Search This Blog

Saturday, October 20, 2012

وللذكريات قبور



فى رواية "زمن الخيول البيضاء" يصف الكاتب مشهد للسيل وهو يفتح قبر أولاد الحاج محمود اللذان أعدمهما الاحتلال ... ويستيقظ الحاج محمود وزوجته منيرة ليفجعا برؤية عظام أبنائهما أمام المنزل فيلملمها ويتم دفنهما مرة آخرى...

هذا المشهد المأساوى كثيرًا ما يحدث مع جثث الذكريات الأليمة...كم تجاهد فى دفنها وتمضى بك الحياة حيث تمضى وفجأة يحدث السيل التى قد يكون صوت أو رائحة أو مشهد أو حتى حكاية مشابهة ...ويُفتح القبر وتجد نفسك أمام أشلاء كنت قد ظننت أنك نسيتها

تتساءل: لماذا عندما يفتح الطبيب جرحًا غائرًا يعطى المريض مخدرًا فى حين أننا نغوص فى جراح الذكريات ونحن فى كامل وعينا وإداركنا

تظل تحدق فى الأشلاء المبعثرة وتندهش أنك ما زلت تتذكر كل التفاصيل التى دفنتها منذ أمد بعيد

وبعد فترة طويلة أو قصيرة
تقرر أنه لابد من مواصلة الحياة فتقوم بكل مراسم الدفن مرة آخرى  
وتجتهد لتحمى القبر من كل عوامل التعرية التى قد تفتحه مرة آخرى

وتمضى آملًا ألا يحدث سيلًا آخر وتجد نفسك أمام الأشلاء من جديد


دينا سعيد

20-10-2012

2 comments: