شيئًا يستهويه فأصبح لا يشاهد سوى مسلسلات وأفلام أجنبية..وبالطبع لم يعد يقرأ سوى ما يكتبه الأصدقاء على الفيس بوك...جيل أخى كانت تُعزف يوميا فى طابور مدرسته "سهر الليالى" وفى حفلة المدرسة "أطبب وأدلع" رغم أن مدرسته كان يملكها رجل فاضل يقيم موائد الرحمن يوميا فى رمضان..ولكن للأسف فى الامتحانات كان كل المدرسين يغششون العيال لكى تصبح نتيجة المدرسة جيدة... هذا الجيل الذى لم يرضع حب مصر فى صغره أصبحت مصر بالنسبة لهم مثل زوجة أبيهم يترقبون  أى خطأ ليلوموها حتى لو كان هذا لو كان ضحية هذا الخطأ ابن عم بنت خالة أبيهم...لا يهم من الضحية فكلنا خالد سعيد...وكلنا سمية أشرف ..وكلنا إبراهيم عيسى... لا يهم

أرأيتم المفارقة؟ 

أشعر أننا نمر فى مصر الآن بنكسة أشد بكثير من نكسة 67..فعلى الأقل بعد النكسة كانت كل أجهزة الدولة من تعليم و إعلام و جيش و شرطة تعمل من أجل معركة التحرير وكان كل مصرى يحلم بيوم استرداد الأرض..أما الآن فكل أجهزة الدولة تعمل من أجل هدف يعلمه كل مصرى بينما كل شاب يحلم باليوم الذى يترك فيه مصر ويهاجر وهو كل ما يبغى كما قال عادل إمام فى فيلم الإرهاب و الكباب "أنا مش عاوز غير أدميتى"

أما إذا كلمتهم عن مصر ومشاكل مصر و ما يحدث فيها ولها فإنهم سيقولون لك 
" يا عم كبر الجمجمة ...منهم فيهم...البلد دى بلدهم يعملوا فيها ما بدالهم"

يا خسارة يا مصر

بقلم دينا سعيد - 15 أكتوبر 2010

---------------
ويبقى الشعر

الحب يعنى اتين بيدوا
مش ايد بتبنى وستميت تيت تيت يهدوا
الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب يعنى براح فى قلب العاشقين للمعشوقين
يعنى الغلابة يناموا فى الليل دفيانين
الحب يعنى جواب لكل المسجونين
هما ليه بقوا مسجونين
يعنى أعيش علشان هدف
علشان رسالة
يعنى أحس بقيمتى فيكى
إنى مش عايش عوالة
يعنى لما أعرق تكافئيى بعدالة
الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب حاجة ما تتوجدش فى وسط ناس
بتجيب غداها من صناديق الزبالة

هشام الجخ الهويس