Search This Blog

Showing posts with label مصر. Show all posts
Showing posts with label مصر. Show all posts

Wednesday, August 1, 2012

ردًا على خاطرة: أتزوج أجنبية أحسن

كل فترة يفاجأنى بعض الشباب بخاطرة أو بوست عن مزايا الزواج من أجنبية والبعد عن تعقيدات الزواج المصرى من مهر وشبكة ونيش وخلافه...يحسبون أن.الزواج من أجنبية أوفر وبالطبع تحسين سلالة
مش هتناقش فى موضوع تحسين السلالة هذا ﻷنها قضية خسرانة ولكن سأتكلم فى النقطة الآخرى:


-  عندنا فى مصر مشاكل فظيعة فى الإسراف...هناك أشياء يمكن الاستغناء عنها فما الحاجة لغرفة أطفال من قبل الزواج؟..ربما لن ينجب الزوجان ألا بعد أربع أو خمس سنوات؟  ما الحاجة لتيفزيون فى الصالة وتليفزيون فى غرفة النوم؟  وأكثر ما ينرفزنى النيش بكل ما فيه ..أتمنى أن ينتهى تمامًا من ثقافتنا المصرية
ولما نعمل عزومة نجيب أطباق وكوبيات ورق ...ليه اشترى طقم صينى ب5 ولا 7 آلاف جنيه عشان يطلع فى السنة مرة ولا مرتين على الأكثر
و لن أتحدث عن تكاليف الفرح الباهظة ولا عن الفستان الذى يتكلف على الأقل 5 آلاف جنيه ليتم لبسه ليلة واحدة
هذه أشياء تغلغلت فى ثقافتنا وتحتاج اتفاق بين الزوجين وحرب مع الأهالى حتى يقتنعوا أنه من غير المعقول أن يستدين المرء من أجل التظاهر والفشخرة
وإن كان هناك سعة من المال فأولى أن يتم شراء سيارة أو أى شىء نافع بهذه النقود
لكن ما يحدث سفه يجعلنى أظن أننا لسنا أخوان الشياطين بل الشياطين أنفسهم


-ولكن بالنسبة لتكاليف الزواج المصرية: أصدقائى العرب سواء من الشام أو الخليج ليس عندهم أن البنت تساهم فى تكاليف الزواج بأى شىء...يعنى الزوج يجيب البيت ويفرش ويجيب جهاز العروسة ويدفع مهر وشبكة كمان...فى مصر البنت بتساهم تقريبًا بنص المصاريف غير جهازها وهو أمر هى ليست ملكفة به شرعًا فى الغرب أيضًا الزوجةبتساهم بنص  تكاليف الزواج...المشكلة أن الحياة فى الغرب أسهل وأبسط من مصر...وأن مرتبك فى الغرب بسمح بحياة شبه مرفهة غالبًا بسهولة ممكن تأجر شقة أو تأخدها بالقسط من البنك..وبسهولة تلاقى عفش مستعمل جيد جدًا...الحياة سهلة...ومش فارقة من ناحية المصاريف هتتجوز مصرية ولا أجنبية طالما هتعيش بره مصر...رأيى أن الأهالى فى
مصر لازم تتواضع شوية فى مطاليها خاصة إذا كان الشاب فى مقتبل حياته ويبدو ذا خلق ودين


- يعتقد البعض أن المهر تسعيرة وأن الفتاة يرخصها أبواها باشتراط "ثمن معين" لها 
.فلنتذكر عندما أراد سيدنا عمر بن الخطاب خفض مهور السيدات فراجعته امراة بقوله تعالى "وإذا آتيتم أحداهن قنطارًا"...فقال أصابت امرأة وأخطأ عمرو....المهر حق للزوجة فى الإسلام ولكن ما يحدث فى مصر أنها غالبًا بتأخد المهر وتضع عليه ضعفه لتشارك فى إثاث المنزل..وإذا كان والدها ميسور الحال يعطى لها المهر ويدفع من عنده ...وهذا كله ليس فى الشرع...المهر حقها وكل تكاليف الزواج على الرجل....وما يحدث فى مصر تنازل كبير من أهالى
البنات اللى مش عجبنكم دول ولكن لو حاسبنها بالشرع المفروض  أهل الزوجة ميجبوش أى حاجة

- إذن فالمشكلة فى التقاليد التى ربما يعند فيها أهل الزوج وليس أهل الزوجة فقط...تخيلوا عروس لا تريد أن تشترى طقم صينى ولا طقم كريستال ..ماذا سيقول عليها أهل زوجها؟
تخيلوا عروس اكتفت بعدد محدود من البرفانات وأطقم النوم فى جهازها وجاء أهل العريس لزيارتها وحماتها تمصمص شفتاها ..هم دول بس اللى هانوا عليها!! حسرة عليك يا بنى

- طول عمرى بأقول هم مش أهالينا دول خلاص أخدوا فرصتهم فى الحياة وتزوجوا واتمتعوا..ما يسيبوا أولادهم بأه يعيشوا بالطريقة اللى هم عاوزناها
يعنى هى السعادة بالنيش؟

