Search This Blog

Friday, June 10, 2011

الأختان


رغم أن نشوى وسلمى أختان ألا أن شخصيتاهما كانتا شبه متناقضتين....
كانت نشوى تتمتع بشخصية طيبة سهلة لينة...لا تغضب بسهولة وأحيانًا لا تأخذ بالها أصلا أن الناس أخطأوا فى حقها وإذا أخذت بالها
فسرعان ما تلتمس لهم الأعذار وإذا جاءها أحدهم للاعتذار فإنها تسامحه قبل أن يكمل كلامه

أما سلمى فكانت سريعة الغضب من أى تصرف مهما كان تافه تعتقد أن يمس كرامتها أو كبرياءها...كانت كثيرًا ما تتشاجر مع أقرانها وتخاصمهم بالأيام الطويلة حتى وإن اعتذروا لها

كانت أمهما تحب نشوى كثيرًا وتعتقد أنها ستكون أسعد كثيرًا فى حياتها من سلمى اللى مش بيعجبها العجب

لكن ما حدث بعد ذلك خالف توقعات الأم....فعندما تزوجت البنتان...كان زوج نشوى كثيرًا ما يستغل طبيتها فيكثر من طلباته ولا يساعدها فى أى شىء ..وﻷن نشوى لا تشتكى  فقد كانت تعمل طباخة وخدامة وسواقة للأولاد وزوجة بالإضافة لعملها الأصلى ولم تفكر يومًا أن تثقل كاهل زوجها بطلب خدامة تساعدها ولو يوم فى الأسبوع كما تفعل أختها سلمى التى كانت تتشاجر مع زوجها يوميًا بسبب أعباء المنزل وتطلب منه أن يساعدها وألا فلن تفعل أى شىء

كان زوج سلمى يحاول أن يتجنب وجع الدماغ يا أما يا وليه يا سواد ليله لو نسى أن يحضر هدية لسلمى فى عيد ميلادها أو يحضر هدية لوالدتها فى عيد الأم..كان يعلم أن زوجته قماصة وسوف تبوز فى وجه أسبوعًا لو نسى أى مناسبة مهمة أو غير مهمة

أما زوج نشوى فكان يعرف أن زوجته لن تعاتبه أصلا لو نسى عيد ميلادها....ربما حزنت قليلا ولكنه لو اعتذر لها وقال لها كلمتين حلويين فسوف تنسى كل شىء وهذا شجعه أكثر على عدم الاهتمام بنشوى وبمناسباتها الخاصة ...كان أحيانا يحضر من العمل غضبان من مديره فينفث غضبه فى نشوى....فهى زوجته ولابد أن تتحمله....وكانت نشوى تتحمل ثورته بأعصاب من حديد وتحاول أن تكتم غضبها داخلها ..كانت تقارن لا شعوريًا بين زوجها وبين زوج أختها سلمى الذى لا يمكن أن يعلو صوته عليها مهما كان

فكرت نشوى كثيرًا فى حالها..كانت ترى زوج أختها يتمنى لها الرضى ترضى كما يقولون...وترى أختها وهى تتمنع عنه وتشتكى منه طول الوقت مما يدفعه لبذل المزيد لإرضائها...أما هى فكأنما تدفع ثمن طيبتها ..كانت كل ما تريده من زوجها هو قليل من التقدير..هل يجب عليها أن تتذمر وتفتعل المشاجرات وتغضب بالأيام حتى يحاول زوجها أن يرضيها كما يفعل زوج سلمى؟

  ولماذا لا يقدرها زوجها ويحاول أن يحافظ على مشاعرها بدون أن تفعل كل هذا؟
لقد حاولت نشوى مرات قليلة أن تتصرف مثل سلمى ولكنها لم تستطع..لم تشعر أنها نفسها

كانت ترن فى أذنها كلمة "زوجك على ما تعوديه"..أتراها عودت زوجها أن يتجاهلها وأن يلقى كل الأعباء على كاهلها فى حين أن أختها عودت زوجها على العكس؟ ولماذا كٌتبت عليها التعاسة لمجرد أنها طيبة ومعطأة وسريعة الغفران؟

مهلًا قليلًا ....هل نشوى فعلًا تعيسة؟ وهل سلمى سعيدة؟

هذا ما يعتقده كل الناس بما فيهم أمهما

ولكن الحقيقة أن سلمى ليست بسعيدة...بل هى تشعر بالتعاسة طوال الوقت ربما أكثر كثيرًا من نشوى...صحيح أن زوج سلمى يرن عليها كل يوم من الشغل 5 مرات ويبعث لها الرسائل فى حين أن زوج نشوى لا يسأل فيها ولكن سلمى تشعر بالحزن ﻷنه لم يكلمها بدلا من أن يرن عليها وتتشاجر معه من أجل ذلك

صحيح أن زوج سلمى اشترى لها وردًا فى عيد ميلادها ولكنها شعرت بالاكتئاب لمدة أسبوع لأنه لم يشترى لها خاتمًا ذهبيًا كما كانت تريد فى حين أن نشوى تقبلت اعتذار زوجها بسبب نسيانه عيد ميلادها وقضا معًا ليلة سعيدة ثم نسيت اﻷمر برمته

أن طبيعة سلمى التى تضخم الأخطاء تجعلها فى صراع دائم مع من حولها سواء زوجها أو أهله أو الخادمة أو البواب أو أصدقائها أو زملائها فى العمل أو حتى أهلها...كل يوم خناقة مع شخص مختلف أو خصام مع شخص آخر...فى حين أن نشوى تتمتع بعلاقات طيبة مع كل من حولها...صحيح أن بعض الناس يستغلون طيبتها ولكنها فى الآخر تنام وهى لا تفكر فى فلانة قالت وعلانة عادت...بل تضع رأسها على المخدة وتنام بلا أى ضغائن ﻷى انسان

