هل تتذكرون مقطع الشنكل من فيلم أرض النفاق؟
جميعنا يضحك عندما يشاهد هذا المقطع على البيروقراطية والروتين الفظيع الذى يضيع 500 يوم عمل و1000 مكاتبة من أجل تحصيل ثمن شنكل 44 مليم
ولكن هل عويجة أفندى مخالف للقانون؟
بالطبع لا بل هو كل ما يفعله قانونى جدًا وبالقانون لا يستطيع أحد أن يحاسبه على تقصيره أو على تضييع أموال الدولة
هل العيب فى القانون الذى لم يضع حدًا معينًا مثلُا إذا كان التقصير فى حدود 100 جنيه يتم اتخاذ الاجراءات القانونية وما عدا ذلك طناش؟
لو تم وضع قانون بهذا فغالبًا سيسرق كل من يتعامل مع الشركة أى شىء قيمته أقل من 100 جنيه
لذا القانون يجب أن يكون عام بلا أى استثناءات...والاستثناء يتم عند التطبيق
فمثلُا حد السرقة منصوص عليه فى القرآن بلا أى استثناءات
ولكن سيدنا عمر أسقطه فى المجاعة وكثير من القضاء كانوا يسقطون حد السرقة بحسب حالة السارق وتقديرهم
القانون يجب أن يضع الخطوط العريضة ...ولكن التطبيق على كل حالة يخضع لضمير القاضى وفطنته وذكائه
عويجة أفندى قد يكون بالفعل يبغى مصلحة الشركة ولكنه عنده خلل شديد فى الألوليات وهو وكل اللجان التى شكلها
ما العلاقة بين هذا الأمر وبين رحلة استعادة النفس؟
هى نفس المشكلة..خلل الأوليات
ليس ﻷن الأمر حلال شرعًا وقانونًا يكون مسموح به
أن تفعله فى أى وقت وظرف
هنا يأتى دور الحكمة والفطنة لتقول "لا" لشىء ما تريده نفسك
ليس ﻷنه حرام بل ﻷن عندك شىء أهم لابد أن تقوم به
أو ربما "لا" من باب فقط أن تعود نفسك ألا تحضر لها كل ما تشتهيه وتريده
"لا"
من باب أن تثبت لها أنك المتحكم والمسيطر
تخيل أنك تحب المانجة بشدة وجاء موسمها وامامك أخيرًا مانجتان
معظم الناس سيأكلون المانجتين
وقليل سيكتفى بواحدة
وأقل القليل لن يأكل ..ليس ﻷنه مريض بالسكر أو عامل دايت
بل فقط ليؤدب نفسه ..ليس الآن
اصبرى للغد
أن تصل بنفسك إلى هذه المرحلة ..معناه أن اليد العليا أصبحت لك
وبذلك تستطيع ان تأمر نفسك بحسب ترتيب أولياتك فتطيع
لن تجد نفسك تضيع منك وتجرفك معها فى أى اتجاه
لتصبح فى النهاية شبيهًا بعويجة
تقضى 10 ساعات فى الطبيخ والنظيف فى حين أن أمامك عمل مهم
أو تقضى 8 ساعات على الفيس بوك تاركًا البيت يضرب يقلب
أو تعمل لمدة 12 ساعة وتضيع كل الصلوات المفروضة
أو تظل تصلى طوال الليل وتترك زيارة مهمة لصديق مريض
فى كل الحالات السابقة ما تفعله حلال وشرعى ولكنه ليس أنسب شىء تفعله الآن
تستطيع أن تبرر لنفسك إعطائك كل وقتك لشىء ما على حساب الأشياء الآخرى
كما فعل عويجة مع فؤاد المهندس
ولكنك تعلم داخليًا أن ما تفعله خطأ وأنك فقط تفعله ﻷن نفسك تريده وقد جرفتك فيه
إن هذه الرحلة هدفها الأول أن أصل لمرحلة السيطرة على نفسى
أعلم أنى حاليًا أقسو عليها كثيرًا
وهى تعاندى ﻷنى أفعل فيها كل هذا
ولكنها ادلعت كثيرًا
وبصراحة محتاجة حد يشكمها
أعاننا الله وإياكم
دينا سعيد
14-10-2012
No comments:
Post a Comment