هل لعبت جميز من قبل؟
عادة المستوى الأول للعبة يكون سهل للغاية لتشجعيك على الاستمرار ثم تزداد المستويات فى الصعوبة فتخسر اللعبة وتبدأ من نقطة الصفر..وعندها أمامك حلان:
أما ألا تلعب اللعبة مرة آخرى ﻷنك تشعر بالفشل والإحباط منها
أو أن تلعبها مرة واثنين وثلاثة حتى تعدى المستوى الصعب عليك وعندها تنتقل إلى مستوى آخرأصعب منه فتخسر وتبدأ من الأول ولكن فى كل مرة المستويات التى تمرنت عليها من قبل تكون أسهل كثيرًا فتنتقل فيها بسرعة حتى تصل للمستوى الحالى وعندها تظل تحاول فيه مرة واثنين وثلاثة حتى تتقنه وتنتقل لمستوى أصعب
وهكذا حتى تقفل اللعبة
بعض الناس -وخاصة من هم فوق الثلاثين- يتعامل مع الحياة بمنطق من لا يريد أن يلعب أى ألعاب...لا يريد أن يضع أمامه أى تحدى من نوع
أنا ماشى وخلاص...مترح ما ترسى دقلها
اتعودت على الشغل بشكل معين وعلى حياتى بطريقة معينة..حتى لو فى أشياء لا تعجبنى فى نفسى أو فى حياتى فخلاص أنا متعايش مع نفسى كده وعلى الآخرين أن يتعايشوا معى على هذا الحال
ولكن متعة الحياة الحقيقة فى أن تظل فى حالة جهاد مستمر مع النفس..فى حالة تحدى دائم
تخرج من مستوى لمستوى أصعب منه...ستفشل مرة واثنين وثلاثة ولكنك بالمثابرة ستعرف كيف تعبر هذا التحدى
وعندها تنتقل لتحدى أكبر منه وهكذا
أن الأمر ليس بمعاناة ...بل هو متعة حتى لو كان التحدى الذى تضعه لنفسك شيئًا بسيطًا
كان هناك فيديو -لا اجده الآن- يقترح أن يعود الإنسان نفسه على أى عادة صحية لمدة شهر
لماذا شهر؟ كما قلنا من قبل لتكتسب عادة تحتاج من 3-4 أسابيع
مثلُا من الممكن أن تقول لابد أن أقرأ كل يوم صفحة أو ألعب رياضة لمدة 10 دقائق أو أصلى سنة الظهر مثلا
عادة واحدة فقط تركز عليها لمدة شهر بعد الشهر لن تحتاج أن تفكر فيها ﻷنك ستفعلها تلقائيًا
وعندها تحاول أن تعود نفسك على عادة آخرى وهكذا
قد تكون حياتك فيها الكثير من التحديات فى حد ذاتها ولكن ما أجمل أن تتحدى نفسك
أكيد الأمر ليس بسهل
وخاصة عندما تنتكس وترجع لنقطة الصفر
ولكن هناك الكثير من الأخبار الجدية:
الخبر الأول:
أنك فى المرة القادمة ستعبر المراحل الأولى أسرع بكثير مما قبل
مثلُُا نفترض أن هناك شخص كان يصلى كل الفروض والنوافل وقيام الليل
ثم واحدة واحدة توقف عن كل هذا حتى وصل أنه أحيانًا لا يصلى الفروض
أو تركها بالكلية
ما الحل؟
?هل يستطيع أن يقرر من الغد أن يصلى كل هذا مرة واحدة
إذا استطاع يومًا فلن يستطيع الثانى
لذا نرجع لنقطة الصفر...كيف عود هذا الإنسان نفسه على الصلاة عندما كان مراهقًا أو صغيرًا؟
يحدد هدف لمدة شهر وليكن أن يصلى الخمس صلوات حتى لو قضاء ولكن لن ينام دون أن يصليهم
ثم يهتم بالصلاة قبل أذان الصلاة التالية حتى وفى آخر خمس دقائق
ثم يهتم باداء الصلوات فى أول وقتها قدر المستطاع
ثم يهتم بأحدى السنن وهكذا يزود تدريجيًا حتى يرجع لمستواه القديم
وعندها لابد ألا يقف عند هذا الحد بل يبحث عن تحدى آخر أصعب
فإذا حدث وشعر أنه بدأ فى طريق الانهيار ثانية طبق نظرية السلم التى تكلمنا عليها من قبل
وهكذا يلحق نفسه سريعًا ويكون تدرجه فى المستويات الأولى التى عبرها من قبل أسرع
أما الخبر الجيد الآخر:
أنك فى هذه التحديات لست بمفردك كما تظن
هناك مقولة لبابلو كيلهو:"
عندما تريد شيئا ما حقا فإن الكون بأسره يطاوعك للحصول عليه
الحقيقة إنى أريد أن أعدل هذه المقولة قليلًا ﻷن الكون ليس بعاقل
"عندما تريد شيئًا ما حقًا فإن الله يسخر الكون بأسره ليطاوعك للحصول عليه"
المفتاح هنا هو الإرادة...إرادة التغيير...هذه الإرادة التى ستدفعك للمثابرة
للمحاولة مرة تلو الآخرى
عندها ستجد فتحًا من الله عليك
أشياء تساعدك تأتى إليك من حيث لا تحتسب فقط ﻷنك أخذت الطريق
ألم يقل الله تعالى
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
لابد أن تبدأ الجهاد وعندها سييسر الله لك السبيل
يقول علماء النفس إن الإنسان إذا اقتنع داخليًا أن شيئًا ما سيقع فسيزيد احتماله أن يقع بالفعل
كيف يزيد الاحتمال؟ لا يقولون لنا
ولكن الله تعالى يخبرنا: أنا عند حسن ظن عبدى بى
وبصرف النظر عن الفلسفة
الثابت إنك لو أردت داخليُا وبشدة أن تتغير وأن تعبر التحدى الذى وضعته لنفسك وأخذت خطوات جدية فى ذلك فستفعل إن شاء الله
وعندها ستعيش متعة النجاح والفرحة أنك نجحت أن تعبر هذا المستوى أخيرًا الذى عذبك
ولربما شعرت أن الأمر لم يكن بهذه الصعوبة حتى يأخذ منك كل هذه الشهور والسنين حتى تقرر أن تبدأ فى تغييره
البداية من عندك أنت ..الخطوة الأولى عليك
فى كل شىء حتى فى عبادة الله ألم يقل سبحانه:
"من تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا"
ما البداية؟
أن تأخذ أنت الخطوة وتقترب إلى الله شبرًا بأى عمل صالح
وسيبارك الله خطوتك بأضعافها
أنت موجود فى هذه الحياة من أجل ذلك...من أجل أن تجاهد نفسك دائمًا ..لا تجاهدها فقط فى ترك الكبائر ولكن تجاهدها فى الطاعات وفى التخلص من آفات النفس وفى إخلاص النية لله وفى تعلم أشياء جديدة واكتساب مهارات مختلفة
وكما قال الألبانى:
طريق الله طويل ونحن نمصى فيه كالسلحفاة وليست الغاية أن نصل لنهاية الطريق بل أن نموت على الطريق
فمتى الراحة؟
عندما تُوضع أول قدم فى الجنة...لا راحة قبلها
ألا إذا اخترت الخيار السهل واقتنعت نفسك أن تعيش الحياة بدون أن تلعب وتقنع نفسك بانك سعيد ومرتاح فى ال
comfort zone
بتاعك
ولكن هل أنك حقًا سعيد؟
دينا سعيد
12-10-2012
ملحوظة: تمت كتابة هذه المقالة يوم الجمعة مساءًا ولكنى أثرت عدم نشرها وقتها تأدبيًا لنفسى
No comments:
Post a Comment