ربما اعتقد الناس أن سلمى أسعد من تشوى ﻷنها ظاهريًا تتم معاملتها من زوجها بطريقة أفضل من الطريقة التى يعامل زوج نشوى بها أختها...ولكن الحقيقة أن سلمى ليست سعيدة بهذه المعاملة ودائمًا ما تطلب أكثر فى حين أن نشوى راضية بعطائها وبأقل شىء يفعله زوجها....فمن تراها اﻷسعد؟
ومن تراها ستكون الأسعد فى الآخرة؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
"من كان سَهلاً هيناً ليناً, حرَّمه الله على النار"
حديث صحيح

بقلم
دينا سعيد
9-6-2011

Tuesday, May 31, 2011

الصديقات


جلست أربع صديقات يتحدثن عن فارس أحلامهن 
اتفقن جميعًا على أنهن يريدن شخصًا يراعى الله ويتقيه ولكنهن اختلفن فى شىء آخر
فقالت أحداهن أنى أريد أن أتزوج برجل أشعر أنه مسئول عنى..أشعر معه بالأمان...يجعلنى دائمًا أحس بأن والدى لم يمت وأنه ظهرى وسندى فى الدنيا
وقالت الثانية لا يعننى أن أتزوج بمن هو مسئول عنى فأنا أستطيع أن أكون مسئولة عن نفسى بل أنى أريد أن أتزوج رجلًا ذا وظيفة مرموقة وله طموح فى عمله..أواجه معه تحديات الحياة ونبنى مستقبلًا لنا ولأسرتنا الصغيرة
قالت الثالثة لا يهمنى الوظيفة بل يهمنى أن أتزوج بمن يحتوينى عاطفيًا يجعلنى أشعر أنى ملكة متوجة...يأخذنى بمشاعره إلى أعلى الآفاق لنحلق عاليًا...يغار علي من النسمة ويمطرنى حبًا وغزلًا
أما الرابعة فقالت أنى أقدر المشاعر ولكنى لا أحب هذه الرومانسية الطاغية بل أنى دائمًا ما أشعر بالغثيان من الأغانى التى من نوعية (أنت عمرى) لا أعلم كيف يحبس الناس أنفسهم فى وهم أن شخص واحد يعنى الحياة بأكلمها وكأن ليس فى حياتهن أب ولا أم ولا أخوة ولا أصحاب ولا عمل
إنى أريد من يشبعنى عقليًا ..أتحدث معه وكأنه أستاذى..يتكلم فأنصت ...نتبادل الأراء والأفكار معًا..أرقى فكريًا بكلامه معه ويرقى فكريُا بكلامه معى..إنى لا أتخيل أن أتزوج يومًا بمن لم يقرأ فى حياته سوى الكتب الدراسية ولا يعرف فى حياته سوى عمله وأصحابه
أريد أن أحلق مع من أتزوجه فى آفاق الفكر الواسعة ...ونبنى حياة زوجية على العقل وليس العاطفة وحدها
تطلعن الأربعة إلى بعضهن البعض واكتشفن لأول المرة اختلافهن عن بعض....فهناك من تبحث عن الأمان وهناك من تبحث عن الطموح وهناك من تبحث عن العاطفة وهناك من تبحث عن العقل
لم يتجادلن كثيرًا فقد آمنت كل منهن أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
وانصرفن وفى صدر كل منهن تنهيدة تبحث عن هذا الفارس التى خلقه الله لها وحدها
فهل يا ترى سيقابلونه فى هذه الدنيا؟
أم سيكون اللقاء فى الجنة

Sunday, May 29, 2011

التاريخ الدموى للمسلمين



التاريخ الدموى للمسلمين!!

رد على د. خالد منتصر فى حلقة العاشرة مساءًا

عقدت مناظرة فى برنامج العاشرة مساءًا بين الأستاذ صبحى صالح ( أحد أقطاب الأخوان) وبين د. خالد منتصر ( أحد دعاة العلمانية) عن الدولة المدنية والدولة الإسلامية (1)...وفى سياق الحديث أشار د. خالد إلى حادثة مقتل ابن المقفع البشعة كدليل على التاريخ الدموى للمسلمين عندما يحكمون باسم الدين!!

أخذ د. خالد يشرح كيف تم قتل ابن المقفع وإلقاء أعضاءه واحدة واحدة فى النار لتشوى ويأكل منها واستفاض فى الحديث وكأنه يشرح أحد مشاهد لأفلام الرعب الأمريكية...تخيلت الرعب والفزع وهو يدب فى عدد ليس بقليل من المشاهدين وهم يتخيلون أنه لو وصل للحكم أحد الإسلاميين فإنه سيشرع فى تقطيع الأوصال وشى أعضاء كل من يخالفه فى الرأى. وللأمانة فقد وضح د. خالد أنه يتكلم عن التاريخ الدموى للمسلمين وليس عن التاريخ الدموى للإسلام!!

إن د. خالد منتصر مارس فى كلامه ما يمكن أن يعتبر تدليسلًا على المشاهدين حيث أوحى لهم أن ابن المفقع قد تم قتله بهذه الميتة البشعة نتيجة خلاف فكرى والواقع أن الخلاف كان خلافًا سياسيًا وليس فكريًا (2) وحتى إن كان فكريًا فإنى لا أعلم كيف تكون حادثة مثل حادثة مقتل ابن المقفع التى حدثت فى أوهن عصور الخلافة الإسلامية (نهاية الدولة العباسية) دليلًا على التاريخ الدموى للمسلمين. ألا يحدث حتى فى الدول العلمانية أن يحدث خلافًا سياسيًا فيلفق أحد الخصوم للآخر التهم او تم اغتيال الخصم بدم بارد!!

إنى لا أدافع عن قتلة ابن القفع بل إنها حادثة بشعة مثلها مثل آلاف الحوادث الآخرى التى حدثت على مدار التاريخ مثل حوادث قتل الكنسية للعلماء المخالفين لها(3) ومثل حتى قتل اليهود لشبيه المسيح (أو للمسيح نفسه فى عقيدة المسيحيين)....ولكن كيف نتخذ من بعض هذه الحوادث التى حدثت بسبب الجهل والتعصب الأعمى دليلًا على التاريخ الدموى لهولاء او أولئك! ومنذ متى كان سوء التطبيق دليلًا   على سوء المبدأ وليس سوء المطبقين؟

التاريخ الدموى للمسلمين!! وكأن من يجلسون أمام الشاشة هم مجموعة من المغيبيين عن الأحداث فلا يرون التاريخ الدموى للاسرائيلين وقتلهم حتى الأطفال العزل منذ عام 1948 إلى وقتنا هذا. وكأن هولاء المغيبيين لا يعلمون أنه لولا رعاية أمريكا ومعظم دول أورويا (العلمانية) لإسرائيل لما اقترفت كل هذه المجارز.

التاريخ الدموى للمسلمين!! وكأننا لم نرى أمريكا العلمانية وهى تقصف اليابان بالقنابل النووية فتدمر الأخضر واليابس وتشوه أجيالًا من البشر وكأننا لم نراها وهى تغزو العراق فى محاولة لفرض الديمقراطية كما قيل بينما كما نعلم جميعًا هى محاولة للاستيلاء على بترول العراق...مجرد حرب عادية مات فيها ما يقرب من مليون عراقى فقط!!

التاريخ الدموى للمسلمين!! وكأن هذه المنطقة من العالم العربى لم تلاقى الويلات من استعمار البلاد الغربية العلمانية التى مصت ثرواتها المعدنية وغير المعدنية ولم تترك بلادنا إلا بعدما تأكدت أنها زرعت بذور الفتنة فى كل بلد حتى لا تتنهض لهذه الشعوب مرة آخرى وتستعيد مجدها المنصرم.


من حق د. خالد أن يختلف مع الأخوان ومع ممن شاء من التيارات الإسلامية أو السياسية من واقع أفكارهم أو برنامجهم ولكن ليس من حقه أن يأخذ المناقشة لأبعد من ذلك ليستخدم حوادث فردية فى التاريخ الاسلامى ليبرهن على التاريخ الدموى للمسلمين كما يقول وليؤكد أن طبيعة المسلمين عندما يختلفون مع غيرهم فى الراى هى الطبيعة الدموية وأن هذه هى طبيعة الاختلاف فى الدين وأن الحل هو العلمانية وكأن العلمانية ثوب ناصح البياض من الدموية وكأنى لا أقبل أن يتم قتل إنسان بسبب فكره أو دينه ولكنى أقبل أن يتم قتله بسبب مصالحى الشخصية...وطبعًا كلا الأمرين مرفوض ولكن هناك عقوبات وحدود ولو أدى الانسان بفكره لفساد المجتمع فلابد أن يعرض على محاكمات عادلة حتى لا يفسد المجتمع بدوره...ودعونى أذكركم بأصحاب الفكر الجديد فى الحزب الوطنى الذين أفسدوا الحياة السياسة والاجتماعية فى مصر بفكرهم...الموضوع ليس أنهم ضد الدين ولا ضد الإسلام ولكن الموضوع أنهم بفكرهم تسببوا فى هلاك المجتمع فلابد من حسابهم على هذا

قل لى يا سيدى  هل العلمانية ستحمينا من بطش أحدنا بالآخر بسبب اختلاف فكرى أو عقائدى أو سياسى؟ 
أم سترانا سنغدو مثل السمك يأكل الكبير فينا الضعيف طالما لا يوجد نرجعية دينية تردع حاكم هذه الدولة؟ لن نرى وقتها مشكلة فى تصدير الغاز لإسرائيل وحصار الفلسطنيين طالما أن هذا يصب فى مصلحتنا الشخصية بصرف النظر عن اعتبارات الأخوة الدين...ففى العلمانية لا
توجد مثل هذه الاعتبارات. وأرجوك أن تعطنى مثال لدولة واحدة علمانية لا يوجد فيها بطش بالآخرين لأى سبب كان.


وفى المقابل لو كانت لنا مرجعية دينية من هذا الدين العظيم الذى هو رحمة للعالمين فإننا لن نستطيع أن نلقى يومًا بالغلال فى الأطلنطى كما تفعل الدول العلمانية ليرتفع سعرها العالمى بينما هناك مجاعات تجتاح العالم كله...بل إننا سنطعم ما يفيض عن حاجاتنا وحاجة البشر حتى للطير على .رؤوس الجبال كما حدث فى عهد عمرو بن عبد العزيز ..أم ترانا لا نقرأ من التاريخ الإسلامى سوى المنصور العباسى؟

إنى أقول بقول الشيخ الشعراوى رحمه الله "إنى أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ولا يصل أهل الدين إلى السياسة"....نعم إنى أتمنى أن يحكمنى أصحاب الخبرة والحنكة السياسية المتحلون بأخلاق الدين والذين يتخذون من تعاليمه نورًا ونبراسًا ولكنى لا أتمنى أن يصل المشايخ والدعاة إلى سدة الحكم طالما لا يمكلون الخبرة اللازمة لهذا الأمر الجلل.

