يقول العلماء أن الأشخاص الذين يحلمون أحلام يقظة أكثر ذكاءًا وقدرة على مواجهة التحديات الصعبة...بعضنا يحلم بأحلام يقظة عن المستقبل أو عندما يكون عنده اجتماع مهم يظل يحلم أحلام يقظة فيما سيقوله وكيف يرد على هذا وذاك..والبعض يحلم أحلام يقظة عاطفية سواء كان هناك شخص فى حياته أم لا يوجد.
كل هذا جميل ولكن هل فكرت من قبل فى قوة أحلام اليقظة هذه وأنها قد تكون دافعًا لكل لعمل شىء بعيد عنك كل البعد سواء كان خطأً او صحيحًا
يقول ابن القيم رحمه الله : طارد الخاطرة قبل ان تتحول الى فكرة وادفع الفكرة قبل ان تتحول إلى إرادة وادفع الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل"
نعم هذه عن الخواطر التى تتضمن أشياء خاطئة كأن تشرب خمور أو تمارس علاقة محرمة، ولكن إذا كانت الخاطرة بهذه القوة فلماذا لا نستغلها لنقوى على انجاز هدف صعب علينا
مثلُا نفرض أنك طالب وأن مادة الفيزياء صعبة عليك وكلما فتحت الكتاب أغلقته
لو ظللت تغلق الكتاب ولا تذاكر ستسقط حتمًا
إذا كيف تدفع نفسك لمذاكرة الفيزياء؟
ضعها خاطرة فى دماغك..اغلق عينك وتخيل كل التفاصيل وكأنك تشاهد فيلمًا ...كل الأصوات والمشاهد وحتى الروائح...ستقوم الآن تمشى بالشكل الفلانى حتى تصل للمكان العلانى وتجلس وتفتح الكتاب وتقرأ الفصل الفلانى
تخيل المشهد ليس مرة واحدة بل عشرات المرات كما تفعل فى تخيل المشاهد العاطفية ..وعندها ستصبح الخاطرة فكرة والفكرة إرادة والإرادة عمل...ستجد نفسك أصبحت مبرجمًا لكى تقوم وتفعل الشىء
ولكن أهم حاجة..أنك عندما تفتح عينك..لا تسوف
تقوم الآن وتنفذ كل الخطوات
هل يبدو ما قلته مضحكًا؟ ما رأيك أن هذه الطريقة تُستخدم بفعالية كأحدى طرق علاج الإدمان؟
تتخيل يومًا يمضى بك بدون الشىء الذى تدمنه وتراه رأى العين ..تتخيله مرات عديدة..ثم تنفذ ولو يوم واحد
ولكن مهلًا تحتاج الأول لإعداد مخك على استخدام هذه الطريقة...تحتاج أن تدرب نفسك على أهداف سهلة
لا تبدأ بكتاب الفيزياء الصعب ولا بالبعد عن التدخين أو السجائر أو أيا ما كان
ابدأ بحاجة سهلة كأن تحضر كتاب من الجانب الآخر للغرفة...هدف سهل..اغمض عينك وتخيله بكل خطواته
وعندما تفتح عينك قل سأنفذ الآن وقم لتحضره
ثم اختار هدفًا أكثر صعوبة مثلا أن تعمل كوب شاى..هذه تفاصيل كثيرة..تخيلها كلها
وقم فى التو لتعمل الشاى
على فكرة هذا ما يفعله العاقل الباطن أصلًا ولكن العملية تحدث سريعًا بطريقة لا تشعر بها
الآن نحن نريد أن نضع هدفًا لا يريده العقل الباطن ويهرب منه
كالتوقف عن الإدمان أو لعب الرياضة
تحتاج أسلوب التخيل فقط فى البداية لتبدأ ...عدة مرات تكرر فيها الأمر على أيام متواصلة
بعدها نجاحك فى هذه المرات سيكون فى حد ذاته حافزًا ﻷن تواصل بدون أى تخيل
سأخبركم عما حدث لى باﻷمس..كنت أشعر بالتعب الشديد بعد يوم عمل وجلست فى كافتيرا الجامعة غير قادرة على النهوض للذهاب للمنزل ... كنت فى ظروف مثل هذه أظل أتصفح الفيس بوك من البلاك بيرى ولكن الآن لا يوجد فيس بوك
أخذت أتخيل أنى ذاهبة للمنزل وأمشى فى الطريق الفلانى أشاهد كذا وكذا وعندما أصل أول شىء أفعله
أن أصلى المغرب وسنته