- بالنسبة للزواج من أجنبية هناك حالتان أعرفهما بشكل شبه شخصى: الحالة الأولى الرجل تزوج من كندية ثم توفى بالسرطان بعد الزواج بعدة سنوات..الأم من حقها الحضانة وطبعًا جابت البوى فريند بتاعها على البيت وغيرت أسامى الولاد المسلمة وربنا يستر ويبقوا مسلمين فى يوم من الأيام...الحالة التانية لواحد تزوج من أمريكية أسلمت حديثًا وبعد ما انجبت ابنة ارتدت عن الإسلام وطلبت الطلاق وأخذت نص فلوسه والبنت بحكم القانون وبرضه أبقوا قابلونى...الموضوع مش موضوع مبلغ هتدفعه ساعة الزواج وبنت حلوة شعرها أصفر تتجوزها وتعيش عنتر زمانك...الموضوع أن هتعرفوا تعيشوا سوا مع اختلاف العادات والتقاليد...طيب هتعرف تربى أولادك؟ إذا كان بيبقى الأبوان مسلمان ويجهدوا عشان أولادهم لا تفتنهم الحياة الغربية..أمال لما تكون الأم وخالها وعمها وأخوها وباباها ومامتها كلهم بهذه الثقافة؟ طيب أنت ضامن تعيش؟ لو أنت متزوج من مسلمة ملتزمة ممكن تتطلقوا وممكن تموت لا قدر الله بس فى الحالتين بتكون مطمن على أولادك مع أم مسلمة ...وحتى لو تزوجت بعدك فغالبًا إذا كانت ذات دين ستتزوج من رجل صالح يرعى الله فى أولادك

- على الرغم من أن بعض الناس يرون أن قوانين الزواج والطلاق فى الغرب أفضل من الإسلام وأنه يكفى أن الزوجة تساعد بالنص فى مصاريف الحياة فى الغرب...نعم يبدو الأمر مبهرًا بالنسبة لبعض الرجال ..ولكن المرأة فى الغرب مضطرة أن تعمل لتساهم فى نص مصاريف البيت...وهذا الاضطرار قد يدفعها لقبول أشياء غير صحيحة فى عملها (كتحرش مدير مثلا)...أنا لا أبالغ أعرف حالات هكذا وزوجها يعلم ومطنش ﻷنه يريد أن يستمر مرتبها...
أتذكر مرة كنت أتكلم مع سيدة كندية  فى الخمسين وأقول لها أن المرأة ليست ملزمة بالنفقة فى الإسلام ..فقالت لى تعرفى هذا هو الشىء الوحيد الذى يجعلنى أعمل يا ليت كانت عندنا هذه القاعدة لاستريح من عملى...لا تتخيل أنها زوجتك..تخيل أنها والدتك...تعبت ..تريد أن تستريح من عملها ولا تستطيع ﻷن القانون يلزمها أن تشارك والدك فى نص مصاريف المنزل....الإسلام كرم المرأة بأن جعل دائمًا وأبدًا رجل مسئول عن نفاقتها المادية إن لم يكن والدها فعمها أو أخوها أو زوجها أو بيت مال المسلمين...إذا أرادت أن تعمل فلها ذلك وإذا أرادت أن تترك عملها فلا يجبرها أحد على الاستمرار

- الآية الكريمة تقول "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم"
تقدرى الشخصى أن 99% من غير المسلمات فى الغرب غير محصنات...طبعًا مفهوم
أما عن الدين فنسبة كبيرة من الذين يقلن أنهن مسيحيات لا يؤمن حقيقة بوجود أله
يعنى عشان تلاقى واحدة غربية غير مسلمة ومحصنة وتؤمن بإله كأنك تبحث عن إبرة فى كومة قش
هذا بخلاف أن أيام الرسول (ص) كان الأولاد ينتسبون لدين آبائهم فلو تزوج مسلم من أهل الكتاب يكون الأولاد مسلمين...أما الآن فقوانين الغرب تجعل الحضانة للأم حتى وإن تزوجت بآخر..كما انها لا تجبر الأولاد على ديانة معينة...هم أحرار 
  • ناقشتى أحدى غير المسلمات فى كيف تتزوج النساء عندكم شخصًا لم تختبر حياتها الجنسية معه قبل الزواج ..لا استطيع تصور هذا!!  حاولت أن أفهمها أن لو حدث واكتشفت الزوجة أن الزوج عاجز جنسيًا فيمكن فسخ العقد ولو كرهته يمكنها الخلع...ولكنها بدت غير مقتنعة أن تتزوج امرأة بدون أن تجرب زوجها من قبل...شعرت أن فساد الفطرة هو سبب عدم اقتناعها فقد خبرت من قبل عدة رجال وتريد أن تقارن بينما الفتاة عندنا لا تشعر بحاجتها لهذه المقارنة ﻷن ذاكرتها الجنسية بيضاء ستتشكل مع زوجها كما تقول د. هبة قطب،  ما هو بصوا أحنا مش هنأخد حاجة من الغرب وننبهر بيها ونسيب ألف حاجة تانية...من يريد يتزوج أجنبية خاصة غير مسلمة ..لازم يعرف أنها غالبًا مش هتوافق على الزواج من غير ما تختبره أكثر من مرة (وأظن الكلام واضح)...فهل يرضى لدينه هذا؟ وهل تتساوى هذه بمن ستكشف زينتها ﻷول مرة أمامك بعد الزواج!! صدق الله تعالى "وﻷمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"

أرجو ألا يتم أخذ المقالة بدافع التعميم...فهناك أيضًا حالات ناجحة للزواج من أجنبيات ولكنى أردت أن ألفت النظر ﻷشياء ربما كانت غائبة عن أذهان بعض الشباب بسبب بعدهم عن واقع المجتمع الغربى

دينا سعيد
31-7-2012

Wednesday, July 18, 2012

محمد أبو حامد



أصبح من الروتين اليومى أن نجد تصريحًا أو اثنين على الأقل من الأستاذ "محمد أبو حامد" يهاجم فيه الأخوان المسلمين سواء على تويتر أو الفيس بوك أو الفضائيات وتأخذ الصحف هذه التصريحات وتنشرها وبخاصة "الموجز" و"المصرى اليوم" على اعتبار أن محمد أبو حامد شخصية عامة يهمنا معرفة رأيها. التصريحات من نوعية "الأخوان أسوأ من الحزب الوطنى" ..."الأخوان سرقوا الثورة ويريدون سرقة الدولة وهدم أركانها".."والتنظيم السرى الإرهابى للأخوان" ..إلى آخره عندنا مشكلتان أساسيتان:

المشكلة الأولى:
 أن هناك فرق بين المعارضة الحقيقة التى تبغى مصلحة الوطن وبين اللت والعجن..ما يفعله "محمد أبو حامد" فى رأيى مجرد لت وعجن...لعب بالألفاظ وكلام مثير يصلح منشيات فى الجرائد ولكن بلا أى دليل أو عمق أو حتى محاولة للإصلاح..الأخوان بالنسبة لأبو حامد هم "الشر المطلق".."الشياطين الحمر" ...ويبدو أنه مستعد للتحالف مع أى انسان من أجل إسقاطهم ...وكأن الأمر معركة شخصية الأخوان فازوا بالأغلبية فى كل الانتخابات التى حدثت بعد الثورة سواء شورى أو شعب أو رئاسة (مع كل ما كان فيها من إشاعات وحرب إعلامية قذرة) ولو أعدنا الانتخابات مائة مرة سيفوزون لأنهم أكثر القوى السياسة الحالية تنظيمًا ...من أين ياتى كلام "الأخوان سرقوا الثورة"؟ هل معنى أن تفوز فى انتخابات عادلة "نزيهة" أنك قد سرقت الثورة؟ من يحترم الديمقراطية...يحترم اختيار الناس من يريد المعارضة الحقيقة...يوحد جهوده مع باقى معارضي الأخوان وينظم نفسه فى كل قرى ومدن مصر حتى يستطيع الفوز بالانتخابات من يريد أن يعترض على قرارات الرئيس والبرلمان (التى لا أوافق شخصيًا على كثير منها)..يعترض ويبين لماذا هو معترض؟ وما عواقب هذه القرارات؟ ولا يعترض من أجل الاعتراض فقط..وفى كل اعتراض يقول "الأخوان سرقوا الثورة".."بلطجية الأخوان"..."الأخوان أسوأ من الحزب الوطنى"...ناقش القرار الذى لا يعجبك بدون أن تجرح فى الشخص ذاته

 المشكلة الثانية: 
بعض الصفحات الأخوانية مثل "أنت عيل أخونجى" وبعض الشباب من المتحمسين للأخوان يتخذون أبو حامد عدوًا وبالمثل يجرى التجريح فى شخصه بألفاظ يعف لسانى عن ذكرها أبسطها "كلب ساويرس" وهذا ليس من أخلاق الإسلام فى شىء أولًا وليس من السياسة فى شىء ثانيًا " «أحبِبْ حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بَغيضك يوماً ما, وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما». والحقيقة أنه كلما ازداد الهجوم على "أبو حامد" ومن هم على شاكلته بطريقة غير موضوعية جارحة كلما ازدادوا ضراوة وعنفًا أتمنى بدلًا من أن نشغل أنفسنا بمهاجمة الأشخاص والتفكير الأحادى"من ليس معى فهو ضدى" أن نركز أكثر على مناقشة الأفكار وأن نتذكر أن

 " العقول الكبيرة تناقش الأفكار والمتوسطة تناقش المواقف أما العقول الصغيرة فهي التي تناقش الأشخاص"


دينا سعيد
18 July 2012

Wednesday, January 5, 2011

وهل تنفع المسكنات فى علاج السرطان يا دولة المسكنات؟

ارتفع صوت المدرس فى الإذاعة المدرسية للمدرسة المجاورة لنا ليهتف "يا أولاد كلنا أخوة مسيحيين ومسلمين" قولوا معى "عاش  الهلال مع الصليب" ليردد الأولاد "عاش الهلال مع الصليب". تمللت فى فراشى وتذكرت أنى قرأت أن وزير التعليم أحمد زكى بدر أصدر أوامر لكافة المدراس بالحديث عن الأزمة. وبالطبع لا أعرف فحوى الأوامر وقد تصورت وقتها أن المدرسين سيجلسون مع الأولاد كما نرى فى الدول المتقدمة ويجيبوا على تساؤلتهم ويقدمون الدعم النفسى لمن يشعر منهم بالهلع أو عدم الأمان. ولكن كل تصوراتى ضاعت هباء فمن الواضح أن الأوامر تقضى بتحفيظ الأولاد كلمتين فى طابور المدرسة على أساس أن أحنا طول عمرنا شعب حافظ مش فاهم.

طار النوم من عينى وأنا أتذكر سنوات أختى -ذات العشر سنوات- الأولى فى المدرسة. تذكرت أنها كانت تقول لى أن أصحابها يقولون لها أن المسيحيين لا يحبون سيدنا محمد وأنهم كفرة ولذلك لا يجب اللعب معهم..حاولت أن أفهمها أنهم لهم دينهم ونحن لنا ديننا وأن المفروض أن كلنا نلعب مع بعض ونساعد بعض ونخاف على بعض لأننا فى الآخر كلنا أخوات..ولكنها قالت لى أنها لن تترك أصحابها لتلعب معهم لوحدها ثم إنهم أيضا لا يلعبون معهم...عبثًا حاولت أقنعها ولكنها شعرت بالضعف أن تأخذ موقف مغايرًا للكل.. الآن ألوم نفسى لأنى لم أتجه للمدرسة وأحاول أن أفهم المدرسين أن يدمجوا الأولاد مع بعض...ألوم نفسى لأنى لم ألتق ببقية أولياء الأمور وأقول لهم حرام عليكم الكراهية التى تزعرونها فى نفوس أولادكم......ولكن لو كنت تكلمت هل كان سيستمع إلى أحد؟ وهل كلمتين تسمعهم أختى فى الطابور سيجعلوها هى وأصحابها يجرون فى الفسحة ويأخذون أصحابهم المسيحيين بالحضن كما يحدث فى الأفلام العربى على أساس أنهم اكتشفوا أنهم أخوة أخيرًا بمرسوم من الوزراة

لقد دأبت دولتنا المعظمة على التعامل مع ملف الفتنة الطائفية على أنه مجرد حوادث فردية..معتقدين أن دفن الرأس فى الرمال هو الذى سيحل المشكلة....والآن وبعد أن اتضح للكل أن المشكلة ليست فى الانفجار ولا فى الأرواح التى ماتت...وأن هناك كم غير طبيعى من الحنق والنيران التى تختفى تحت الرماد..ورغم ذلك ما زلنا نتعامل بمنطق المسكنات..قولوا يعيش الهلال مع الصليب ...أغانى وبرامج وكلام فى كلام فى كلام..أين كنتم من قبل والفتنة يتم زرعها من خلال مشايخ وقساوسة التطرف والفتنة؟ أين كنتم من قبل فى كل الحوادث التى حدثت وما زالت تحدث؟ لماذا فى معظم بلاد العالم من السهل على المرء أن يترك دينه وينضم لديانة آخرى ولكن فى بلادنا مصيبة سوداء تستدعى تدخل أمن الدولة حتى بدل أن يكحلها يعميها؟  
ما اللى عاوز بسلم يسلم واللى عاوز يتنصر يتنصر واللى عاوز يكفر يكفر..لا الإسلام هينقص فى شىء بخروج أحد أتباعه ولا المسيحية هتنقص فى شىء بإسلام أحدهم

أين كان شيوخنا والدعاوى تنتشر على الفضائيات بوجوب مقاطعة المسيحيين اقتصاديا حتى لا تقوى شوكتهم؟ لماذا لم يرد أحد على هولاء؟ أم حسبتم أنكم بعدم ردكم تؤدون هذه الدعاوى؟ لا يا سادة الناس تقرأ على الأنترنت الآن كل شىء...جمعينا قرأ وشاهد وسمع مسيحيين قبل مسلميين...سأقول لكم حادثة حدثت بالفعل: هناك شركة موبايل جديدة فى كندا مشارك فيها ساويروس وفى يوم وجدت إيميل على مجموعة المصريين فى كالجرى يحذرنا من الاشتراك فى هذه الشركة لأن ساويرس يتبرع بجزء من أمواله للكنسية المصرية...وطبعا نال هذا الأخ منى ما ناله لأنه تجاهل أولًا وجود مسيحيين معنا وليس من باب اللياقة ولا الذوق قول هذا أمامهم ولكننا دأبنا على تجاهلهم وكأنهم غير موجودين....وثانيا لأنه بفرض أن مبدأ المفاطعة صحيح فهل أصحاب بقية شركات الموبايل فى كندا مسلمين مثلا وكانوا يصلون معه التراويح؟..ثالثُا وهو الأهم أن كل انسان حر فى أمواله نحن ندفع أمولًا مقابل خدمة محددة..صاحب المال له مطلق الحرية فيها...رابعُا لو طبقنا مبدأ المعاملة بالمثل فسيكون علينا جميعًا مغادرة كندا التى تعطينا منحُا تعليمية وتأمينًا صحيًا رغم أننا نتبرع للمساجد والمنظمات الإسلامية..فكيف نرضى لغيرنا ما لا نرضاه لأنفسنا؟ لماذا نصر على وضع غيرنا فى مرتبة أقل مننا ؟

حادثة الموبايل تلك مجرد حادثة من حوادث عدة أبطالها أشخاص معظمهم على قدر من العلم والثقافة والتدين والتفقه فى الدين..حتى وصل الأمر بأحد الأستاذة الجامعيين أن يحاول أن يقنع صديقتى المعيدة أن تعطى درجات قليلة لأحد الطلبة المسيحيين المتفوقين حتى لا يصبح معيد وتأثم هى بذلك..هل ما أقوله يشعل الفتنة؟ لا اعتقد لأن كل الناس تعلم هذا وغيره كما أن هناك حوادث تعصب أيضا من الطرف الآخر وهناك حوادث تعصب أيضا فى كندا وأمريكا وأورويا ليس ضد المسلمين فقط ولكن ربما ضد أى شخص لا ينتمى للجنس السامى القوقازى...ولكن فى المجتمعات المتقدمة لا يدفنون روؤسهم فى الرمال...لأن هناك قنوات شرعية يمكن للناس أن تشتكى فيها وتأخذ حقها تالت ومتلت...ولكن نحن نتكتم على حوادث التمييز العنصرى كما نتكتم على حوادث التحرش..مع أن الحل أن نتكلم ونشتكى المخطى حتى لا يتمادى فى خطأه وتستمر الدائرة المغلقة للأبد...

نفسى أفهم لماذا تصر حكومتنا على التكتيم على الأحداث ظنًا منهم أن الناس لن تعرف..ما زلنا نعيش بفكر سنة 60..ما زلنا نعتقد أن ضرب المنظاهرين بالشوم هو أفضل سبيل لتأدبيهم...ولم نكتشف بعد أن أى عيل فى مصر يمتلك موبايل بكاميرا وفيس بوك أكاونت ومن الممكن أن يصور كل ما يحدث ليهيج الآف...اسمحوا للمظاهرات بالخروج ونبهوا على القائمين بعدم التطاول واحترام القيم الاجتماعية والأخلاقية ....وإذا خالفوها...اقبضوا عليهم بتهمة ازدراء الأديان أو خدش الحياء العام أو أى تهمة آخرى كما يحدث فى أى دولة متقدمة...والله لقد خرجت فى مظاهرات فى كندا تهتف لفلسطين وتندد لجرائم إسرائيل وكان البوليس يحمينا لأننا لم نتطاول ولم نشتم ولم نسب...فمن معه الحق لا يحتاج للسباب...علموا الناس يتظاهروا صح وبعدين حاسبوهم بالقانون بدل الضرب عمال على بطال..اشعر أن أمن الدولة فى بلادنا حافظ مش فاهم ولو قامت مظاهرة تهتف بحياة الرئيس مبارك هيضربوهم برضه بالشوم...افهموا بلاش احفظوا..الشوم مجرد مسكنات..المظاهرة ممكن تنفض لكن النفوس سيسكنها الغضب للأبد.

ومن المظاهرات إلى الإعلام...قنوات لا تنتهى للدراما والمسلسلات 24 ساعة أفلام ومسلسلات....ما كل هذا؟ مسكنات حتى ينشغل الناس فلا يجدون وقتًا للفراءة ولا التفكر والأهم ألا يجدوا وقتًا للسياسة...والآن ستنتجون أفلامًا عن الوحدة الوطنية وتلاحم عنصرى الأمة وملاك جار محمود وأم جورج جارة أم محمد...هل الحل فى بيان حالة الحب والوئام وكأن شيئًا لم يكن؟ أم الحل فى ابراز المشاكل وبيان خطرها وسبل حلها....النماذج السيئة لابد أن تظهر كما تظهر النماذج الصالحة لأن هذا ما يراه الناس فى الشارع....اشمعنى يعنى مسموح الممثلين يسكروا ويحششوا ويبوسوا بعض أمام الشاشة من باب أن السينما تقدم الواقع ولكن المشاكل الحقيقة التى يعانى منها المجتمع غير مسموح لها بالظهور من باب وأد الفتنة