المراجع:

3- http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%...AA%D9%8A%D8%A7


دينا سعيد 29 مايو 2011

Friday, May 20, 2011

لا لثورة 27 مايو


يُحكى أنه كان هناك طالب...بذل مجهود كبير فى امتحان التأهل للدراسات العليا حتى قبلته جامعة جيدة جدًا ولكن همته ضعفت فتوقف على المذاكرة ومتابعة دروسه والحق أن مشرفه كان غير متابع له أيضًا ومكبر دماغه فتأخرت علامته..فقرر أن يترك مشرفه وبذل مجهود كبير ليقبله مشرف آخر وما أن تسلم عمله حتى هبطت همته وظل أشهر لا يذاكر وقد كان مشرفه عنيفًا معه ومع الطلبة الآخرين وكثيرًا ما يوبخه...فقرر أن يتركه وبذل مجهود كبير لينتقل لجامعة آخرى وهناك قابل مشرف آخر وكان رجلًا رائعًا بلا أى عيب لكن كان له زميل يهودى يضايقه فلم يستطيع التركيز فى العمل فقرر أن يترك هذه المجموعة البحثية و.....هكذا استمر صديقنا يتنقل من جامعة لجامعة ومن مشرف لمشرف وفى كل مرة يتهم المشرف أو الظروف أو الزملاء ولكن فى الواقع السبب الحقيقى لتأخره لم يكن كل هولاء بل كان كسله عن أداء عمله الحقيقى ونشاطه فقط عند لحظة التغيير...ولكنه لم يملك الشجاعة مرة واحدة ليواجه حقيقة نفسه أو على الأقل ليعمل بجد واجتهاد لفترة ليرى إذا ما كانت الظروف ستتحسن أم لا..أو أن يحاول علاج مشاكله بطريقة آخرى غير الصراخ والهرب 



يا ترى هل ستتوقف الثورات فى مصر يومًا ما لندرك أن العيب فينا نحن وليس فيمن يحكموننا؟ 


ثورة 27 مايو ..إذا كانت اعتراض على أوضاع خاطئة يكون اسمها مظاهرة أو مليونية..معنى ثورة أنها تهدف لقلب نظام الحكم...

هل تتذكرون ثورة 25 يناير؟ من اللحظة الأولى كان الشعار (الشعب يريد إسقاط النظام) وكانت الهتافات (يسقط يسقط حسنى مبارك)..إذن سيكون الهتاف هذه المرة ( يسقط المجلس العسكرى)....

لماذا نريد أن نسقطه؟ أليس هناك انتخابات مجلس شعب وشورى ثم انتخابات رئاسية؟ أى أننا أمامنا فرصة للتغير الحقيقى بالانتخابات المعبرة عن إرادة الشعب...فى عصر مبارك لم تكن هناك أى فرصة للتغيير ..انتخابات مجلس الشعب تم تزويرها بالكامل والدستور تم تفصيله على مقاس جمال مبارك...والاهم من ذلك أنه لم يكن هناك أى أحد يسمع لنا أو يتراجع عن قرار خاطىء أو يعين رئيس وزراء يريده الشعب...بمعنى أن ثورة 25 يناير كان لابد منها لأنه لم يكن هناك حل آخر

ولكن ثورة 27 مايو مختلفة لأنه هناك حلول آخرى دستورية وشرعية تتيح التغيير....يقول قائل ولكنه قد يزورون الانتخابات؟ لماذا إذن لا ننتظر حتى يتم التزوير فعلا ونتأكد من ذلك ثم نثور؟ 

هل سندفع بالبلد إلى الهواية من أجل هواجس خاصة مع إعلان مباشرة الحقوق السياسية الذى ينص أن الانتخابات مؤمنة من القوات المسلحة (وليس الشرطة) وأن هناك قاضى على كل صندوق إلى آخره؟

يسقط المجلس العسكرى..ثم ماذا؟ نريد تعيين مجلس مدنى؟ من هم أعضاء هذا المجلس؟ ومن الذى اختارهم؟ هل هى أغلبية الشعب المصرى أم مجرد اختيار مجموعات فردية؟ 

هل تريدون إقناعى أن الثوار الذى لم يستطعيون أن يتفقوا فيما بينهم على ائتلاف واحد يجمعهم وتفرقوا إلى حوالى 100 ائتلاف وحركة وحزب سيجتمعون على أسماء مجلس رئاسى واحد ؟

وهل لو عملنا استفتاء وخيرنا الشعب المصرى بين المجلس المدنى والمجلس العسكرى..من سيختار؟ 

بنسبة 99% ستكون الأغلبية لصالح المجلس العسكرى ومن ينادون بالثورة يعرفون ذلك ولكنهم يريدون تجاهل إرادة الشعب الحرة وفرض وصايتهم عليه

وهل لو نجحنا فى إسقاط المجلس العسكرى فعليًا من سنجد ليدافع عن حدود البلاد ويؤمن العملية الانتخابية وبل ويحمى المجلس المدنى نفسه؟ فلا قوات مسلحة ولا شرطة ستطيع أمر هذا المجلس المدنى؟ أم ترانا نعول على احتمال إنقلاب عسكرى داخل الجيش؟ أم أننا فقط غاضبون ولا نفكر فى عواقب ما نفعله؟

هل فترة ثلاثة أشهر كافية للحكم على أى انسان فى موقع قيادى مهما كان خاصة إذا كان فى ظروف من التخبط وتشوش الرؤية وعدم الخبرة؟ إذا كانت الإجابة بنعم فلنجهز أنفسنا لثورة آخرى يوم 29 أغسطس لأنه بالتأكيد لن يعجب بعض الناس أداء المجلس المدنى وسيطالبون بالثورة ضده...