وبعد عدة مرات من التخيل..قمت وأنا فى الطريق شاهدت بطرف عينى محل قهوة على الجانب الآخر فكرت
أن أذهب لأحضر قهوة ..ولكنى لم استطيع شعرت أن هناك قوة تشدنى ﻷذهب للمنزل على طول
محل القهوة لم يكن فى الخطة المرسومة
منذ أن قرأت عن هذا الأمر وأنا أفعله كثيرًا وأرى أنه ينجح فى كثير من الأحيان
خاصة عندما يكون الأمر ثقيلًا على النفس
مثلُا قررت أن أتخيل أنى أكتب فى البحث الذى أكتبه لمدة ساعتين وظللت أتخيل هذا الأمر
وأتخيل المكافأة التى سأكافىء بها نفسى عندما أفعل هذا
قعدت أمام الكمبيوتر وبدأت عملية الهروب المعتادة من الكتابة...الأخبار..الإيميل...طيب تعبت عاوزة أنام
وجدت نفسى ترفض النوم بشدة
ووجدتنى أفتح ملف البحث ولم أهدأ قبل أن انهيت الساعتين اللتان حددتهما فى خيالى
وليس مجرد هدف على الورق كما اعتدت
أتذكرون عندما قلنا أن علماء النفس يقولون أنك لو صدقت أن شيئًا سيحدث فإن احتمالات حدوثه ستزداد؟
وتفسير هذا ببساطة أن عقل الباطن بدون أن تدرى يسعى لإحداث هذا الأمر الذى تخيلته وصدقته
فإذا تخيلت إنك ستسقط...ستجد نفسك مرتبكًا فى الامتحان وتنسى الإجابات التى تعرفها عن ظهر قلب
وإذا تخليت أنك ستنجح ...ستجد نفسك واثقًا من نفسك وتتذكر حتى الأشياء التى لم تقرأها إلا مرة واحدة
ولكن كما قلنا حذارى أن تتخيل بدون أن تعمل مباشرة الشىء الذى تخيلته
وتقع فى التسويف
مما ينسيك الخيال
أفضل شىء المبادرة
دينا سعيد
23-10-2012
----------------------
فكرة تخيل الأهداف تفصيليًا مأخوذة من كتاب
رائع يا بشمهندسة دينا.... يارب تفضلي مقاطعه الفيس علطول عشان تثري البلوج وتكتبي هنا علطول
ReplyDeleteاشكرك فأنت تضيفي وقليلا من يستطيع ان يضيف هذه اﻻيام
شكرًا يا أستاذ محمد على كلامتك وتشجيعك
Deleteإن شاء الله سأرجع من أول نوفمبر للفيس بوك ولكن بقواعد صحية محددة سأحاول أن ألزم نفسى بها طوال نوفمبر
الفكرة إنى حاولت من قبل الالتزام بهذه القواعد ولكن لم أفلح ﻷنك لا تستطيع أن تنتقل من الإدمان إلى التقنين..لابد أن تنسى العادة السيئة تمامًا وتشفى منها ثم يعدها تعود نفسك على التقنين
كأنك تتغير 180 درجة ثم تضبط الزاوية فى المنتصف
فيما يشبه قليلًا وضع ركن السيارة
تابع المقالات القادمة إن شاء الله سيكون فيها المزيد
أعاننا الله وإياكم
اجمل ما في سلسلة كتابتك بدأ من "نقطة تحول" انها حقيقية بشكل رائع وانا اطبقها مثلك تماما واستعين بخطاكي .. اصبحت مختلف بعد ان اقلعت عن الفيس .. ازددت انتاجا كما انفتحت امامي آفاق أخري ما كانت لفتح مع وجود الفيسبوك .. كما ان مشكلة الأكتئاب التي كانت تعاودني بين الحين والآخر قد ذهبت بلا رجعة ... ارجو فقط منك الا تهملي البلوج اذا رجعتي للفيس بوك وهذا ما توقعه طالما قد وضعتي القواعد الجديدة
ReplyDeleteانا هارج للفيس بوك بعد 15/11 حتي اكون قد اتممت الشهر .. الانتكاسات لا توجد ..لكن عدت للتويتر بعض الشيء لكنه لا يستهويني كالفيس بوك..لأنه ملئ بالشتامين والساخرين بشكل اكثر كثير من الفيس بوك وايضا لطبيعته الخاصة التي لا تناسب المناقشات المفتوحة مثل كومنتات الفيس بوك .
بجد انا مش عارف اقوللك ايه .. ربنا يجازيكي خير بسبب الحاجات اللي خليتي الواحد يكتشفها وانه يقدر يعملها