صدقونى الحل ليس فى الشوم ولا فى ترديد الشعارات والأغانى ولا قص الحكايات عن مدرسة الراهبات التى كنت أدرس فيها وجارتنا أم جورج وليس الحل أيضا فى تجنب قراءة أيات معينة فى القرآن فى المساجد ولا قطع أحاديث الشيخ فلان أو علان وقصها ولزقها ..افهموا كل هذا مجرد مسكنات...الآن نحن فى عصر المعلومات فيه متاحة للجميع...والله لقد رأيت فيدويهات لمعلم بن لادن - شوف من كام سنة الفيديو ده - رأيته على صفحات أحد الأخوة المسيحيين يدعو فيه هذا المربى الفاضل إلى الإرهاب والعنف على أساس أننا دين الإرهاب بنص آية "ترهبون به عدو الله وعدوكم" على غرار إرهابى وافتخر...وهناك غيره الكثيرون أليس كذلك؟ لمصلحة من يتم نشر هذه الفيدوهات الآن على الانترنت...لا أعلم ولكننا نحتاج أن نرد على هولاء بالحجة والدليل والمنطق...من فضلكم كفاية دفن روؤس فى الرمال..الحل سيأخذ سنوات لتربية جيل قادر على التفكير والتمييز بين الرأى الخطأ والرأى الصواب...جيل بوصلته المنهج الإسلامى المعتدل...هذا الجيل سيعرف كيف يرد على فتوى هذا أو ذاك ...هذا الجيل سيعلم غيره الإسلام المعتدل الذى لا غلو فيه ولا تفريط.. سيعرف متى يتظاهر وكيف يتظاهر..وسيقدم إعلامُا مختلفًا عن بحبها وبتحب صاحبى وصاحبتها بتحبنى...من فضلكم درسوا للكبار قبل الأطفال الإسلام الصحيح وبالذات الآيات التى تتحدث عن المسيحية...لأنهم سيقرأونها سواء درستموها لهم أم لا...فقوموا بتدرسيها وشرحها بدلًا من أن يفسرها كل إنسان على هواه....ودرسوا للمسيحيين أيضا الدين الإسلامى من باب أن يعلموا الدين الذى تدين به الأغلبية التى تعيش معهم فى بلد واحد...وبدارستهم للدين الإسلامى لن ينجح فيديو أهوج أن يقنعهم أن الإسلام دين إرهاب وعنف...وفى المقابل درسوا أيضا للمسلمين الدين المسيحى من باب العلم بالشىء ورؤية المشترك بيينا...أعلم أن مجتمعنا لم ينضج بعد بالقدر الكافى لكل هذا ...ولكنها خطوات عاى الطريق...إن الحل الجذرى فى التعليم والإعلام  وهذا الحل سيحتاج سنوات وسنوات ولكن لنبدأ الآن...وأرحمونا بأه وكفاية مسكنات

دينا سعيد 
5-1-2011

Saturday, February 27, 2010

جريمة العلم


فى فتوى تعد الأغرب من نوعها اتضح أن العالم مكانه المعامل والمختبرات وأنه لا يجوز له أن يشتغل بالسياسة فإنما يخشى الله من عباده العلماء. كانت هذه الفتوى ضمن خطبة الجمعة التى نقلها التليفزيون الرسمى المصرى ومحطات الاذاعة المصرية، واستمع إليها القاصى والدانى، وفهم الجميع أن الخطيب يقصد البرادعى أو أحمد زويل ويقول أنهما غير أكفاء لأى منصب سياسى، والأولى أن يلعبوا بعيد عنا فى معالمهم ومختبراتهم التى لا تهمنا بالتأكيد فى شىء

ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم

إذا كان أحمد زويل نفسه قد تم تعيينه ضمن مستشاري الرئيس أوباما فى البيت الأبيض، ولكن طبعا الولايات المتحدة الأمريكية لا تصلح مقياسا للتقدم والتطور
والدليل على ذلك تدهورها العلمى بسبب اشتغال العلماء بل والطلاب بالسياسة، بل أن الأمر وصل بهم فى هذه البلاد أن تكون الأولوية فى المنح الدارسية للطلاب الذى يمارسون الأنشطة و لهم دور قيادى فى الكلية أو الجامعة ودائما ما يقولون أن الطالب لابد ألا يكون مكانه المعمل فقط بل يجب أن يكون له دور آخر فى الحياة غير المعمل. وكم سمعت عند الترشح لانتخابات اتحاد الطلبة أو الأندية الطلابية جملة أن ترشحك لهذا الدور بخلاف أنه سيعيطك خبرة فى الحياة سيضيف أيضا إلى سيرتك الذاتية وربما عوض نقص فى درجاتك أو مهارتك العلمية. وكل هذا إيمانا منهم بأهمية ألا يكون الانسان حبيس معمله أو مختبره كما صرح الخطيب المفوه.

أما بالنسبة للبرادعى فقد صال الجميع وهاج وماج فى محاولة لنفى تهمة العلم عن هذا الرجل وقالوا أنه ليس عالم ذرة بل أنه دكتور فى القانون الدولى، وكأن كون الانسان عالمًا فى الذرة يُعد جريمة لا تغتفر وتعنى أنه يعيش فى كوكب زحل بينما يعيش المسئولون فى بلادنا فى كوكب بلوتو ويعيش الشعب طبعا تحت الأرض.

يا أمة أقرأ لماذا أصبح العلم جريمة لا تغتفر؟ لماذا أصبحت الثقافة دليلا على أن هذا الشخص معقد ولا يصلح لأى دور قيادى؟ وأن بلادنا لا تحتاج لقادة من العلماء ولكنها تحتاج إلى صيع كما يقول أحد الكتاب. لا يا سيدى البلد محتاجة لشخص لديه مهارات ادارية ولديه رؤية ويديه نظيفة حتى لو كان هذا الشخص عالما فى الفضاء أو حتى مخرجا سينمائيا هذا ليس المهم، المهم ما سيقدمه هذا الشخص للبلاد