وهكذا سنظل من ثورة إلى ثورة ومن انقلاب إلى انقلاب مثل هذا الطالب الذى ظل ينتقل من مشرف إلى مشرف ومن جامعة إلى جامعة دون أن يفكر ولو للحظة واحدة أنه هو نفسه سبب رئيسى للمشكلة وأنه ربما لو اعطى نفسه الفرصة ليعمل ويجتهد ويبنى ربما تحسنت الأوضاع كثيرًا عما يراه...بالطبع لن تكون مثالية ...ولكنه سيكون سائرًا على الطريق الصحيح

Sunday, May 8, 2011

قصة واقعية لأم مصرية...من وحى أحداث إمبابة



يحكى أنه كان هناك زوجة عانت الأمرين من زوجها لمدة30 عامًا..لم يكتفى بالاستيلاء على مرتبها وميراثها لكنه كان يضربها ويضرب أبنائها ليل نهار..وزاد الطين بلة أنه كان يريد يحتقر التعليم والثقافة وكان يمنع جميع الكتب والقنوات الثقافية فى البيت..لم يكن مسموح أن يشاهد أحد ألا الأفلام والأغانى...فقد ظن أن هذا تهييف أبنائه هو الطريق الوحيد الذى يجعلهم خاضعين له مستسلمين لجبروته...كان أحيانًا يمنعهم من الصلاة وأحيانًا آخرى يفسد عليهم صيامهم بالمغريات....كان يعرف أنهم لو عرفوا 
ربهم عن حق فلن يرضوا بالظلم الواقع عليهم أو على أمهم..



حاولت أمهم المسكينة أن تعلم أبناءها على قدر استطاعتها...وكانت دائمًا ما تدعو لهم وتسأل الناس أن تدعو لهم...فكرت كثيرًا فى الطلاق ولكنها كانت ما تستمع لمن يقولون لها "اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش" ..من سيحميكى لو تركتى زوجك؟ ظل راجل ولا ظل حيطة ....



حتى جاء اليوم الذى كان زوجها فى عز غضبه وثورته فضرب ابنها الأكبر ضربًا مبرحًا حتى مات فى يديه من الضرب...ولكن لأن زوجها ضابط ذو نفوذ كبير فقد أفلت من العقوبة بأعجوبة ...وفاض بالأم وابنائها ولم يستطيعوا أن يتحملوا هذا الرجل الظالم أكثر من هذا.. ألا يكفيه تجويعهم وتركيعهم؟ ألا يكفيه جهلهم؟ ألا يكفيه تخلفهم؟..فحزمت الأم أمرها وقررت أن تخلع زوجها...عانت كثيرًا من الإشاعات التى أطلقها عليها فى كل مكان..قال أنها تعرف رجال غيره وأنها لم تكن زوجة مطيعة وأنه هو الذى تحملها فى صبر..لامها بعض الناس على ترك زوجها الوفى الذى كان يمنع عنها المصائب والأهوال ..وقال لها البعض لقد غدرت بزوجك فمن الذى يأمن لك؟ خوفها البعض أنها لن تستطيع الحياة بدونه فهو رغم كل عيوبه كان يبعد عنها أذى الأشرار واللصوص والمتربصين...



مرت الأيام بعد الإنفصال..كان كثيرًا ما يتشاجر أبنائها مع بعضهم البعض...فهم لم يتعودوامن قبل على اتخاذ أى قرار..وكان طبيعى أن يحدث اختلاف فى وجهات النظر....وأحيانًا كان يصل الشجار بينهم لحد التشابك فقد تعودوا طويلًا على العنف ومن الصعب أن ينسوا أنهم تعلموا من والدهم أن حل أى مشكلة هو العنف...صبرت عليهم ودعت أن يحفظهم الله وألا يتفرقوا فيفشلوا ويذهب ريحهم...دعتهم إلى الاختلاف برحمة وود..فالكل يريد مصلحة الأسرة فى النهاية ...



وفى يوم هاجمهم بعض اللصوص واستولى على بعض من ذهب الأم ..قاومهم ابنها الثانى فقتلوه..قال لها الناس أرأيت لو لم تكونى خلعتى زوجك لكان تصدى لهولاء اللصوص وردعهم وحماكى أنت وأولادك منهم؟ أرأيت كيف يتشاجر أبنائك ليل نهار بعد رحيله ؟ أنه هو الوحيد الذى كان يستطيع أن يردعهم فلا يٌسمع لهم صوت....كانت مضطربة وحائرة للغاية حتى عرفت أن زوجها هو الذى اتفق مع اللصوص الذين هاجموهم حتى يجعلها تعرف قيمته..لم يكفى بقتل الابن الأكبر ...ولو قدر سيقتل كل أبنائها حتى يستطيع أن يثبت شيئًا واحدًا فقط..أن الحياة من دونه جحيمًا..وأنه كان يستحق كل مليم استولى عليه من زوجته مقابل حمايتها هى وأولادها..



ألا تذكركم هذه القصة بشىء ما؟






تم نشرها على الجزيرة توك 

Sunday, April 10, 2011

ثورة أم إنقلاب عسكرى!!!!

عندنا الآن فرصة ذهبية لانتخابات شعب شورى ورئاسة بلا تزوير..وهناك ناس بدأت تستعد بالفعل ..الأخوان مثلا انتهوا من إعداد قوائم مرشيحهم لمجلس الشعب(1)..لكن معظم القوى السياسية الآخرى غير منتبهة إلى هذا الموضوع الذى يعتبر فى رأيى من أهم التحديات القادمة

ورغم وجود هذه الفرصة الذهبية التى لم نحصل عليها من أكثر من 60 سنة إلا أن هناك بعض الناس تشجع الإنقلاب العسكرى داخل الجيش...ما معنى إنقلاب عسكرى ؟ فريقان (على الأقل) داخل الجيش يحارب بعضهما البعض...بعض الحالمين يتخيلون أن الإنقلاب العسكرى سيكون سلمى مثلما حدث فى 23 يوليو 1952..ولكن من قال إن كل إنقلاب عسكرى يكون سلمى؟ بالعكس هذا الإنقلاب لو حدث - لا قدر الله- ستسيل فيه دماء لا تحصى سواء من الجيش أو الشعب...يقولون وماذا فى هذا؟ الحرية ليست مجانية وهذا هو ثمنها....نعم الحرية ليست مجانية ولكننا حصلنا ولنقل على 80% من حريتنا فهل ندفع البلد إلى إنقلاب عسكرى وحرب أهلية من أجل ال20% المتبقية؟...ثم وفرضًا أن الفريق الذى سيقوم بالإنقلاب العسكرى ربح الجولة وقام بإعدام جميع قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحسنى مبارك وعائلته وصفوت الشريف وكل أتباع النظام السابق...فرضًا أن هذا حدث...هل تعتقدون أن هذا الفريق الذى قام بالثورة سوف يترك البلد لحكومة مدنية وانتخابات حرة؟ أم سيكون مثل ثوار 23 يوليو ويقولون أن البلد فى فوضى ونرجع بالتاريخ 50 سنة للوراء؟ فكيف نضحى بما لدينا الآن من مكاسب ثورية من أجل مكسب لا نعلم إذا كنا سنجنيه أم لا؟

عندما قامت ثورة 25 يناير كنا نعرف الكثير من قائدتها..كنا نعرف أدباء وسياسيين وفنانيين وشيوخ فيهم ..نعرفهم محاربين للفساد منذ أعوام عديدة ونثق فى رأيهم ورجاحة عقولهم..ولكن من نعرف الآن من محرضى الإنقلاب؟ ضابطان سابقان فى القوات المسلحة عليهم أكثر من علامة استفهام...أحدهم يدعى أنه هرب من القوات المسلحة المصرية لأنه لا يريد أن يشارك فى حرب العراق...ثم نكتشف وللعجب أنه اختار أن يهرب الولايات المتحدة الأمريكية التى تقود الحرب ضد العراق...بل واختار أن يتزوج من أمريكية!!! (2)...ومن نعرف أيضًا؟ مايكل نبيل سند الذى رفض التجنيد لأنه لا يريد أن يحارب إسرائيل التى تدافع عن حقها المشروع فى الوجود على حد تعبيره (3) كما نعرف أيضًا حوالى 20 ضابط انضموا يوم الجمعة للمتظاهرين ومن يراهم وهم يتحدثون يستطيع بسهولة أن يستشف عدم صدقهم..وهل لو كانت حالة السخط على قيادات القوات المسلحة عامة؟ كنا سنشاهد 20 ضابطًا فقط أم آلاف؟

ثم من أدرانا أن هذا الفريق الذى يدعو للإنقلاب العسكرى على حق لنسانده؟ من قال أنه ليس صراع على السلطة؟ ومن قال أنهم ليسوا عملاء أجانب أو حتى عملاء لمبارك؟

أننا الآن أمام مفسدتان..مفسدة صغرى فى رأيى وهو فساد بعض قيادات القوات المسلحة (إذا صح ذلك) ومفسدة كبرى وهى الإنقلاب العسكرى وليس علينا إلا القبول بالمفسدة الصغرى لتجنب المفسدة الكبرى التى لا يعلم مغبتها سوى الله سبحانه وتعالى

أما بالنسبة لمحاكمة مبارك ورجاله فالكل يعلم أنه لابد من محاكمة مدنية لإعادة الأموال المنهوبة..وحتى بعد خطاب الرئيس المخلوع الذى أوحى فيه للناس أنه لا يمتلك شيئًا فما زالت هناك التهم الجنائية وبالذات قتل المتظاهرين..ومن الممكن إدانته فيها..وعندها يختار أو نختار نحن ما بين إعدامه أو رده الأموال المنهوبة

كان رأى الكثير من السياسيين داخل وخارج مصر بعد تنحى مبارك المفاجىءأنه لم يتنح إلا بعدما أخذ ضمانات كافية من داخل مصر وخارجها (وخاصة من الولايات المتحدة ) ألا تتم ملاحقته قضائيًا...وهذا هو ثمن ألا تسيل الدماء أنهارًا وكان على البعض أن يأخذ قرار التضحية بمحاكمة مبارك من أجل حقن الدماء...ولا يوجد علم إذا كان هذا الكلام صحيح أم خاطىء..ولكنه ليس مستبعد
وهو ما يعنى أيضًا أن هناك فرقًا بين التواطؤ وبين اتخاذ قرار سياسى فى الوقت الحرج الذى كنا فيه يوم تنحى مبارك واحتمالات مواجهات الشعب مع الحرس الجمهورى وانسحاب الشرطة وكل كان عليه الوضع وقتها...فالسياسة ليست أبيض وأسود فقط أو يا أما معى أو ضدى..بل فيها جميع ألوان الرمادى والقرارات المركبة