أيها الخطيب عندى لك مفاجأة من العيار الثقيل وهى أن الدكتور أحمد نظيف يُعد من العلماء وكان أستاذا فى قسم هندسة الحاسبات بكلية هندسة القاهرة لسنوات طويلة قبل توليه الوزارة،كما أن دكتور أحمد درويش وزير التنمية الادارية يُعد عالما أيضا وله أبحاث مهمة جدا فى مجال
image processing
كما أنه كان أستاذا جامعيا من الطراز الأول بشهادة الجميع
،وأنا أولهم
أى أنك بخطبتك التى قصدك بها زويل و البرادعى قد وجههت رسالة لرئيس الوزراء أن مكانه الجامعة وليس الوزارة. هاهاها

واذا كان العلماء لا يصلحون للاشتغال بالسياسة، فمن يصلح؟ الحاجة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة التى لم تكمل تعليمها الاعدادى و أقصى شهادة حصلت عليها هى شهادة الابتدائية وفى أقوال آخرى محو الأمية. سيادة الخطيب اعتقد أن خطبتك التالية سيكون محورها أن أكفأ الناس للاشتغال بالسياسة هم خريجو الكلية الحربية وبخاصة الطيارين لأن من نجح أن يقود طائرة فلا يستعصى عليه أن يقود بلدًا بأكلمه. ثم ستكون الخطبة التى تليها عن كفاءة خريجى كلية التجارة فرع محاسبة وبنوك وأنهم خير سلف لخير خلف!!!

ولله الأمر من قبل ومن بعد

مصدر الخبر:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=245509

بقلم: دينا سعيد
27 -2- 2010



Wednesday, February 24, 2010

الغربة تهذيب وإصلاح - جزء1

"أنا اتعلمت الأدب فى البلد دى"، دارت هذه العبارة فى بالى أثناء وقوفى على بعد متر من الموظف منتظرة أن ينتهى من عمله على الكمبيوتر لينظر إلى بعدها نظرة معناها أن أتقدم. نعم، ففى هذه البلاد العجيبة لا يوجد شىء أسمه أن تكبس على الموظف بدون أن يسمح لك أن تتقدم ولابد أن يكون هناك مسافة على الأقل متر بين الشخص الذى يخدمه الموظف و بين أول شخص منتظر دوره فى الطابور!!! وهذا طبعا حتى لا تسمع الكلام الدائر بين الموظف والشخص و تزداد المسافة إلى متربن أو أكثر فى البنوك والصيدليات وغيرها من المواقع التى تتطلب خصوصية و سرية !!

من آداب التعامل مع الموظفين أيضا ألا تتقدم أمامه وأنت تتكلم فى الموبايل فلابد أن تنهى حضرتك مكالمتك قبل التقدم وألا رجعك لآخر الصف يا حلو. ومن الأشياء الغربية التى لاحظتها عندما كنت أعمل اشتراك الأتوبيس مما يتطلب اعطاء كارنيه الكلية للموظف ليعمل له سكان أو مسح ضوئى، الشىء العجيب هو وجود لوحة أنه سيتم توقيع غرامة نصف دولار إذا لم يكن الكارنية جاهزاً فى يديك. بمعنى لا تقف يا أخى أمام الموظف ثم تبحث عن المحفظة ثم تخرج الكارنيه منها فهذا يعطله ويعطل الطابور من خلفك وطبعا نصف دولار ليس مبلغا كبيرا ولكنه يدفع كل من يقف فى الطابور ليخرج كارنيهه.

ثقافة الطابور نفسها كانت مسببة لى أزمة نفسية كبيرة، ففى مصر عندما يوجد طابوراً فى محلات السوبر ماركت الكبيرة ككافور أو مترو مثلا تجد شخص معاه عصير يقولك والنبى أنا معاى حاجة فى السريع ويتجاوز الجميع. طبعا هنا لا يوجد هذا الكلام بتاتا وأتذكر أنى حاولت أن أعمل هذا الموقف فى أول شهر من اقامتى فى كندا و طبعا أخدت كلمتين محترمين فى العظم ولكن مدير المحل والشهادة لله أعطى لى شيكولاتة حتى يطيب خاطرى.

المدهش أن الناس هنا يعملون طابور على أى حاجة، مغرمين بالطابور لدرجة أنى فكرت يغيروا علم كندا و يضعوا مكان الشجرة ناس واقفين فى طابور. و ليس شرطا أن يكون هناك شخصاً ما يقفون أمامه لكى يحترموا أنفسهم ويعملوا طابور، ففى مرة دخلت أحد حمامات الكلية لأجد دورات المياه الثلاثة مشغولة فوقفت انتظر، فدخلت واحدة ونظرت فوجدت دورات المياه مشغولة أيضا فوقفت ورائى فيما يشبه الطابور ثم جاءت آخرى فوقفت ورائها. كده على طول من غير لا سحر ولا شعوذة، ألم أقل لكم الطابور يجرى فى عروقهم مجرى الدم؟

من الأشياء الآخرى التى لابد أن سمع الكثيرون عنها هى احترام الوقت، ولكن من سمع غير من رأى. فمثلا مواعيد الأتوبيسات عندنا بالدقيقة 3 و17 دقيقة فالوقت هنا لا يتم جبره وتقريبه لأقرب وحدة عشرية ليصبح 3 و20 دقيقة أو 3 ونصف أو حتى 4. لا يوجد هنا أى شىء أسمه جبر الوقت. وقت الراحة فى منتصف المحاضرة غالبا ما يكون أما 3 دقائق أو 8 دقائق مما كاد يجعل برج من نافوخى يطير. لماذا ليس 5 أو 10 دقائق؟ حتى عرفت السر وهو أن الراحة الفعلية 3 دقائق ثم حتى ندخل القاعة و نقعد ونطلع حاجاتنا هذا يطلب دقيقتين على الأكثر مما يجعل الراحة الكلية 5 دقائق وعجبى.