إنى أكره مبارك كره العمى ولكنى أحب مصر كما أحب أمى ويمكننى أن أرضى بالعمى من أجل أن تعيش أمى...لو كان ثمن محاكمة مبارك هو الإنقلاب العسكرى والحرب الأهلية ودماء الشعب والجيش فأنا لا أريد محاكمته وسأترك حسابه للواحد القهار


المصادر:

(1)

(الإخوان) تنتهى من إعداد قوائم مرشحيها فى (الشعب)

http://www.shorouknews.com/contentdata.aspx?id=428084

(2)النقيب شريف يرد على بلال فضل و يفضح المجلس العسكري

http://youtu.be/yKL1jgx--zw

(3)
"يديعوت أحرونوت" تحاور شاباً مصرياً يعلن حبّه لإسرائيل

http://www.boswtol.com/politics/news/10/october/26/21781

دينا سعيد 10 أبريل 2011

Friday, April 1, 2011

رؤية لتطوير فى النظام الإدارى فى الجامعات....جزء 2

رضنا فى مقالنا السابق ملامح عامة للرؤية فى التطوير الإدارى فى الجامعات

ونتعرض هنا لمزيد من التفصيل فيما يتعلق باتحادات الطلاب
ورؤيتنا هذه مبنية على ما يحدث فى جامعة كالجرى بكندا مع بعض التعديلات

مبدئيًا لابد أن يكون هناك اتحاد لطلاب الدراسات العليا (دبلومة - ماجستير - دكتوراة) واتحاد لطلاب ما قبل الدراسات العليا
undergraduates
ومن المعلوم أنه يوجد حاليًا فى جامعتنا المصرية اتحاد لطلاب ما قبل الدراسات العليا ولكن لا يوجد أى تمثيل لطلاب الدراسات العليا مما يعد تهميشًا لهم فى العملية التعليمية رغم أن هولاء الطلاب من المفترض أن تقوم الجامعة وأبحاثها على جهودهم

يتم تشكيل الاتحاد فى كل قسم من أقسام الجامعة بمعنى ان هندسة كمبيوتر يعد قسمًا مستقلًا عن هندسة اتصالات ومن المعلوم  أنه فى الوضع الحالى يتشكل الاتحاد للكلية ككل فهناك اتحاد لطلاب كلية هندسة القاهرة بأقسامها ال14 ولكن لا يوجد تمثيل لكل قسم على حدا وذلك رغم أن كل قسم من أقسام كلية هندسة له لائحة داخلية خاصة به وله متطلبات قد تختلف عن قسم آخر

يعتبر اتحاد الطلاب بمثابة حكومة للطلاب (هذا هو المصطلح الذى يطلقه مشرفى فى الدكتوراة على اتحادات الطلاب) وذلك لأن هذه الاتحادات تمثل مرحلة تعليمية هامة فى حياة الطلاب لتعوديهم على ممارسة الديمقراطية والقيادة ومهارات الاتصال..ومعنى حكومة أن الطلاب هم الذى يشكلون الحكومة وهم الذين يراقبون أدائها ولا يتدخل القسم أو الكلية من قريب أو بعيد فى عمل الإتحاد إلا بطريقة المشورة
والتوجيه البناء ولكن لا يتم أى نوع من التدخل الرسمى فى عمل الإتحادات طالما أنه لم تحدث مخالفة قانونية أو أخلاقية واضحة


مم يتشكل الاتحاد؟
الاتحاد فى أبسط صوره يتشكل من رئيس ونائب رئيس ومسئول مالى ..ولكن بعض الاتحادات التى تمثل عدد كبير من الطلاب لديهم
نائب رئيس للشئون العلمية ونائب رئيس للشئون الاجتماعية ونائب رئيس للاتصالات  وهكذا

ما الذى من الممكن أن يقدمه الاتحاد؟
- تنظيم محاضرات علمية وعملية فمثلا تنظيم محاضرات عن مهارات التدريس أو عن كيفية كتابة الرسالة أو عن كيف تبعد عن التوتر أثناء الامتحانات
- تنظيم الأنشطة الاجتماعية مثل دورى كرة قدم أو يوم اجتماعى أو حفلة خيرية
- تنظيم استقبال الطلاب الجدد وتعريفهم بالقسم أو الكلية
orientation
- تمثيل الطلاب فى الاجتماعات المختلفة حيث
يتم عمل الاتحادات بشكل هرمى بمعنى أن اتحاد القسم يكون ممثل فى اتحاد الكلية الذى بدوره يكون ممثل فى اتحاد الجامعة الذى بدوره يكون ممثل فى اتحاد جامعات مصر...مع العلم أن الاتحاد الذى يمثل جامعات مصر له حق تمثيل الطلاب فى اجتماعات وزارة التعليم العالى
- تمثيل الطلاب فى لجان الاشراف على العملية التعلمية والبحثية وفى لجان اختيار الأستاذة والعمداء وروساء الجامعات طبقًا لطبيعة الإتحاد
فمثلا الاتحاد الموجود فى القسم يمثل طلبة القسم قى لجنة اختيار أستاذة القسم ورئيس القسم بينما اتحاد الكلية يمثل الطلاب فى لجنة اختيار عميد الكلية ووكلاء الكلية بينما اتحاد الجامعة يمثل الطلاب فى لجان اختيار رئيس الجامعة ونوائبه
ويكون لممثل الطلاب صوت مثله مثل أى عضو فى اللجنة
كما تجدر الإشارة أن لابد من وجود ممثل لطلاب الدراسات العليا وطلاب ما قبل الدراسات العليا

كيف يتشكل الأتحاد؟
1-
  يكون هناك شخص (أو عدة أشخاص) مسئولين عن الإعلان عن موعد التقدم للانتخابات وفتح باب الترشح وذلك عن طريق استمارة  خاصة يكتب فيها المرشح بياناته ويحصل على توقيع عدد ما لا يقل عن 5 طلاب للموافقة على ترشيحه
2- تبدأ الحملة الانتخابية للمرشحين ويجب على الجميع عدم نشر أى مطبوعات او مواد الكترونية خاصة بالحملة بدون موافقة لجنة الترشيح وذلك حتى لا تحمل هذه المطبوعات معلومات خاطئة أو مضرة للطرف الآخر (ملحوظة أمن الدولة كان يقوم بهذا الدور من قبل لكننا هنا ندير أنفسنا بأنفسنا)
3- فى حالة مخالفة مرشح لقواعد الانتخابات يتم إنذاره من اللجنة وإذا لم يتراجع فى ظرف مهلة زمنية معينة (24 ساعة غالبًا) يتم حذفه من الترشيح
4- يتم عمل مناظرة بين الطلاب المرشحين ليعرض كل منهم رؤيته ووجهة نظره
5- تبدأ العملية الانتخابية بالاقتراع السرى المباشر ثم يتم إعلان النتيجة

من أين يحصل الاتحاد على الميزانية؟
ميزانية اتحاد القسم يقررها القسم وميزانية اتحاد الكلية تقررها الكلية وهكذا
ويقدم كل اتحاد رؤيته لما يريد أن يقوم به فى بداية العام الدارسى ويناقش مواد الميزانية مع رئيس القسم او رئيس الكلية
ليتم إقرار المزانية
ثم فى نهاية العام يقدم الإتحاد كشفًا بالميزانية التى تم صرفها مدعمًا بالإيصالات

ماذا لو يعجب الطلاب بأداء الإتحاد؟
السلطة المطلقة مفسدة ولذلك تتشكل لجنة قضائية
judicial panel
من عدد من الطلاب يتم اختيارهم بطريقة عشوائية فى بداية العام
وتكون هذه اللجنة هى المختصة بالفصل فى النزاعات بين الطلاب والاتحاد
وربما تقرر اللجنة معاقبة أحد ممثلى الإتحاد لسبب ما كإخلاله بأحد قواعد عمل الإتحاد

ما الذى يحدد عمل الإتحاد؟
تختص لجنة محايدة منتخبة بكتابة ما يشبه الدستور الذى يحدد عمله ووظيفة كل فرد في الاتحاد
ويتم عمل استفتاء للموافقة على مواد الدستور (كل على حدا) بعد مناقشتها فى اجتماع عام يحضره ما لا يقل عن نسبة معينة من الطلاب
ثم يقوم ممثلى الإتحاد بعد ذلك بالعمل وفقًا لهذا الدستور..وإذا تم اقتراح تغيير مادة من مواد الدستور
فلابد ان يتم هذا عن طريق الاستفتاء أيضًا
للإطلاع على دستور اتحاد طلاب الدراسات العليا بقسم علوم الكمبيوتر بجامعة كالجرى

ما الذى سيجنيه ممثلى الإتحاد من مشاركتهم فيه؟
- خبرة سياسة وإدارية غير مسبوقة تضاف للسيرة الذاتية الخاصة بهم
- توسيع دائرة اتصالاتهم ومعارفهم
- بعض الناس يشاركون لأنهم يريدون أن يحدثوا تغييرًا ويشاركوا فى عملية التطوير ويرون ذلك هدفًا لحياتهم فى حد ذاته
- غالبَا عمل ممثلى الاتحادات يكون تطوعى ولكن ربما كان من باب التشجيع عمل مكافات مالية لهم وإن كنت لا أحبذ هذا
حتى لا يحدث نوع من تضارب المصالح

ما الذى ستجنيه العملية التعليمية من دعم اتحادات الطلاب؟
بخلاف إعطاء الطلاب هذه الخبرة وإعداد الكوادر القيادية فإن تنظيم علاقة الطلاب بالجامعة من شأنه أن يخفف الكثير من التوتر والوقت والجهد...فمثلا عندما يريد الطلاب أن يقدموا شكوى فى دكتور ما فبدلا من أن يذهبوا جميعًا لمكتب رئيس القسم او العميد فانهم يتحدثون مع ممثلى الإتحاد فى الأمر ليقوموا بتصعيد شكواهم..كما أن الاتحاد يشكل بديلًا عن أن يقضى الطلاب أوقاتهم فى الجامعة لا يعرفون شيئًا عن الميزانية ولا عن أوجه الإنفاق ويشعرون بالهامشية وانهم ليس لهم حتى حق إبداء الرأى فلا يجدوا أمامهم سوى المظاهرات والانفجار فى كل شىء..كذلك غالبًا ما يكلف رئيس القسم أو وكيل الكلية ممثلى الإتحاد باستطلاع رأى الطلاب قبل تشريع سياسة جديدة فى اللائحة أو اتخاذ قرار ما يشك صناع القرار فى تقبل الطلاب له او رؤيتهم حوله.

ويرجى الملاحظة أن عمل الاتحادات مختلف عن عمل النوادى الطلابية المختلفة فقد يكون هناك أندية فى الجامعة للشطرنج أو  التجارب العلميةأو الخطابة أو المسرح أو الشعر أو حتى أندية دينية...عمل الأندية شىء وعمل الاتحاد شىء آخر
وسنتعرض لأندية  الطلابية وطرق تشكيلها فى مقالنا التالى بعون الله

دينا سعيد
طالبة دكتوراة - قسم علوم الحاسب بجامعة كالجرى بكندا