الغريب أن ثقافة احترام الوقت تنتقل إلى الناس بشكل عدوانى مخيف. ففى مرة فوجئت بأحد الزملاء على الفيس بوك متغاظ جدا وهيفرقع يا والداه من الغيظ لماذا؟ أصل البيه مكتبه فى الدور السابع وأخذ الأسانسير لينزل للدور الأرضى ولكن الأسانسير توقف فى الدور الخامس ليركبه أحد الأشخاص لينزل به إلى الدور الرابع فقط . وكان الأخ متنرفز ويتساءل عما يدفع أحد الأشخاص لطلب الأسانسير لينزل دورا واحدا فقط بدلا من أن ينزل على قدمه وبذلك يتسبب فى تعطيل كل من فى الأساسنير وأهدار الطاقةّّّ!!! أنا طبعا قلت على الواد ده مجنون ولكن فوجئت بكل التعليقات من الأخوة الزملاء تستنكر هذا الحدث المشين و تشجب وتدين هذا الجانى الذى تسبب باستهتراره فى اهدار دقيقتين على الأكثر من وقت زميلهم .. ياللهول.

أتعلمون فى أول مرة خرجت فيها من البيت حذرنى كل الناس ليس من الثلج أو البرد أو اللصوص، بل حذرونى من شىء عجيب قالوا لى لابد أن يكون معاكى أجرة الأتوبيس فكة ...آه والله فأجرة الأتوبيس 2 دولار ونصف لابد أن تكون جاهزة معاكى لأن السائق لن يفك لكى ويعطيكى الباقى، لماذا؟ لأن فى ذلك تعطيل له هو يعنى هيفك فلوس ولا هيسوق؟؟ وكنت أسأل نفسى فى كل مرة طيب من ليس معه فكة بيعمل ايه؟ قالوا لى لا يركب الأتوبيس النظام نظام. قلت لهم ألا يجوز أن يركب أحدهم ثم يكتشف أنه ليس معه فكة؟ قالوا لى عندها ينزل من الأتوبيس فى أول محطة اذا كان السائق متفاهما أو يدفع غرامة وربما عطف عليه أحد الركاب ودفع له الأجرة لكن السائق ملوش دعوة لن يفك له مهما حدث...النظام نظام

وحتى لا تسرح بخيالك فالحياة فى كندا ليست وردية تماما، فالأتوبيسات تتأخر والناس أيضا تتأخر عن مواعيدها ولكن هناك فرق بين تأخر وتأخر، فمثلا اذا كنت حاجز ميعاد مع دكتور وتأخرت أكثر من ربع ساعة يتم الغاء الميعاد وتوقيع غرامة قدرها 25 دولار على حضرتك فى المرة الأولى و تتضاعف الغرامة فى المرة الثانية وهكذا. اذن فالحد الأقصى المسموح به هو 15 دقيقة فى معظم الأماكن مراعاة لطبيعة البشر وحدوث طوارىء وخلافه ولكن فوق 15 دقيقة لابد أن تدفع ثمن تعطيل غيرك حتى ولو لم يكن العطل بيديك. وإذا كنت تريد الغاء الموعد بدون أن تدفع غرامة فلابد أن يكون هذا قبل الموعد ب24 ساعة على الأقل حتى تعطى فرصة لغيرك فى حجز هذا الموعد...مش عاجبك؟ هو ده النظام take it Or leave it.

أكيد حضرتك نفسك تسأل طيب المصريين عاملين ايه فى الجو ده؟ أحب أطمنك أن المصريين والحمد لله غالبا ما يلتزمون بالقواعد ويقفون فى الطوابير ويجهزون الفكة قبل ركوب الأتوبيس هذا طبعا بعد أن يعبروا مرحلة الصدمة الحضارية و الثقافية. وطبعا يفعلون هذا لأنهم ببساطة لن يكونوا الهمج الوحيدين فى البلاد ولكن هناك منهم من يلتزم اقتناعا ومن يلتزم إجبارا. وهذا وإن دل على شىء فإنه يدل على أن هذه الثقافة يمكن تطبيقها فى مصر ولا تحتاج لناس من الفضاء مثلا. وبذلك يوجد أمل أن تكون مصر دولة منظمة يُحترم فيها الوقت و العمل ولكن الموضوع كله موضوع سيستم أى نظام يمشى على رقبة الجميع بلا تفرقة.

تلتقون فى الحلقة القادمة مع ثقافة احترام الموارد وعدم اهدار سنت فيما لا يفيد، على فكرة النقود هنا لا يتم جبرها أيضا

ألم أقل لكم "الغربة تهذيب وإصلاح"؟